أفردت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء في منطقة شرق أوروبا حيزا واسعا من صفحاتها وتعليقاتها للإصلاح الدستوري المرتقب في بولونيا، ومستقبل العلاقات الروسية اليابانية، وإجراءات التقشف الجديدة باليونان، والنقاش الدائر بالنمسا حول إجرء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، إضافة إلى مواضيع أخرى.
ففي بولونيا، كتبت صحيفة “غازيتا برافنا” على ضوء قرار رئيس بولونيا أندري دودا بإجراء استفتاء حول الدستور السنة القادمة أعلن عنه نهاية الاسبوع المنصرم ،أن الإصلاح الدستوري أضحى “مسألة حتمية” بفعل المتغيرات التي شهدتها البلاد على المستويين الداخلي والخارجي ،خاصة في ال15 سنة الماضية .
وأضافت الصحيفة أن الدستور الحالي ،الذي يعود الى سنة 1994 ،يحتاج الى “تغيير وإصلاح جذري بفعل المتغيرات العديدة التي طرأت على البلاد بعد انضمامها الى منظومة الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف الشمال الأطلسي ،ونسجها تحالفات لم تكن موجودة في الاجندة السياسية والاقتصادية للبلاد قبل عقدين من الزمن” .
وأكدت الصحيفة ،القريبة من الحكومة ،أن الإصلاح الدستوري المنشود يجب أن “ينتج وثيقة قانونية قادرة على احتضان كل آراء وافكار المجتمع البولوني ،ويحدد معالم بولونيا في المستقبل ،التي تراهن على فرض وجودها في الساحة الإقليمية كما في الساحة الدولية ،وتعزيز البناء الديموقراطي والمؤسساتي الداخلي” .
وفي نفس السياق ،اعتبرت صحيفة “غازيتا بولسكا” أن إجراء استفتاء حول الدستور قبل متم السنة القادمة ،كما أعلن عن ذلك الرئيس البولوني أول أمس الأحد ، “يمنح الفرصة” لكل الفرقاء السياسيين وفعاليات المجتمع المدني والمواطنين العاديين الى إبداء الرأي حول “دستور المستقبل” والتعبير عن وجهات نظرهم بخصوص الوثيقة الدستورية ،التي “تعد الأساس في مواكبة التطور الديموقراطي بالبلاد ومسار التنمية التي عرفت تحولا جذريا ،خاصة بعد انضمام بولونيا لحظيرة الاتحاد الاوروبي سنة 2004 وحلف الناتو “.
وأبرزت الصحيفة أن أهمية توفر بولونيا على دستور جديد تكمن أيضا في “ضرورة تنظيم العلاقات بين مختلف مؤسسات الدولة ،خاصة على مستوى رئاسة البلاد والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية “،كما أن أهمية الدستور القادم تكمن في “تحديده لصلاحيات كل مؤسسة على حدة ،حتى تقوم كل مؤسسة معنية بدورها الاساسي ،وحتى لا تتداخل مسؤوليات السلطات ،كما أثبتت ذلك الوقائع في الآونة الاخيرة” .
وأكدت الصحيفة على ضرورة “تحلي كل الفرقاء السياسيين ،سواء تعلق الأمر بالأغلبية البرلمانية أو المعارضة ، بالشجاعة اللازمة ” لتحقيق التغيير الدستوري الذي ينشده المجتمع ،مع “استحضار المصلحة العامة ومسعى بولونيا الى تجديد البناء الديموقراطي” ،الذي يجب أن يكون ،من وجهة نظر الصحيفة ،”منفتحا ومتوازنا وقادرا على التجاوب مع طموحها الاقليمي والدولي” .
وفي روسيا، كتبت صحيفة موسكو تايمز أن العلاقات بين موسكو وطوكيو تنحو منحى جيدا، على اعتبار أن اللقاء الأخير الذي جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي أكد على هذا الأمر حيث وصف بوتين اليابان ب”الجار الجيد” و “الشريك الواعد”.
غير أن الصحيفة رأت أن الخلاف بين روسيا واليابان يكمن في طبيعة تعاطيهما مع المنافسة الحادة التي تدور بين الولايات المتحدة والصين ، حيث رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التوسع العسكري الصيني والتهديد النووي لكوريا الشمالية، بتقوية العلاقات مع اليابان وكوريا الجنوبية وعدد من بلدان غرب آسيا التي تعتبرها واشنطن حليفة لها في احتواء التهديد الصيني.
وسجلت الصحيفة أن روسيا تعمل حاليا على تطوير تعاونها العسكري والعسكري التقني مع الصين ، مما يوحي بإمكانية إقامة شبه تحالف بين موسكو وبكين، في الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تسريع مخططات تحديث أسطولها ونشر الصواريخ الدفاعية ثاد في كوريا الجنوبية،وتقوية قاعدتها العسكرية في جزيرة غوام GUAM جنوب المحيط الهادئ.
صحيفة (كوميرسانت) أفادت من جهتها بأن الرئيس الفرنسي إيمانوييل ماكرون عين يوم الأحد فيليب إتيان (61 سنة) ، الذي كان قد عين في فبراير الماضي سفيرا لفرنسا بروسيا خلفا لجون موريس ريبيرت، في منصب مستشار ديبلوماسي للرئيس الفرنسي.
وأضافت الصحيفة أن هذا الدبلوماسي الذي يشغل حاليا منصب سفير لبلاده ببرلين، وكان قد تولى قبل ذلك عددا من المهام الدبلوماسية ببلغراد وبون وبروكسل، وكذا بموسكو حيث تولى منصب مستشار مكلف بالتعاون الدولي والعمل الثقافي خلال الفترة ما بين 1991 و 1994 ، له تجربة طويلة في المؤسسات الأوروبية.
وذكرت اليومية أن هذا الدبلوماسي الذي يتقن اللغة الروسية كان قد عين في فبراير الماضي من قبل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند سفيرا لبلاده في موسكو، خلفا لجون موريسر ريبيرت الذي عين سفيرا ببكين، مؤكدة أن منصب السفير الفرنسي في موسكو سيظل شاغرا إلى إشعار لاحق.
وفي النمسا، أفادت صحيفة (كوريير) بانعقاد اجتماع ثلاثي أمس الاثنين بين الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، والمستشار النمساوي كريستيان كيرن، ووزير الشؤون الخارجية سيباستيان كيرن، الرئيس الجديد لحزب الشعب النمساوي، للتشاور بشأن بشأن الخطوة الواجب اتباعها قبل تنظيم الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها.
وذكرت الصحيفة أن المستشار الاشتراكي الديمقراطي اقترح مجددا على شريكه الجديد في التحالف استكمال الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي تضمنها المخطط الحكومي، قبل التفكير في إجراء انتخابات سابقة لأوانها، مضيفة أن الرئيس النمساوي دعا الزعيم السابق لحزب الشعب النمساوي إلى البقاء في منصبه كنائب للمستشار ووزير للعلوم والاقتصاد إلى حين تعيين خلف له.
وفي معرض تناولها للأزمة الحكومية، ذكرت (دير ستاندار) أن السيدين كيرن وكورز أجريا أمس الإثنين بحضور الرئيس النمساوي محادثات مع زعماء أحزاب المعارضة الأربعة ، مسجلة أن جدول أعمال اللقاء تمحور حول إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الانتخابات قد تجرى في 8 أو 15 أكتوبر المقبل.
وفي اليونان ذكرت (كاثيمينيري) أن إضرابا عاما ستعرفه البلاد يوم غد الأربعاء احتجاجا على إجراءات التقشف الجديدة التي ستعرضها الحكومة لتصويت البرلمان في 18 مايو وتستهدف توفير موازنة سنوية من 6ر3 مليار أورو عن طريق النقص من المعاشات والرفع من الضريبة العامة على الدخل.
وأضافت أن القطاع الخاص انضم بدوره للإضراب المقرر أن يشل الحكرة في سائر أرجاء البلاد بما في ذلك المطارات والموانئ والنقل الحضري، مشيرة الى أن الاضراب زكته كابرى نقابات القطاع العام والقطاع الخاص في البلاد، كما ينضم اليه الصحافيون الذين سيضربون اليوم الثلاثاء بحيث لن تصدر صحف يوم الأربعاء يوم الاضراب.
صحيفة (تا نيا) ذكرت أن المناقشات داخل اللجان البرلمانية جارية حاليا بشأن التدابير التي قدمتها الحكومة استجابة لمطالب المانحين وذكرت ان هذه التدابير الجديدة التي ستطبق ابتداء من موازنة 2019 قاسية جدا حيث سيتم تخفيض 723ر2 مليار اورو سنويا من معاشات المتقاعدين الذين سيفقدون دفعة واحدة قرابة 300 أورو شهريا فيما ستستفيد موازنة الدولة من 053ر2 مليار اورو سنويا من رفع هامش الاعفاء من الضريبة العامة على الدخل علاوة على تقليص 143 مليون اورو سنويا من مساهمات الدولة في الصناديق الاجتماعية.
وفي تركيا، تطرقت صحيفة (ستار) للانتقادات التي وجهها الرئيس أردوغان لموقف الولايات المتحدة إزاء ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية السورية قبل لقائه المرتقب اليوم الثلاثاء مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس التركي صرح قبل مغادرته الصين حيث شارك في منتدى “حزام واحد – طريق واحد” قائلا “إذا كنا حلفاء استراتيجيين فإنه يتعين علينا اتخاذ القرارات بشكل مشترك، مضيفا لا نقبل بأن ينحو هذا التحالف منحى يتعارض مع مصالح تركيا”.
وتابع أردوغان أن فرض “شرط التنسيق مع وحدات حماية الشعب في الحرب على تنظيم داعش سيقضي على هيبة التحالف والولايات المتحدة.يمكننا خوض هذه الحرب بالشكل المطلوب بتنسيق مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وباقي دول المنطقة”.
وفي موضوع آخر، أكدت صحيفة (الفجر الجديد) أن أنقرة لم تسمح لنواب ألمان بالولوج إلى القاعدة العسكرية أنجلريك (جنوب، التي تستعملها قوات التحالف ضد داعش)، كانوا يرغبون في زيارة الجنود الألمان الموجودين في القاعدة.
من جهتها، ذكرت (حريت دايلي نيوز) أن برلين قد تقوم بنقل جنودها إلى دول أخرى كالأردن إذا أصرت تركيا على موقفها الرافض بالسماح لأعضاء لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني بزيارة القاعدة.