أكد المشاركون في الدورة الرابعة للمنتدى الدولي “إفريقيا والتنمية”، أن تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي بإفريقيا أمر أساسي واستراتيجي بالنسبة لجميع البلدان على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني.
وسجلوا في التوصيات، الصادرة عن هذا المنتدى الذي نظم مؤخرا بالدار البيضاء، أن التنمية الزراعية تعد أفضل وسيلة لوقف الهجرة القروية والعمل على تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية عبر استخدام الأسمدة، وتحسين المنتوج واستخدام جيد للأراضي الصالحة للزراعة.
وأكدوا أن البلدان الإفريقية مدعوة للقيام بإصلاحات هامة لاستيعاب المشاريع الفلاحية الكبرى، خاصة في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص ووضع آليات مؤسساتية وقانونية لضمان إطار استثماري آمن.
وقالوا إن اعتماد استراتيجية قطاعية هيكلة وحدها الكفيلة بإعادة تنظيم القطاعات التي تسمح بهيكلة الإنتاج وضمان التخزين الآمن والخدمات اللوجستية، وإدماج المنتجين الصغار في الاستراتيجية الزراعية الوطنية، وتعزيز البنية التحتية القروية وتطوير الصناعات الزراعية، والتأقلم مع التغيرات المناخية وتدبير أفضل للموارد الطبيعية.
كما أوصى المشاركون في هذا المنتدى بإحداث بورصة فلاحية من أجل التبادل والمراقبة وتحديث تبادل المواد الأولية الخاصة بالقطاع الزراعي، وتكوين وتعزيز التكامل بين الشباب، ودعم تحول محلي للمنتجات يتماشى مع العادات الغذائية المحلية.
وشكل هذا اللقاء الإفريقي، الذي نظم يومي 25 و26 فبراير الماضي، تحت شعار “فلاحة وكهربة تعبئة الطاقات”، أرضية حقيقية للفاعلين الاقتصاديين الأفارقة لمناقشة التحديات التي تواجهها القارة السمراء.
ويعد هذا المنتدى، الذي نظمته “مجموعة التجاري وفا بنك” بشراكة مع المركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير) مناسبة للتبادل والتشاور بين الفاعلين الاقتصاديين بالقارة السمراء وباقي بلدان العالم.
وتوخى هذا المنتدى، الذي شارك فيه أزيد من 1200 فاعلا اقتصاديا ومؤسساتيا في القارة السمراء والقارات الأخرى من 20 دولة إفريقية، النهوض بالاستثمارات وتعزيز التعاون جنوب-جنوب.
وعرف هذا المنتدى تنظيم لقاءات عمل بين أصحاب القرار والمستثمرين الاقتصاديين، علاوة على ورشات عمل أشرف على تنشيطها خبراء ومتدخلون مرموقون تتطرق إلى الإشكاليات ذات الصلة بالتنمية بإفريقيا، من قبيل “القطاع الزراعي، من نشاط معاشي إلى محرك تنموي للاقتصاد والمقاولات” و”ريادة الأعمال في إفريقيا، تحرير الطاقات” و”أي نموذج للتزود بالكهرباء في القارة الإفريقية”.
وعلى هامش المنتدى نظمت مؤسسة “التجاري وفا بنك” بفضاء ” أكتيا” بشراكة مع متحف “تسكوين” بمراكش معرضا فنيا بعنوان “فنون عبر الصحراء، فن العيش” يصور الفنون التقليدية المتعلقة بخيام الرحل والمساكن في الفضاءات الصحراوية من جنوب المغرب إلى ضفاف النيجر.