الدمى الروسية “ماتريوشكا” تلبس حلة المونديال وتعوض صور السياسيين والفنانين بأخرى للرياضيين

0 658

في السنوات الاخيرة بدأت الدمية الروسية “الماتريوشكا” ،التي تعتبر أحد رموز الثقافة الروسية ،تأخذ أشكال جديدة مبتكرة بالإختلاف عن الشكل التقليدي لهذه التحفة التي تكرم المرأة الروسية، حيث ظهرت دمى بأشكال طبيعية، وأخري بأشكال أسطورية، وثالثة لشخصيات سياسية روسية ، مثل لينين وستالين وبريجنيف، ومنها دمية للرئيس الروسي نفسه فلاديمير بوتين ورئيس وزرائه دميتري ميدفيديف.

وصارت “الماتريوشكا” ،التي تمثل الطابع والقيم والروح الروسية الأساسية من الأمومة إلى العائلة والوحدة والحرارة الإنسانية الروسية ، تحمل صور شخصيات سياسية عالمية بارزة كأنجيلا ميركل وباراك أوباما ودونالد ترامب وغيرهم من السياسيين العالميين .

وتزامنا مع احتصان روسيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم ،في الفترة الممتدة مابين 14 يونيو الجاري والى غاية 15 يوليوز المقبل ،فقد دأبت محلات بيع دمى “ماتريوشكا” الروسية التقليدية على تغيير الصور التي تحملها هذه الابداعات الروسية الفريدة ،بوجوه نجوم كرة القدم مثل البرتغالي رونالدو و الارجتيني ليونيل ميسي والألماني توماس مولر وغيرهم.

و جاء هذا التغيير ليقين مبدعي الماتريوشكا أن على هذه الأخيرة أن تلبس بمناسبة تنظيم مونديال روسيا 2018 حلة جديدة ، من منطلق أنها تعد أحد رموز الثقافة الروسية وأصبحت تذكارا إلزاميا لكل سائح يزور بلد القياصرة ، حيث ارتبطت هذه الدمية الخشبية في أذهان السياح حول العالم بالتراث الروسي، إلا ان تاريخ ظهور هذه اللعبة ومدى ارتباطها بروسيا يتضارب بين عدد من الروايات، التي تؤكد أبرزها أن هذه الدمية المتداخلة المتعددة اللون أصلها من اليابان، وفيما بعد تحولت الى رمز لروسيا.

وتقول روايات نشأة الدمية إنه في نهاية سنة 1890، كانت الفنون الاسيوية رائجة في روسيا ، حيث استقدم صناع روسي شهير يدعى سافا مامونتوف معه من اليابان سلسلة دمى تمثل “آلهة السعادة” السبع وتمثل اكبرها فوكوروكوجو ،وهو إلاه أصلع ذو نظرة مطمئنة.

فالدمية المتداخلة المتعددة اللون اصبحت رمزا للبلد الذي ارتبطت به ارتباطا وثيقا، حيث تجدها معروضة في كل المحلات التجارية بأحجام مختلف صغيرة ومتوسطة وكبيرة وفي كل التظاهرات والملتقيات الدولية التي تستضيفها روسيا .

فهذه الدمى الخشبية المتداخلة ،التي ستستقبل المنتخبات المشاركة في مونديال 2018 بألوانها المختلقة والساحرة ، تشكل منذ أكثر من قرن مرآة لكل الحقب التي مرت بها البلاد وتستمر في ذلك في متاجر التذكارات السياحية .

وقد استوحى الرسام سيرغي ماليوتين من هذه الدمى نسخة روسية في مشغله للاعمال الحرفية الشعبية في مدينة سيرغييف بوساد ،الواقعة في منطقة الطوق الذهبي، حيث يقع دير الثالوث الاقدس الارثوذكسي الشهير.

وكانت الدمية تمثل مزارعة فرحة تضم في داخلها كل أطفالها حتى المولود الجديد، حيث كانت هذه الدمية ،التي لاقت شعبية سريعة في روسيا ، إذ حصلت أيضا على اسم مزارعة بامتياز هو ماتريونا وتحببا ماتريوشكا.

واعتبارا من سنة 1900 لاقت هذه الدمية رواجا كبيرا في المعرض الدولي في باريس حيث فازت بالميدالية البرونزية.

وتمثل ماتريوشكا فنون زخرفة دمى تمثل سكان تشوكوتكا (في أقصى الشرق) وأخرى لسكان الأسكيمو في القطب الشمالي كدليل على امتداد الامبراطورية السوفياتية، حيث كانت تهدف هذه الدمية إلى تجسيد البعد الدولي السوفياتي.

فالماتريوشكا بنسختها التقليدية وسحرها العابر للزمن وبنيتها المتينة ووجها الهادئ ، ستكون حاضرة بقوة في جميع المدن والملاعب الروسية التي تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018.

كما أن هذه الدمية الروسية التاريخية ستصنع الحدث لا محالة ،وستواكب فعاليات المونديال بإبداعات ستؤرخ لمشاركة كل المنتخبات الوطنية بألوانها ورموزها ولاعبيها المرموقين ،وبالتالي ستزور هذه الدمية الأسطورية ،بعد المونديال ، كل الدول وستدخل كل المنازل وتوضع في أجمل الفضاءات .

قد يعجبك ايضا

اترك رد