تطرقت الصحف الصادرة اليوم الخميس في منطقة شرق أوربا لعدد من المواضيع أبرزها تنامي الخطاب اليميني بأوروبا وشروع المانيا في مراقبة جوازات القادمين الي مطاراتها من اليونان علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة (فبوليتيسي) أن تنامي الخطاب السياسي بأوروبا بشكل عام ودول شرق أوروبا بشكل خاص “يعود الى تراجع تأثير الخطاب السياسي الوسطي أو اليساري بعد بروز تحديات اجتماعية تستدعي تغيير المقاربات السياسية في التعاطي مع الواقع الجديد “. وأضافت أن الخطاب اليميني “وجد ضالته في رغبة فئات عريضة من المجتمع الأوروبي في الحفاظ على الخصوصيات السوسيوثقافية الأوروبية والمكتسبات الاقتصادية والتميز الاجتماعي والفكري والعقائدي ، إلا أن الخوف كل الخوف هو أن يخرج هذا الخطاب عن جادة الصواب وينحو الى توجه عنصري يقصي الآخر لأسباب دينية وعرقية ،قد يؤدي بدوره الى مواجهات اجتماعية سلبية العواقب “.
ورأت صحيفة (فبروست) أن “الخطاب اليميني في أوروبا ،سواء منه الذي يوصف ب”المعتدل” أو الذي ينعت ب”المتطرف” ،يشكل خطرا على التطور السياسي والاجتماعي والديموغرافي للقارة العجوز ،ولا يتماشى مع التحولات الاجتماعية التي فرضها الواقع في أوروبا”.
واعتبرت الصحيفة أنه ””أرادت أوروبا ذلك لم لا فإن التغييرات الاجتماعية الطارئة على أوروبا هي مسار طبيعي لتحولات يعرفها العالم بأسره ،ومن تم فإن الخطاب اليميني الرافض للآخر في مجمله لن يفيد في تحصين أوروبا ،بل سيؤدي الى تنامي الضغط المجتمعي و مواجهات سياسية عقيمة ،وكذا شيوع خطاب حاقد ومتزمت وشوفيني بعيد كل البعد عن واقع التغيير والمبادئ الإنسانية المثلى “.
واعتبرت صحيفة (فورسال) بدورها أن “التغاضي عن تطور الخطاب اليميني في شرق أوروبا بشكل خاص ،ينذر بوقوع أزمات سياسية واجتماعية خطيرة ،وقد يؤدي أيضا الى عزل هذه المنطقة عن فضائها الجغرافي وتشويه سمعتها أمام الرأي العام الدولي “.
وأضافت أن دول شرق أوروبا “يجب أن تعتبر نفسها جزء من العالم ،وما يشهده هذا الأخير من تغييرات اجتماعية يجب أن يعنيها أيضا ،لأن ذلك يندرج في إطار التطور المنطقي للمجتمع الدولي ، وكذا في إطار حتمية التطور الاجتماعي والديموغرافي ،ولا يجب على دول شرق أوروبا ،التي تتبنى الفكر اليميني المتطرف ،أن لا تنسى أن مواطنيها يعيشون بكثرة في مختلف دول العالم ،وبالتالي فإن فكر التعايش وقبول الآخر ومبدأ الحوار الحضاري يجب أن تكون قناعة تسري على الجميع وليس حين توافق المصالح الذاتية
وفي اليونان تناولت الصحف فرض ألمانيا لعمليات مراقبة الجوازات في مطاراتها على مختلف الرحلات القادمة من اليونان ابتداء من 12 نوفمبر ولستة أشهر موقفة بذلك نظام شينجن بحجة أن ألف مهاجر غير قانوني دخلوا بلادها عبر المطارات قادمين من اليونان. صحيفة (ثيما) ذكرت أن اجتماعا عقد بالأمس في بروكسيل بين مندوبين من اليونان والمانيا والمفوض الأوربي للهجرة بخصوص الموضوع.
وأضافت الصحيفة أن السلطات اليونانية الرسمية ترفض التعليق على الأمر وإن كانت تسعى على مختلف السبل لتسويته .
صحيفة (كاثيمينيري) نقلت شهادات لمسافرين قالوا انهم تعرضوا لإهانات في المطارات الألمانية وممارسات غير مقبولة ومنهم من خضع لاستجواب بشأن سفره.
ونقلت عن تقرير للقناة الأولي للتلفزيون اليوناني أن أثينا سمحت خلال السنوات الثلاث الأخيرة لأفراد من الشرطة الألمانية بلباس مدني من التواجد في المطارات اليونانية ومراقبة وثائق سفر المسافرين في اتجاه المدن الألمانية مضيفة ان المسؤولين اليونانيين يرفضون مختلف التهم بشأن التساهل في الهجرة السرية.
صحيفة (تو فيما) قالت ان الجمود في تشكيل الحكومة الجديدة في ألمانيا ليس في صالح اليونان ويثير قلقها لأنها تتطلع بعد الانتهاء من التقويم الثالث لاصلاحاتها المالية في نهاية العام الجاري أن تبدأ مجموعة الأورو في مناقشة تخفيف مديونيتها الثقيلة وبدون تكوين حكومة في ألمانيا سيبدو الأمر صعب التحقق.
وقالت الصحيفة ان ذلك سيعنى أيضا أن الأجندة اليونانية للمفاوضات المقبلة بشأن خروجها من برامج الانقاذ الاوربية ستطول كما يستبعد أيضا اية مفاوضات جدية في يناير المقبل كما تتوقع أثينا بشأن مديونيتها.
وفي روسيا، كتبت صحيفة (إزفيستيا) أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والأمريكى دونالد ترامب يوم الثلاثاء وبحثا خلالها الوضع فى سوريا واوكرانيا وايران وشبه الجزيرة الكورية قد تشكل خطوة أولى نحو إنشاء تحالف مشترك لمكافحة الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن بوتين أكد بالمناسبة “التزام روسيا بالعملية السياسية والإصلاح الدستوري في سوريا، وجدد دعمه للتعاون مع الولايات المتحدة فى الحرب ضد الارهاب وتنسيق جهود البلدين في هذا المجال”.
وصرح رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان) ليونيد سلوتسكي للصحيفة أن “المحادثة التي جرت بين بوتين وترامب كانت بناءة وناقشت عددا من القضايا الدولية الهامة”، مشددا على ضرورة استمرار الحوار بين البلدين حول مختلف القضايا وتعزيز التنسيق بينهم في مختلف القضايا الدولية.
ومن جهتها، توقفت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) عند فشل تشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا بعد فشل اجتماع الفرصة الاخيرة الذي جرى يوم الأحد من رأب الصدع بين المحافظين والليبراليين والخضر، حيث انتهت المفاوضات بانسحاب الليبراليين.
وأضافت الصحيفة نقلا عن المحلل السياسي يفغيني شيستاكوف أنه بعد فشل محادثات تشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا، “من المحتمل جدا أن يتم الإعلان عن انتخابات جديدة”، معتبرا أن فشل المحادثات يرجع بالأساس إلى الاختلاف الجوهري بين ميركل وبقية الأحزاب حول مسألة مركزية هي موضوع اللاجئين وتداعيات دخول حوالي مليون ونصف المليون لاجئ دون تدقيق إلى ألمانيا بعد فتح حدودها سنة 2015.
في تركيا كتبت (ديلي صباح) أن العالم الاسلامي يمر منذ سنوات بمرحلة خطيرة من الفرقة والتمزق وعدم الاستقرار مضيفة أن مخططا رهيبا يستهدف وحدة العالم الاسلامي وتبذير موادره وبالخصوص زعزعة استقراره. ونقلت الصحيفة عن الرئيس التركي رجب طيب أودوغان تنديده بالموقف الغربي من عدم التدخل امام المجازر المرتكبة في سورية وسوء معاملة اللاجئيبين والمهاجرين.
وأضافت ان مختلف الصعوبات التي تستهدف الدول الاسلامية هي نتيجة لسياسات الدول الغربية التي تنفذ استراتيجيات للهيمنة على العالم.
صحيفة (ستار) ذكرت من جانبها أن الاتفاق بين ميليشيا وحدات حماية الشعب المدعمة من واشنطن والمقربة من حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش للسماح للمقاتلين بالخروج من الرقة يوضح بجلاء الروابط المتينة بين بعض الدول الغربية والارهابيين.
صحيفة (ييني شفق) ذكرت أن عولمة الارهاب تمثل أكبر التهديدات الكونية فيما تمثل الهجرة ثاني التهديدات. وللأسف بفعل تهديدات عدم الاستقرار في المنطقة أصبح المهاجرون والمرحلون بالملايين وكل من يعتقد بامكانية تجاهل الموضوع من خلال بناء الاسوار مخطئ.
وفي النمسا كتبت (دير ستاندار) أن المفاوضات لتشكيل الحكومة بين الحزب الشعبي المحافظ الفائز في انتخابات 15 أكتوبر الماضي وحزب الحريات اليميني المتطرف الذي حل ثالثا مازالت جارية وتناولت يوم الاربعاء التفاوض حول ملفي التعليم والاندماج.
وقالت الصحيفة ان المفاوضين من كلا الحزبين لديهما نفس الرؤى مثل ما جرى من مفاوضات سابقة حول مواضيع الامن والاقتصاد مضيفة ان زعيم حزب الشعبي سيباستيان كورتز الذي يجري بنفسه هذه المفاوضات سيكشف اليوم الخميس في مؤتمر صحافي الى جانب زعيم حزب الحريات كريستيان شتراش عن نتائجها.
صحيفة (ذي بريس) تناولت الجمود في مفاوضات تشكيل الحكومة الالمانية شهرين بعد اجراء الانتخابات مبرزة أن أسواق المال لن تصمد أمام التقلبات التي تعرفها الساحة السياسية الالمانية.