“وجدة عاصمة الثقافة العربية 2018” في ملف خاص بعدد غشت من مجلة “الدوحة” القطرية

0 593

احتفت مجلة (الدوحة) الثقافية الصادرة عن وزارة الثقافة والرياضة القطرية، في عددها لشهر غشت الجاري، بمدينة “وجدة”؛ من خلال ملف خاص من 16 صفحة مرفقة بصور، استحضر الأبعاد التاريخية والثقافية للمدينة التي تم اختيارها عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018. وكانت اللجنة الدائمة للثقافة العربية، التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم قد اعتمدت في 30 نونبر 2017 بإجماع أعضائها اقتراح اختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018.

وسلطت المجلة الضوء على الدلالات التاريخية للمدينة واصل تسميتها ونشأتها التي تعود حسب الحفريات المنجزة، الى ما قبل الفتح الإسلامي للمغرب الأقصى.

كما تناول العدد أسماء أعلام ميزت حضور المدينة بين باقي حواضر المغرب، بما كان لها من إسهامات شملت الفقه والأدب والقضاء والسياسة والمقاومة والاقتصاد، وأيضا تأثيرها في حركة تاريخ المغرب وبناء مآلاته، بدءا من مراحل التأسيس التاريخية الأولى، مرورا بدخول الفتح الإسلامي، وغيرها من المحطات التاريخية المصيرية، وصولا الى المرحلة الحالية، وما رافق ذلك من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وعمرانية.

كما تطرقت هذه القراءة الاستعراضية الموجزة لبعض الخصوصيات الثقافية للمدينة على مستوى العمران والتقاليد والعادات، وأيضا التشكيلة السكانية وما حصل من تبادل تأثير بينها وبين جوارها والوافدين إليها والعابرين منها، متوقفة عند دور النخبة المحلية في حركة مقاومة الاستعمار، وما كان من دورها في التأسيس لفكر المقاومة، ورهانها القوي على التعليم وأهمية توسيع حضور المدارس الحرة لإنتاج وتغذية هذا الفكر وأيضا للإسهام في الحركة الإصلاحية التي انطلقت من جامع القرويين في فاس سنة 1926.

وفي هذا الصدد، لفت معدو الملف، بناء على وثائق تاريخية، الى أن “وجدة كانت أول مدينة مغربية انطلقت منها شرارة الثورة بعد نفي جلالة المغفور له الملك محمد الخامس (16 غشت 1953)، واستمرت في نضالها ومقاومتها للاستعمار الفرنسي، ولم تهدأ إلا بعد رجوع الأسرة الملكية من المنفى في 16 نونبر 1955 والإعلان عن استقلال المغرب في مارس 1956.

كما حرصوا على التأكيد أن المدينة تميزت بروح تسامحها الديني المتأصل حيث تعايش فيها، بهدوء تام، وفي أجواء انسجام اجتماعي وحركة اقتصادية نشيطة، مسلمون ومسيحيون ويهود، وتجاورت فيها دور العبادة التابعة للديانات الثلاث، بما عكس روحا فريدة للتساكن وتقبل الآخر في كل اختلافاته وتبايناته.

ولم يغفل الملف، عبر هذه الرحلة القصيرة والمكتنزة بالمعلومات والإشارات عن تاريخ وخصوصيات ومعالم وجدة “عاصمة الثقافة العربية 2018″، عن استحضار مجموعة من المصادر والمراجع التاريخية التي يمكن للراغب في الاستزادة الاستنارة بها للاقتراب أكثر من هذه الحاضرة واكتشاف ما يؤسس عمقها الثقافي، وما يجعلها جديرة بامتياز لتكون ممثلة للثقافة العربية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد