أبرز اهتمامات صحف شرق أوربا

0 674

وارسو 17 ماي 2018 (ومع) تناولت الصحف، الصادرة اليوم الخميس بمنطقة شرق أوروبا، قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها موقف بولونيا الرافض لنقل سفارة البلاد الى القدس، والوضع الاقتصادي باليونان، ومشروع القانون الروسي حول ملاحقة الملتزمين بالعقوبات الغربية على البلاد جنائيا، وجهود الحكومة التركية لدعم العملة المحلية، علاوة على قضايا أخرى.

ففي بولونيا، كتبت صحيفة “فبوليتيسي” أن قرار بولونيا الرافض لنقل سفارة البلاد الى القدس “لم يكن بالإمكان أن يخرج عن قرار الاتحاد الأوروبي العام ،الرافض لنقل التمثيليات الدبلوماسيات الى القدس ،وكذا التزاما بالشرعية الدولية ،خاصة وأن وارسو تتولى حاليا مهام رئاسة مجلس الأمن الدولي الدورية” .

كما أن هذا القرار البولوني ،حسب الصحيفة ، “ربما دفعته خلفيات سياسية أخرى ،تتمثل في الخلاف الدبلوماسي القائم حاليا بين بولونيا وإسرائيل بسبب سن الأولى قانون (الذاكرة الوطنية) ،الذي يجرم أي جهة أو شخص يربط عمليات التقتيل التي ارتكبت من طرف نظام الرايخ الثالث خلال الحرب العالمية الثاني على الأراضي البولونية ، وما يفسر ذلك هو أن التصريحات الرسمية التي أشارت الى أن وارسو لن تنقل سفارتها الى القدس قرنت ذلك بكلمة “الى حد اللحظة” “.

وفي نفس السياق التحليلي ،اعتبرت صحيفة “رزيشبوسبوليتا” أن الموقف البولوني الحالي بخصوص عدم نقل سفارة البلاد الى القدس “قد يكون “مؤقتا” وقد لا تكترث وارسو الى رأي الاتحاد الأوروبي ،شريطة أن تتصفى أجواء العلاقات بين بولونيا وإسرائيل وتتبدد غيوم الخلافات السياسية والدبلوماسية بين الجانبين” .

وأضافت الصحيفة أن “العلاقات بين بولونيا وإسرائيل ،وإن كانت تعيش حاليا لحظة متشنجة فإنها غير دائمة ،بدليل أن مستشار رئيس البلاد ميخال دفورشيك ترك المجال لقراءة تصريحاته بين السطور ،حين أكد أن موقف بولونيا الى حدود اللحظة” .

ورأت صحيفة “فورصال” أن من مصلحة بولونيا أن “لا تغير موقفها من مسألة نقل السفارة الى القدس والتشبث بموقف الاتحاد الأوروبي ،لأنه الموقف الذي يقوم على المنطق الرصين وعلى أساس القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ،ولأنه الموقف الذي يساهم في حل القضية بطرق سلمية وبعيدة النظر ،عوض تأجيج النزاع بالمنطقة فأكثر” .

وأضافت أن “موقف الولايات المتحدة بنقل السفارة الى القدس اكتنفه الكثير من التسرع ،وهو ما يجعل من واشنطن طرفا في القضية عوض أن تكون كدولة قوية راعية للسلام بالمنطقة “.

وفي اليونان، تناولت الصحف الوضع الاقتصادي الداخلي المتأزم مع قرب خروج البلاد من برامج الأنقاذ الأوربية في غشت المقبل. صحيفة (تو فيما) كتبت أن تقرير صندوق النقد الدولي الذي تم الإعلان عنه هذا الأسبوع حول اليونان ”يشير إلى أن القليل جدا قد تغير كل هذه السنوات لتجاوز أمراضنا المزمنة ،بينما يحلم البعض أنه في اليوم التالي للخروج من برامج الإنقاذ سوف يفتح الطريق نحو تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية“.

ومضت الصحيفة أن التقرير يشير إلى أن إنتاجية الاقتصاد ما زالت منخفضة ، وأن البطالة ستظل عند مستويات مرتفعة ، وعلى الرغم من تحسن الميزان التجاري ، فلا تزال هناك اختلالات بينما تبقى توقعات ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي ضعيفة ، واستمرار تدفق رأس المال ، والاستثمار عند مستوى منخفض للغاية ، والطلب الداخلي لا يزال ضعيفا.

وقالت الصحيفة ”لا يحتاج المرء إلى تقرير صندوق النقد الدولي ليفهم أن الوضع الاقتصادي لا يثير التفاؤل، على الرغم من التطبيل الحكومي ،كما أن قطاع السياحة المزدهر ”لا يكفي لتقديم قوة الدفع التي يحتاجها الاقتصاد وسوق الشغل“.

وأضافت ”إن 20 مليار أورو من الاستثمارات التي سنحتاجها كل عام من أجل تحسين الاقتصاد ،لا يمكن العثور عليها في أي مكان. وبدلا من ذلك ، يجري حتى خفض الاستثمار العمومي الضعيف أصلا ،حتى تتمكن الحكومة من تحقيق فوائض أولية في الميزانية أكبر من أي وقت مضى“.

واعتبرت الصحيفة أن ”الوقت هو جوهر المسألة. واليوم الموالي لانتهاء برامج الإنقاذ سيكون مليئا بالتحديات والأخطار. ومع توالي الممارسات الانتهازية، لن يتعافى الاقتصاد ، ولن يأتي النمو الذي نحتاجه“.

صحيفة (تا نيا) ذكرت أن حكومة الحزب اليساري ”سيريزا“ وحليفه الصغير ”اليونانيون المستقلون“ اليميني المحافظ تلقي بكل ثقلها وراء تأجيل تخفيضات معاشات المتقاعدين المبرمجة ليناير 2019 ،في محاولة واضحة لكسب أصوات الناخبين والبقاء في السلطة ،لكن السؤال هو لأي مدى.

وأضافت أن أحد أوراق التفاوض ،التي تخطط لاستخدامها ،هو تخفيف عبء الديون، وستقول للدائنين بخلاف الالتزامات التي وقعت عليها ”إذا لم تقوموا بتخفيف الديون ، فإننا لن نقتطع من المعاشات“.

وقالت الصحيفة ”مما لا شك فيه أن هذه المساومة ترجع لأسباب تتعلق بالمصلحة الذاتية السياسية، دون تقديم أي حلول حقيقية للمواطنين. وما قد يكون منطقيا هو أن تقوم الحكومة بحشد كل سلطتها وقدرتها التفاوضية لإيجاد طرق لخفض الضرائب ،التي أثقلت كاهل المواطنين بشكل غير عادي“.

وفي روسيا، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن قطاع الأعمال في الاتحاد الأوروبي يساوره قلق كبير بشأن مشروع القانون الذي صادق عليه مجلس الدوما الروسي (الغرفة السفلى للبرلمان) ، الثلاثاء، حول ملاحقة الملتزمين بالعقوبات الغربية على روسيا جنائيا.

وأضافت الصحيفة أن مشروع هذا القانون يوسع صلاحيات الرئيس الروسي وحكومة البلاد لفرض قيود ردا على “العقوبات الأمريكية غير الودية” ،كما ينص على فرض عقوبات سجنية على أنواع معينة من الجرائم ،كالمساهمة في تطبيق إجراءات تقييدية ضد روسيا، أو القيام بإجراءات تفضي إلى فرض عقوبات ضد موسكو.

ورأت الصحيفة أن الشركات الأوروبية العاملة في روسيا “ستواجه معضلة صعبة، وستكون أمام خيارين، إما أن تنتهك العقوبات الأمريكية وبالتالي ستشملها هذه العقوبات، أو تلتزم بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وتواجه إجراءات وعقوبات جنائية في روسيا”.

وفي سياق متصل، اعتبرت الصحيفة أن الوثيقة الجديدة إذا دخلت حيز التطبيق “قد تؤثر سلبا على اقتصاد روسيا، على اعتبار ان العديد من الشركات الأوروبية العاملة في البلاد ، لاسيما الألمانية، قد تضطر لمغادرة البلاد حتى لا تطالها العقوبات”.

من جهتها، أفادت صحيفة (ذو موسكو تايمز) ،نقلا عن تقرير صدر الثلاثاء، أن 14 في المائة فقط من الضربات الروسية التي شنت على سوريا، خلال السنوات الثلاث الماضية، تمكنت من استهداف معاقل تنظيم “داعش”.

وأضافت الصحيفة، استنادا إلى المصدر ذاته، أن 960 فقط من أصل 8333 ضربة روسية تم شنها على سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية استهدفت تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث ركزت غالبية الضربات على المناطق التي لا تعرف حضورا وازنا وعمليا لهذا التنظيم.

ومضت الصحيفة قائلة أنه، في المقابل، تضاعفت الضربات الروسية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية بنسبة 150 في المائة، مما سمح للنظام السوري بالسيطرة حاليا على 47 في المائة من أراضي البلاد، مقابل 16 في المائة فقط سنة 2015.

وفي تركيا، ذكرت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أن البنك المركزي التركي يعتزم دعم العملة المحلية (الليرة) التي تعاني خلال الأسابيع الأخيرة، في خضم المخاوف الاقتصادية المختلفة وارتفاع سعر الدولار الذي سجل أعلى مستوى له منذ حوالي خمسة أشهر ،مدعوما بمكاسب في عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل.

وأضافت الصحيفة أن العملة التركية واصلت ، الأربعاء ، مستوياتها القياسية المتدنية مقابل العملات الرئيسية ، حيث وصل سعر الدولار مقابل الليرة حوالي 50ر4 ليرة ، بارتفاع بنسبة 35ر1 في المائة، فيما وصل سعر صرف اليورو نحو 32ر5 ليرة (زائد 1ر1)، غير أن إعلان البنك المركزي أنه يراقب الأسواق ويعتزم اتخاذ الإجراءات ساهم في تحقيق الليرة لانتعاشة طفيفة.

وأشارت الصحيفة إلى وتيرة تدني مستوى اللليرة التركية تسارعت منذ يوم الثلاثاء ،حيث أعرب المستثمرون عن مخاوفهم إزاء تصريحات الرئيس أردوغان ،التي قال فيها إنه “يرغب في أن يكون له تأثير أكبر على السياسة النقدية للبلاد ويفرض المزيد من السيطرة على السياسة النقدية والاقتصادية، إذا فاز بالانتخابات المقبلة”.

من جهتها، كتبت اليومية الاقتصادية (دنيا) أن المؤسسة النقدية “تراقب عن كثب مستويات الأسعار والتلاعب المحتمل بها”، مشيرة إلى أن هذه “الإجراءات الضرورية سيتم اتخاذها، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير التطورات على آفاق التضخم “.

وأوضحت الصحيفة ،نقلا عن نائب الوزير الأول، محميت سيمسيك، أنه ، عقب هذا الإعلان، عززت الليرة التركية توازنها مقابل الدولار ليصبح سعر صرفها 41ر4 مقابل الدولار، و 22ر5 مقابل الأورو، مشيرا إلى أن الحكومة ستظل “”ملتزمة بإطار سياسي سليم وحذر”.

وفي النمسا، ذكرت صحيفة (ديرستاندار) أنه بعد تدخل الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 60 شخصا، أصبحت إسرائيل عرضة للانتقادات، مضيفة أن رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيدريكا موغيريني، دعت جميع الأطراف إلى توخي “أقصى درجات ضبط النفس”.

وتساءلت الصحيفة عن الجهة المستفيدة من تصاعد حدة العنف في قطاع غزة ،وكتبت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يتهم الفلسطينيين بأنهم يقفون وراء ما يقع ، وفي المقابل تلعب حماس دور الضحية للتغطية عن فشلها السياسي والإداري، وفي الوقت ذاته يشعر دونالد ترامب بالارتياح لقراره المجنون المتمثل في نقل سفارة بلاده إلى القدس”.

من جهتها، توقفت صحيفة (داي بريس) عند الجدل الذي أثارته صورة التقطها لاعبا المنتخب الألماني لكرة القدم مسعود أوزيل وإيلكاي جوندوجان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة البريطانية لندن الأحد الماضي، وهو ما تم تفسيره على كونه دعما انتخابيا لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم.

وقالت الصحيفة إن الصور التي بثتها وسائل الإعلام أثارت جدلا واسعا في ألمانيا، حيث وجهت انتقادات شديدة للاعبين المذكورين اللذين ينحدران من أصول تركية، ويلعبان في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم.

واعتبرت الصحيفة أن جوندوجان وأوزيل “لم يكونا أذكياء بما فيه الكفاية، حيث نجح أردوغان في استغلالهما ، من خلال ظهورها معه، للدعاية لحملته الانتخابية”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد