ورشة تكوينية في الرباط حول تعزيز قدرات المهنيين في مجال أخلاقيات البيولوجيا

0 493

استفاد 20 من المهنيين والأساتذة الجامعيين من مختلف الجامعات المغربية، من تكوين اليوم الاثنين بالرباط، في إطار ورشة تدريبية حول بناء قدرات المهنيين في مجال أخلاقيات البيولوجيا.

وتركز الورشة التكوينية، التي ينظمها مكتب اليونسكو متعدد البلدان من 13 إلى 17 نونبر بالرباط بشراكة مع اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، بعنوان “دورة تدريبية لأساتذة الأخلاقيات”، على منهجية وبيداغوجيا تدريس أخلاقيات البيولوجيا، وتستهدف الأساتذة الذين يقدمون بالفعل دروسا في مجال أخلاقيات البيولوجيا، أو الراغبين في ذلك في مؤسساتهم التعليمية.

وأبرز مدير مكتب اليونسكو بالمغرب، صلاح خالد، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه فينيث شانثالانغسي، أخصائي برنامج العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو، أهمية هذا التدريب في مواكبة النقاش العمومي حول القضايا المتعلقة بأخلاقيات البيولوجيا وإدراجها ضمن روح الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الدول الأعضاء في اليونسكو سنة 2005.

وفي هذا الصدد، سلط السيد خالد الضوء على الإجراءات التي اتخذها المغرب في هذا المجال، والتي تشمل تنظيم حلقات تشاور مع جميع لجان التعليم والبحث في مجال أخلاقيات البيولوجيا حول واقع ورهانات هذا الميدان، وتركيبة الشبكة المغربية لأخلاقيات البيولوجيا التي تضم أعضاء لجان الأخلاقيات في مجال البحوث الطبية الحيوية، والتي تطمح إلى أن تتوسع لتشمل جميع الخبراء في هذا المجال، لمواكبة النقاش العمومي حول هذا الموضوع وبناء قدرات أساتذة أخلاقيات البيولوجيا.

وأوضح أن هذه الورشة تندرج في إطار الإجراءات التي يضطلع بها مكتب اليونسكو لمواكبة تدريس أخلاقيات البيولوجيا والتفكير في الرهانات المتصلة بها، من أجل بناء مستقبل أفضل وضمان احترام حقوق الإنسان وكرامته، مبرزا ضرورة وضع برنامج تحسيسي من أجل تجسيد المبادئ العالمية وتلبية الاحتياجات والواقع الوطني والمحلي في هذا المجال.

وفي كلمة بالمناسبة، شدد السيد شانثالانغسي على أن أخلاقيات البيولوجيا، التي تتيح التفكير في المبادئ الأخلاقية المتعلقة بالتطبيق والبحوث المتصلة بالأحياء، تتصل أيضا بحقوق الإنسان.

ودعا إلى وضع معايير تكفل احترام كرامة الإنسان، مستدلا في هذا السياق بـ “الحق في الإجهاض أو حق الأشخاص الذين يخضعون لفحوصات طبية من أجل تجريب أدوية جديدة”.

وأشار إلى أن اليونسكو تعمل بتعاون مع مختلف اللجان الدولية لإصدار نصوص تروم إذكاء وعي عامة الناس بأخلاقيات البيولوجيا، مذكرا بأن هذه المنظمة التي تعمل في مجال أخلاقيات البيولوجيا منذ عام 1993، اعتمدت الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان سنة 2005.

من جهته، اعتبر الأستاذ في جامعة باريس-إيست كريتاي، علي بن مخلوف، أن هذا التدريب يشكل مناسبة للمهنيين، بما في ذلك الأساتذة الجامعيون، لبحث مختلف مبادئ أخلاقيات البيولوجيا، بما يشمل مبدأ العدالة ومبدأ الإحسان ومبدأ الموافقة، وهي مبادئ يمكن تطبيقها أو تقديمها إلى صناع القرارات السياسية.

وأوضح أن أخلاقيات البيولوجيا هي ممارسة تشمل مجالات الطب والقانون والعلوم الإنسانية والاجتماعية وتفرز وجهات نظر متعددة التخصصات حول القضايا الصحية وعلاقة الإنسان بالغلاف الحيوي.

وقالت الباحثة والاستشارية في مجال أخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان والأستاذة السابقة لعلم الأحياء الطبية بكلية الطب بالدار البيضاء، نزهة كسوس، إن أخلاقيات البيولوجيا هي مقاربة متعددة التخصصات تكفل حسن تفعيل حقوق الإنسان.

كما استعرضت السيدة كسوس مختلف طرق تدريس أخلاقيات البيولوجيا، لا سيما تطبيقها في مجال العلوم الطبيعية والبحث، معتبرة أنه لا يكفي الضمير، بالنسبة للطبيب، لضمان التحلي بالأخلاقيات في تصرفه مع المرضى.

ويهدف التدريب الذي يتمحور حول عدة وحدات ويتضمن عروضا وأعمالا تطبيقية تمتد على خمسة أيام، إلى تزويد الأساتذة بالأدوات والموارد التعليمية المستمدة من الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان.

قد يعجبك ايضا

اترك رد