التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان تدين العملية الإرهابية بتونس، وتتضامن مع ضحاياها وتدعو كل القوى الحقوقية والديمقراطية بالمنطقة إلى المزيد من العمل من أجل نشر الفكر الحقوقي المناهض للعنف والإرهاب

0 490

 

التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان تدين العملية الإرهابية بتونس، وتتضامن مع ضحاياها وتدعو كل القوى الحقوقية والديمقراطية بالمنطقة إلى المزيد من العمل من أجل نشر الفكر الحقوقي المناهض للعنف والإرهاب ومن أجل جعل الدول المغاربية تحترم كافة حقوق الإنسان في شموليتها وتمكن شعوبها من تقرير مصيرها وتحقيق التنمية المستدامة كشروط أساسية لحماية المنطقة من التطرف العنيف وكل أشكال الإرهاب

على إثر العملية الإرهابية الشنيعة التي وقعت يوم 29 أكتوبر 2018، بتونس العاصمة، في قلب شارع الحبيب بورقيبة الذي احتضن آمال الشعب التونسي في وطن آمن ومزدهر، تعبر التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان عن إدانتها الشديدة لهذا الفعل الإجرامي الجبان الذي خلف العديد من الجرحى، معلنة تضامنها الإنساني مع ضحايا هذه العملية من مدنيين ورجال شرطة الذين استهدفتهم، متمنية لهم الشفاء العاجل.

وإن التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان، وهي تضم من بين أعضائها العديد من المنظمات المدنية التونسية التي تجعل من بين أهدافها بناء مجتمع الديمقراطية الخالي من العنف ــ ومنها مؤسسة شكري بلعيد لمناهضة العنف التي تأسست بعد الاغتيال السياسي للقائد اليساري الذي تحمل إسمه ــ كما تضم منظمات حقوقية جزائرية عاشت أشد تجارب العنف الإرهابي مأساوية بالمنطقة، خلال العقد الأسود الذي عرفته الجزائر في نهاية القرن الماضي، لتؤكد من جديد أن محاربة الإرهاب والعنف السياسي لن يتم إلا في إطار مجتمع الديمقراطية والحرية الذي تتجسد فيه كافة الحقوق والحريات، والمبني على منظومة قيمية تؤمن بالتنوير، مجتمع يكون خاليا من التعسف والميز وضامنا للعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية وحاضنا لأبنائه وبناته بمختلف انتماءاتهم واختياراتهم وتوجهاتهم في ظل التسامح والتعددية وقبول الآخر وتنسيب الفكر والعيش المشترك.

كما تعتبر التنسيقية أن مقاومة الإرهاب تبدأ بمقاومة جدوره والشروط المنعشة له وفي مقدمتها :

–       الأنظمة الاستبدادية التي تنشر الظلم والإذلال والفقر والبؤس والجهل، وهو ما يشكل مرتعا لكل أشكال التطرف العنيف؛

–       الأنظمة الامبريالية المعتدية على حق الشعوب في تقرير مصيرها، بدعم أنظمتها الاستبدادية، وبالعدوان العسكري على أراضيها، وتشجيع الحركات المسلحة بها وتوفير شروط الانهيار الأمني داخلها، مما يساهم في انتشار المجموعات الإرهابية على أراضيها.

إن التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان، وهي تضع قضية التطرف العنيف من بين أهم القضايا التي تشتغل عليها وتعمل على تعزيز سبل مقاومته والوقاية منه، لتجدد تضامنها مع كافة ضحايا الإرهاب بكل أصنافه، أينما كانوا وأيا كانوا، كما تجدد مطالبتها بجعل حد للإفلات من العقاب في الجرائم الإرهابية التي ذهب ضحيتها كل من المناضلين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهيمي بتونس، وكل ضحايا الإرهاب في المنطقة المغاربية وخارجها.

وتدعو التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان كل القوى الحقوقية والديمقراطية بالمنطقة إلى المزيد من العمل من أجل نشر الفكر الحقوقي المناهض للعنف والإرهاب، ومن أجل جعل الدول المغاربية تحترم كافة حقوق الإنسان في شموليتها وتمكن شعوبها من تقرير مصيرها، وتحقيق التنمية المستدامة لها، باعتبارها شروطا أساسية لحماية المنطقة من التطرف العنيف وكل أشكال الإرهاب.

عن سكرتارية التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان

الرباط، في 31 أكتوبر 2018

 

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد