سمر بنعمرو، مهندسة مغربية قادتها مؤهلاتها العلمية إلى تولي مسؤوليات هامة بشركة (إيرباص) العملاقة

0 1٬163

بنبرة مفعمة بروح التفاؤل وبنظرة طموحة ، بسطت الشابة المغربية سمر بنعمرو، ذات السابع والعشرين ربيعا، تجربتها المهنية الناجحة، بشركة (إيرباص) لصناعة الطيران، بعد مسار دراسي ناجح، توج بشهادة علمية فسحت لها المجال واسعا، للتدرج في تولي مسؤوليات هامة ضمن أسلاك هذه المؤسسة العملاقة.

بعد نيلها شهادة الباكالوريا، بثانوية مولاي يوسف بالرباط، في شعبة العلوم الرياضية (ب)، واجتيازها بنجاح سنتين بالأقسام التحضيرية، شدت هذه الشابة الرباطية المولد، الرحال، قبل ثماني سنوات، إلى منطقة بروطاني بشمال غرب فرنسا، لاستكمال دراستها بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، التي تخرجت منها متأبطة، دبلوم مهندسة في “الأوبترونيك”، عقب قضائها فترة تدريب نهاية الدراسة، بميرينيان قرب مرسيليا أبانت فيها عن كفاءتها وعلو كعبها، واهلتها للعمل بشركة (إيرباص) لصناعة الطائرات المروحية بتولوز (جنوب فرنسا).

مهارة وتفاني ومثابرة سمر بنعمرو في العمل ، لا تخطئها العين ، اذ سارع مسؤولو الشركة ، الى ادماجها سنة 2011 والاستفادة من مؤهلاتها العلمية ، بمكتب الدراسات المكلف بوضع التصورات لتصاميم واشكال مقصورات الطائرات المروحية، لتتولى بعد ذلك ولمدة اربع سنوات، مسؤولية أنظمة المراقبة بمقصورة القيادة والتحكم، لطائرات من طراز (أ 320 ) و(أ 380 ) و(أ 350 ) فضلا عن الطائرة الحربية (أ 400 إم ) التي صور على سطحها الممثل الامريكي طوم كروز مشاهد خطيرة من الجزء الخامس لفيلم ” مهمة مستحيلة”.

لكن سمر بنعمرو عاشقة الرحلات التي جالت العديد من مناطق العالم ، من أروبا حتى آسيا وأمريكا، جعلت مهمتها وطموحها ممكن التحقيق، حيث عهد إليها بالإشراف على مشروع أنظمة المراقبة، وتدبير الطلبيات بمؤسسة (إيرباص) التي يوجد مقرها الرئيسي بتولوز ولها فروع في كل من اسبانيا وألمانيا وإنجلترا.

“فلكي يتولى أي شخص بالشركة الاشراف على أي مشروع تطويري، يشترط فيه التوفر على أقدمية لا تقل عن ثلاث سنوات، لكني ، توليت هذه المهمة بعد قضائي ستة أشهر فقط بالمؤسسة” ، تقول سمر بنعمرو في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء.

ولم يقف طموح هذه الشابة المغربية عند هذا الحد، اذ تم اختيارها فيما بعد ، للاشتغال على مشروعين بحثيين بتمويل أروبي، يتعلقان بتطوير تصاميم مستقبلية لمقصورات قيادة الطائرات، بل دفعها تطلعها المهني لأن تكون من بين طاقم قيادة طائرات عسكرية، وذلك ضمن مهام تجريب هذه الطائرات والتأكد من مطابقتها للمعايير المتفق عليها مع الزبناء.

طموح هذه الرباطية ، المتشبثة بمغربيتها واصالتها رغم حصولها على الجنسية الفرنسية، ليس له كابح، ذلك انه سرعان ما انتقلت، بعد الانتهاء من مشروع تطوير أنظمة المراقبة ب(إيرباص) وتسويق جميع البرامج ،الى العمل في مشاريع أنظمة الصيانة، والعلاقة مع الزبناء (شركات الطيران ) لخدمة ما بعد البيع، وهي مهمة تتعلق بالصيانة الوقائية، ومراقبة الاحداثيات، ومساعدة هذه الشركات على تجاوز الاعطاب.

خبرة هذه الشابة المغربية التي استطاعت مراكمتها في وقت وجيز، أهلتها أيضا، لتولي مهام تكوين المستخدمين على طريقة تدبير الطائرات، وتقديم الاستشارة في مجال التدبير والتنظيم ،وصياغة توصيات مفصلة يتم اعتمادها لإدخال التغييرات الضرورية على الطائرات ونمط تسييرها.

ولم تخف سمر بنعمرو، التي تعتبر نموذجا للتجارب الناجحة لمغاربة العالم ، الذين استطاعوا الاندماج بالمهجر، وتقديم صورة مشعة عن بلدها الاصلي، رغبة تنتابها من حين لآخر، للعودة الى المغرب، والمساهمة بخبرتها في تطور صناعة الطيران الآخذة في النمو بالمملكة بعد استقرار عمالقة القطاع في البلاد مثل “بومبارديي”، و(ألكوا)، و(ستيليا)، و(ماتيس)، اضافة الى فروع (بوينغ) و(إيرباص).

واستطاعت سمر بنعمرو ،التي لا يؤرقها في الغربة سوى البعد عن أسرتها ،وأحبائها، أن تختط لنفسها مسارا مهنيا طموحا، في قطاع اقتصادي واعد.

قد يعجبك ايضا

اترك رد