اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، بجملة من المواضيع أبرزها، الحرب ضد الإرهاب في مصر، والقمة العالمية للحكومات المنعقدة بدبي، وخطورة الصواريخ الباليستية الإيرانية على المنطقة، ومؤتمر إعادة إعمار العراق بالكويت، وكذا زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للشرق الأوسط خلال الأسبوع الجاري، إضافة إلى قضايا أخرى متنوعة محلية وإقليمية ودولية. ففي مصر، واصلت الصحف المحلية اهتمامها بالحرب التي تخوضها قوات الجيش والشرطة ضد الإرهاب في إطار العملية العسكرية “سيناء 2018 ” التي بدأ تنفيذها، الجمعة الماضي، للقضاء على العناصر “الإرهابية” في شمال ووسط سيناء ومناطق بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل.
ونشرت صحيفة (الجمهورية) مقالا لأحد كتابها قال فيه إن العملية الشاملة (سيناء 2018) توجه ضربة “قاصمة” للعناصر “الإرهابية” أينما كانت على امتداد أرض مصر بمشاركة القوات المسلحة والشرطة الوطنية وبمساندة شعبية عبرت عنها كل الطوائف والفئات الواثقة في قدرات الجيش والشرطة على فرض الأمن والاستقرار على كل شبر من الأرض وتطهير كامل الوطن من جماعات الإرهاب وخلاياه.
وأشار كاتب المقال، إلى أن عملية (سيناء 2018)، التي وصفت بأنها الأكبر منذ حرب أكتوبر، تستهدف تصفية الجماعات “الإرهابية” الممولة والمسلحة من الخارج، مضيفا أن هذه العملية “تسجل صفحة جديدة في سجل تاريخ العسكرية المصرية المتأهبة والمضحية دائما من أجل حماية مصر وشعبها ضد الإرهاب وضد العدوان من أي اتجاه كان”.
وكتبت (الأهرام )، في افتتاحيتها، أنه لم يعد هناك سوى أسبوع واحد على الأكثر أمام القوات المسلحة المصرية للانتهاء من تدمير “الكتلة الصلبة” للإرهابيين في جميع أنحاء سيناء، ويسود جو كبير من التفاؤل بقرب اقتلاع معاقل قوى التطرف والإرهاب على أيدي القوات المصرية.
ونشرت (الأخبار) ، بدورها، مقالا لأحد كتابها، قال فيه إنه في الحرب “المقدسة” التي تخوضها القوات المسلحة والشرطة في عملية “سيناء 2018″، التي انطلقت الجمعة الماضية لتطهير أرض مصر من فلول الإرهاب الأسود، “هناك حقيقة واحدة تؤكد أن هذه الحرب الشرسة والشاملة لا تقل في خطورتها وآثارها على أمن وسلامة الوطن على كل الحروب الشاملة التي خاضتها مصر من قبل، بل تزيد عليها في عمق الخطر واتساع الآثار”.
وفي الامارات، ركزت الصحف في افتتاحياتها على القمة العالمية للحكومات في دورتها السادسة التي انطلقت أمس في دبي.
وكتبت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها بعنوان “الامارات تجمع العالم” أن القمة العالمية للحكومات تجمع “زعماء العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، لرسم مستقبل أكثر إشراقا ورخاء لشعوب الأرض، يلتقون لتبادل الرؤى والأفكار بشأن ما ينبغي أن يكون عليه غد هذا العالم”.
بدورها، اعتبرت صحيفة (البيان) أن “القيمة الكبرى التي حققتها القمة لم تحصل عليها لولا تأثيرها الواسع والعميق، بسبب مواقع وأدوار الشخصيات التي تشارك بها، وطبيعة العناوين التي تتم مناقشتها وتأثيرها أيضا في اتجاهات القرار العالمي المختلفة، فهي ليست مجرد عصف ذهني، وكل الدراسات تثبت أن تأثير القمة في الحكومات بات ملموسا وإيجابيا”.
من جهتها، قالت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها بعنوان “قمة النجاح العالمي” إن قادة حكومات العالم يتحاورون في دبي مع صناع القرار والعلماء والخبراء من معظم دول العالم “لخير البشرية وتقدمها، وسبل مواجهة مشاكلها المزمنة” في تحدي الظروف المناخية الصعبة، وتوفير الموارد الطبيعية الضرورية للعمل والإنتاج، وتحسين ظروف المعيشة والارتقاء بها، وقضايا لا حصر لها، تنتظر منهم تبادل المعلومات والتجارب والأفكار والمقترحات للوصول إلى أفضلها وأكثرها مناسبة لتحقيق مصالح البشر حول العالم.
وفي السعودية، قالت صحيفة (الرياض)، إن الصواريح الباليستية الإيرانية تشكل تهديدا للشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تركزت فيه الصفقة النووية مع إيران على الحد من برنامج إيران النووي، فإن هذه الصفقة “فشلت في التعامل مع نظام الصواريخ الباليستية الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة”.
وأوضحت الصحيفة أن إيران زادت من نشاطاتها في تطوير برنامج الصواريخ، في تحد للضغوطات الغربية وقرار مجلس الأمن 2231، وأجرت أكثر من عشرين اختبارا منذ توقيعها على الصفقة النووية في 2015، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تحتاج إلى المزيد من المحاولات لإقناع الدول الأوروبية بخطورة ما تمثله الصواريخ الإيرانية على الشرق الأوسط.
وفي نفس الموضوع، قالت يومية (عكاظ) إن إيران عرضت أمس وسط طهران صاروخ (قادر) الباليستي الذي يبلغ مداه ألفي كيلومتر، وذلك “في استفزاز جديد للمجتمع الدولي، وتحد للضغوط الغربية الهادفة إلى الحد من برنامجها للصواريخ الباليستية”.
وأضافت أنه فيما تجاهل رئيس النظام الإيراني حسن روحاني، التعليق على تفجر الأوضاع في سورية في أعقاب إسقاط إسرائيل طائرة إيرانية مسيرة تسللت إلى أجوائها، “واصل مزاعمه بأن برنامج إيران الصاروخي ذو طبيعة دفاعية محضة، وغير قابل للتفاوض مثلما تطالب الولايات المتحدة والأوروبيون”.
وفي الشأن اليمني، قالت صحيفة (اليوم) إن “ميليشيا الحوثي الانقلابية، تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، في معظم الجبهات أمس، ليمتلك الجيش اليمني بمساندة ودعم التحالف العربي بقيادة المملكة، أفضلية عسكرية في معاركه ضد الانقلابيين في صنعاء وصعدة، والحديدة وتعز، بعد أن أحكم السيطرة بشكل كامل على المنافذ الحدودية”.
وفي قطر، توقفت الصحف، على الصعيد المحلي، عند احتفال قطر غدا باليوم الوطني للرياضة ومغزى ودلالات تخصيص يوم للرياضة تتحول فيه جميع الفضاءات العامة الى ملاعب أمام الجميع لممارسة شتى أنواع الرياضات، مسجلة انه يمثل تظاهرة صحية تبتغي “غرس القيم التربوية والإنسانية للرياضة ودورها في بناء السلام والتنمية والنهوض المجتمعي”، من منطلق أن الرياضة “لغة عالمية تقرب بين الشعوب وتضطلع بدور مهم في تذويب الخلافات والنزاعات أكثر مما تقوم به السياسة”. وفي الشأن الدولي، نشرت صحيفة (العرب) مقالا تحت عنوان “الصراع مع الصهاينة واستثمار الفوضى” لفت كاتبه الى أن الاحتلال الإسرائيلي الذي طالما “اعتمد استراتيجية استثمار “الفوضى” التي تعيشها المنطقة العربية، والاضطرابات والأزمات التي تعصف بالإقليم” لاتخاذ “القرارات الأكثر جرأة” و”تنفيذ أكبر قدر من الهجمات على دفعات، وبالتدريج ضد مراكز القوة داخلها”، وجد نفسه أول أمس السبت أمام إسقاط إحدى طائراته العسكرية الأكثر تطورا بإزاء مستجد “بدد أوهامه وتقديره الاستراتيجي أو فهمه للمنطقة”.
واعتبر كاتب المقال أن “جلسة تقدير موقف واحدة” لن تكفي الاحتلال الإسرائيلي لاستيعاب ما جرى و”لإعادة حساباته في هذه الجزئية”، وأن تدمير طائرة إف 16 “حدث لا يقل أهمية عن أول يوم جرى فيه تدمير دبابة “الميركافا”، التي سوقت لها أبواق الدعاية الإسرائيلية على أنها “أسطورة تفوقها البري”، مستنتجا أن إسقاط هذه الطائرة هو في المحصلة ضرب في العمق ل”حتمية أسطورة تفوقها الجوي” وإسقاط لما يحيط بها من أوهام .
وفي الأردن، وفي مقال بعنوان “مؤتمر المانحين بالكويت وإعادة إعمار العراق”، كتبت صحيفة (الدستور) أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يعرض خلال المؤتمر اليوم بالكويت خطة بلاده التي تتضمن طلب حوالي مائة مليار دولار لإعادة الإعمار كتكلفة للبنى التحتية ومشاريع استثمارية واقتصادية وتنموية وبناء المساكن.
وأشارت إلى أنه بعد ثلاث سنوات من فرض الإرهابيين سيطرتهم على أجزاء من العراق ومعارك دامية بذلت القوات المسلحة العراقية لطردهم من نحو ثلث البلاد، يراهن العراق الذي دمرته الحروب وأنهكه الحصار منذ الثمانينيات على المانحين الدوليين، وخصوصا القطاع الخاص.
وأضافت أن الأمل كبير في أن تتاح الفرصة أمام هذا المؤتمر الاقتصادي الكبير في دعم العراق بالإسهام بالمشاريع الريادية والضخمة لإعادة بناء العراق على أسس سليمة وصحيحة وبعيدا عن الفساد الذي ينخر في الجسم العراقي!.
وفي موضوع آخر، وفي مقال بعنوان “الصراع في سوريا يدخل مرحلة جديدة”، كتبت صحيفة (الرأي) أن عملية إسقاط طائرة الاحتلال الإسرائيلي التي أغارت على الأراضي السورية السبت الماضي، تكشف تطورا جديدا في الموقف والسلاح السوري إزاء الغطرسة الصهيونية، التي اعتادت أن تضرب أهدافا في عمق سوريا دون رد بسبب انشغالها بحرب أهلية داخلية.
وأضافت أنه بإسقاط الطائرة الإسرائيلية تغيرت المعادلة في المنطقة لأول مرة منذ 30 عاما، مشيرة إلى أن الطرفين سيدخلان نزاعا لا يعرف شكله الآن، إلا أن المعروف أنه لن يكون كما كان في السابق.
وفي السياق ذاته، نشرت الصحيفة مقالا آخرا أشار فيه كاتبه إلى أن إسرائيل تدرك تماما صعوبة ومخاطر الدخول في مواجهة شاملة مع إيران بمفردها، ولذلك تعمل على دفع الولايات المتحدة إلى تبني استراتيجية أكثر صرامة ضد إيران في سورية.
واعتبر الكاتب أن إسقاط الطائرة الإسرائيلية لا شك أنه يعطي صورة واضحة وجلية عن حجم وحدود أي مغامرة إسرائيلية، وبالتالي، يضيف، “فإن مواجهة شاملة أصبحت أبعد على المدى القريب، لكن نذر الحرب تبقى تلوح في الأفق”.
وفي البحرين، كتبت صحيفة (البلاد) أن الصين تتطلع إلى زيادة التنسيق مع الولايات المتحدة في الملف الكوري الشمالي، مبرزة أن ذلك يتجلى في تعبير العملاق الآسيوي عن التزامها بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن كوريا الشمالية بالكامل، لكنها ترى أن على جميع الأطراف بذل المزيد من الجهود للحد من التوترات وإحياء المحادثات بين الأطراف. وأوضحت أن كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي أبلغ الرئيس الأمريكي ترامب أن الصين تتطلع إلى تعزيز التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، وذلك خلال الزيارة التي قام بها يانغ إلى واشنطن مع تزايد توترات تجارية بين البلدين وخلافاتهما المستمرة بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه وكذا التايوان.
من جهتها، أبرزت صحيفة (الأيام) أن روسيا أعربت عن قلقها بشأن نشر أنظمة الدفاع الأمريكية المضادة للصواريخ على طول محيطها .
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الروسي، سيرجى لا فروف، قوله إن أنظمة الدفاع الأمريكية المضادة للصواريخ تطوق روسيا تقريبا على طول محيطها، وتستهدف الصين في نفس الوقت، موضحا أنه يتم نشر أنظمة الدفاع الأمريكية في أراضي كوريا الجنوبية واليابان تحت ذريعة التوجس من الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
وأضافت اليومية البحرينية أن روسيا عبرت عن توجسها أيضا من نشر أنظمة الدفاع الأمريكية بشكل كبيرفي أوروبا، معتبرة أن هذه القوات، التي تستهدف كذلك الصين، تكاد تطوق روسيا على طول محيطها. من جانبها، اهتمت صحيفة (أخبار الخليج) بالتقرير الذي أصدره المركز المالي الكويتي حول إصدارات الصكوك والسندات المصدرة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2017. وأوضحت الصحيفة، استنادا إلى هذا التقرير، أن إجمالي قيمة إصدارات الصكوك والسندات الأولية في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها إصدارات البنوك المركزية والإصدارات السيادية لحكومات دول الخليج وإصدارات الشركات، قد بلغ 174.17 مليار دولار في عام 2017، بارتفاع قدره 3.96 في المائة مقارنة بإجمالي قيمة الإصدارات التي تمت في عام 2016. وفي لبنان، ركزت الصحف المحلية على التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان، والزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون لبيروت وعدد من دول المنطقة خلال هذا الأسبوع، إضافة إلى التطورات الأخيرة على جبهة الحدود السورية ـ الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن التطورات الأخيرة على جبهة الحدود السورية ـ الإسرائيلية تقدمت واجهة الأحداث السياسية والعسكرية، وسط تساؤلات عما إذا كان المشهد الجديد سيغير قواعد الاشتباك في المنطقة، أو أن الاتصالات الدولية ومساعي التهدئة نجحت في لجم التصعيد واحتواء تردداته؟، مشيرة في هذا الصدد إلى إسقاط صاروخ سوري للمرة الأولى منذ سنة 1978 لطائرة إف 16 الإسرائيلية كانت تغير في الداخل السوري على مواقع عسكرية سورية وإيرانية، وكذا الحديث عن إسقاط إسرائيل لطائرة إيرانية بدون طيار تسللت إلى مجالها الجوي.
وفي نفس السياق، قالت (الأخبار) إن آثار الإنجاز السوري، الذي تحقق بإسقاط الطائرة الإسرائيلية، لم يقتصر على سورية وحدها، مشيرة إلى أنه في لبنان أخذ الاحتفاء بالإنجاز بعدا استراتيجيا، شكل مرحلة جديدة من الردع، تزيد من مناعة البلد في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة، وتبعد الحرب أكثر وأكثر، “في ظل يقين إسرائيلي بأن محور المقاومة صار أكثر صلابة وقدرة على المواجهة وتحقيق الإنجازات”.
وفي موضوع آخر، أوردت يومية (المستقبل) أنه في إطار مواكبة التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان، كشف مصدر وزاري للصحيفة أن السلطات الرسمية اللبنانية أبلغت، أول أمس السبت، من الجهات الدولية المعنية بهذه التحضيرات أنه جرى تثبيت موعد انعقاد مؤتمر “روما 2” الذي يهدف إلى دعم الجيش والقوى الأمنية الرسمية، في 15 ماي المقبل.
ومن جانبها، توقفت (النهار) عند الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون لبيروت الخميس المقبل ضمن جولة تشمل عددا من دول المنطقة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي للعاصمة اللبنانية منذ أربع سنوات، تأتي عقب التحضيرات التي أجراها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد في زيارته لبيروت التي استمرت أياما وقابل خلالها المسؤولين الكبار وبعض الزعماء السياسيين.
ونقلت اليومية عن أوساط معنية بنتائج زيارة ساترفيلد قوله إن لبنان يتحسب فعلا لجولة أخرى معقدة من المفاوضات الدبلوماسية الدقيقة مع تيلرسون التي ستكمل محادثات ساترفيلد وخصوصا إعادة تفحص العلاقات الأمريكية – اللبنانية انطلاقا من ثوابت واشنطن في الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والاستقرار الداخلي “ولكن أيضا مع إثارة ملفات معقدة للغاية من أبرزها ملف (حزب الله) والعقوبات الأمريكية عليه من جهة، وإثارة إسرائيل موضوع إقامة مصانع أسلحة إيرانية للحزب في لبنان”.