مراكش ..الوساطة الطبية تظل أساسية وضرورية لصياغة وتطبيق سياسة عمومية صحية إدماجية (ندوة)

0 925

أكد المشاركون في ندوة دولية نظمت مؤخرا بمراكش، على أن الوساطة الطبية، التي تكاد تكون غير متداولة في المستشفيات المغربية، تظل أساسية وضرورية ليس فقط لحل النزاعات الظاهرة والخفية، وإنما كذلك لصياغة وتطبيق سياسة عمومية صحية إدماجية، ولإرساء منظومة وطنية للصحة تضمن الدور المركزي للمريض ومشاركته النشيطة.

واعتبر المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها مجموعة البحث حول الإدارة والسياسات العمومية – كلية الحقوق – مراكش في إطار أنشطتها الأكاديمية لÜ 2016، بشراكة مع مؤسسة هانس سايدل حول موضوع “الوساطة الطبية وتدبير النزاعات في المستشفيات العمومية: مقاربات وآفاق مقارنة”، أن الوساطة الطبية تعد موردا استراتيجيا للسياسات العمومية الصحية، مما يتطلب أن تلعب دورا مهما في صيرورة مشروع الإصلاح الحالي للمنظومة الصحية الوطنية، مبرزين أن تفعيل وتطوير هذه الأخيرة يرتبط بوجود سياسة اجتماعية مندمجة وبخلق شبكة للفعل العمومي الصحي تربط مختلف المتدخلين وتكون مسؤولة وتضامنية وإدماجية.

وسجل المتدخلون أن الوساطة الطبية لا يمكن اختزالها في مجرد إجراءات ومساطر قانونية، أو وصفات تدبيرية، بل تعتبر “سيرورة للتوليد” وتجميع للكفاءات والموارد والإمكانات، إلى جانب فاعلين محايدين ومستقلين وذوي مهارات وتكوين رفيع (الوسطاء)، والذين هم في خدمة أطراف النزاع الصحي (المرضى ومهنيو القطاع الصحي) من أجل مساعدتهم على الوصول إلى اتفاقات وحلول مرضية.

كما لفتوا الانتباه إلى أن الوساطة الطبية لا تهدف إلى إقصاء التسوية القضائية للنزاعات أو الحلول مكانها بل تتوخى خلق وتشجيع نوع من التواصل ذي بعد أخلاقي يحترم ويضمن حقوق المرضى، خاصة الفقراء، ويسهل ولوجهم إلى العلاج مع ضمان مصالحهم.

ولم يفت المشاركين التذكير بكون الوساطة بشكل عام والوساطة الطبية بشكل خاص تعد علما وفنا في نفس الوقت، ومن تم لا ينبغي أن تقوم على الارتجالية، بالاستناد على مهنيين غير محنكين، أو تتأثر بتعقيدات وتعدد المساطر القانونية، مبرزين ضرورة التعريف والتحسيس بأهمية الوساطة الطبية، عبر لقاءات تكوينية مؤطرة من طرف مهنيى الوساطة، حتى يتسنى تعبيد الطريق أمام “مقاربة الجودة” في هذا الاتجاه.

من جهة أخرى، شددت المداخلات على ضرورة تفاعل الجامعة المغربية مع محيطها الأكاديمي والعلمي الدولي، عبر تتبع التطورات التي تعرفها الوساطة الطبية.

وعرف هذا اللقاء العلمي مشاركة خبراء من جنسيات مختلفة (المغرب، إيطاليا، فرنسا، الجزائر، تونس…) وأساتذة متميزين ومهنيين من قطاع الصحة وممارسين للوساطة الطبية.

وتوزعت أشغال الندوة على أربع جلسات من النقاش وتبادل التجارب في مجال الوساطة الطبية، ركزت على ماهية الوساطة وأسسها ومبادئها بشكل عام والوساطة في المستشفيات بشكل خاص، والتكوين في مجال الوساطة الطبية وكذا احترام القيم الأخلاقية في الممارسة الطبية في الدول المغاربية، فضلا عن استعراض نجاحات وإخفاقات الوساطة الطبية بفرنسا وايطاليا.

كما تطرقت الندوة إلى الرهانات والتحديات التي يطرحها تنفيذ الوساطة، وأهميتها في القطاع الصحي بالمغرب، بهدف المساعدة على تطبيق سياسة عمومية اجتماعية وصحية منسجمة وادماجية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد