أبرز اهتمامات صحف شرق أوروبا

0 808

ركزت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء من منطقة شرق أوروبا ،اهتمامها على التوافق السياسي الداخلي بين مكونات المشهد السياسي المحلي ،والعلاقات الروسية الصينية ،وموقف تركيا من الأزمة السورية ،وقضايا أخرى دولية وإقليمية راهنة .

ففي بولونيا ،كتبت صحيفة “نوفي ساش ” أن “كثيرا من الاحزاب السياسية التي دخلت غمار الانتخابات الجهوية والمحلية تناست للأسف أن هذه المناسبة السياسية هي لطرح البرامج والدفاع عن استراتيجياتها ومواقفها في كل مناحي الحياة العامة ،وتكريس المبادئ الديموقراطية ،والاستماع الى نبضات المجتمع ،وتقاسم الآراء معه ،وضمان التوافق الاجتماعي في كل تمظهراته “.

وأضافت أن “ما يلمسه المجتمع خلال الحملة الانتخابية الجارية هو أن الكثير من الأحزاب تسخر الحملة للانتقاد فقط وليس لطرح البدائل من أجل تصحيح الواقع الذي تتحدث عنه ،وهو ما يمكن المجتمع من الاطلاع على برامج الأحزاب أولا ،وثانيا اختيار أجود البرامج ومنح الثقة للمكونات السياسية التي تستحق ذلك “.

وفي نفس السياق ،كتبت صحيفة “أونيط” أن “طريقة تدبير الحملات الانتخابية تعطي الدليل على أن الكثير من الأحزاب السياسية لا تمتلك برامج مضبوطة وجديرة بالاهتمام ،بل ما تمتلكه للتسويق السياسي هو شعارات فارغة وخطابات سطحية تقوم على النقد من أجل النقد ،ولا تقوم على معطيات علمية تشرح الواقع الاقتصادي والاجتماعي ،إيجابا وسلبا ،وتطرح الحلول التي تغير واقع المجتمع نحو الأحسن” .

وشددت على أن “طريقة تدبير الحملات الانتخابية تؤكد أن الكثير من الأحزاب لم تنضج بعد سياسيا ،وتتحين الفرصة فقط لتوجيه اللوم والنقد لشخصيات معينة وتبخيس نجاحات الأحزاب الأخرى ،سواء التي تسير الشأن العام أو التي توجد في المعارضة “.

وتساءلت صحيفة “غازيتا بولسكا ” إن “كان هناك داعي لوجود نحو عشرين حزبا في المشهد السياسي البولوني ، في وقت لا يؤدي وظيفته السياسية والاجتماعية إلا بعض الأحزاب القليلة المعدودة على رؤوس الأصابع ،وهي أحزاب تقدم مشاريع ناضجة ومقاربات علمية واضحة المعالم وخطابا سياسيا في مستوى التقدم الذي حققته بولونيا في المجال الديموقراطي”.

واعتبرت أنه ” لا يمكن الاستهانة بالانتخابات المحلية والجهوية ،لأن هذه الانتخابات هي التي تثير اهتمام المجتمع أكثر من غيرها ،لكونها تفرز الممثلين والمنتخبين المباشرين القادرين على بلورة تطلعات المجتمع ،فيما الانتخابات التشريعية تفرز البرلمان ،الذي له مهام أخرى تركز على وضع ومناقشة الاستراتيجيات الكبرى للبلاد “.وفي روسيا ،تطرقت صحيفة “ازفيستيا ” الى التوجه الجديد الذي تشهده العلاقات الاقتصادية الروسية الصينية ، مشيرة الى أن موسكو وبكين تسعيان الى تعزيز استخدام العملات الوطنية في التجارة بينهما .

وقالت إن البلدين يعملان على تعزيز استخدام العملات الوطنية في الحسابات التجارية، ما سيؤمن استقرار الخدمات المصرفية التي تقدم لعمليات التصدير والاستيراد، “في ظل تنامي المخاطر بالأسواق العالمية”.

وذكرت الصحيفة أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين بلغ خلال السنة الماضية ما مجموعه 87.4 مليار دولار، منها 39 مليار دولار صادرات روسيا إلى الصين، مقابل واردات بقيمة 48.4 مليار دولار، مشيرة في هذا السياق إلى أن هذه الخطوة تهدف للحد من هيمنة الدولار على العالم.

وسجلت الصحيفة انه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير مع نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش أشغال منتدى الشرق الاقتصادي الروسي، في فلاديفوستوك الروسية، أكد بوتين على مثانة العلاقات القائمة بين البلدين ومستوى التبادل التجاري الذي ارتفع في النصف الأول من السنة الجارية بنحو الثلث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والذي بلغ 50 مليار دولار.

وأشارت الصحيفة الى إن بوتين يتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين بحلول نهاية السنة الجارية الى 100 مليار دولار.

من جهتها ذكرت صحيفة “كوميرسانت ” انه لليوم الثالث على التوالي ، يجدد سعر صرف الدولار في السوق الروسية أعلى مستوياته حيث وصل إلى 70.55 روبل ، وذلك منذ مارس 2016 ، مشيرة الى انه لا تزال هناك مخاطر فرض عقوبات جديدة ضد روسيا وانسحاب المستثمرين من مخاطر الأسواق الناشئة التي لا تسمح للعملة الروسية الروبل بتحقيق إمكانات ارتفاع أسعار النفط.

وأضافت الصحيفة أن تدخل الحكومة في السياسة النقدية للبنك المركزي الروسي يسبب في المزيد من القلق بالنسبة للمستثمرين الذين يتوقعون المزيد من ضعف الروبل.

وفي تركيا، انصب اهتمام الصحف الصادرة اليوم الأربعاء، على الأزمة السورية، ولاسيما الاجتماع الرباعي لتركيا وسوريا وروسيا وإيران مع الأمم المتحدة بجنيف الذي خصص لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية، ومداخلة تركيا في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في محافظة إدلب.

وفي هذا الصدد، أوضحت صحيفة “تركيا بالعربي” أن الدول الضامنة لمسار أستانة “ستواصل اللقاءات التقنية في ما بينها، في ما يتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية”.

وأضافت الصحيفة، استنادا لبيان لوزارة الخارجية التركية، حول اجتماعات الدول الضامنة بينها وبين المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بجنيف يومي الاثنين والثلاثاء، بخصوص اللجنة الدستورية، أن مسألة اللجنة الدستورية “تعتبر مرحلة مهمة من مراحل الحل السياسي”.

وأشارت إلى أن الدول الضامنة ناقشت القائمة الثالثة المتعلقة بمجموعة المجتمع المدني، بعد التوافق على اللوائح المقدمة من النظام والمعارضة، حيث ستتواصل الاجتماعات في ما بينها على المستوى التقني، بخصوص اللجنة الدستورية.

وفي نفس الإطار، تضيف الصحيفة، أفادت مصادر مطلعة على المفاوضات بأنه جرى التطرق إلى لائحة منظمات المجتمع المدني، التي أعدتها الأمم المتحدة، وهي واحدة من 3 قوائم سيتم تشكيل اللجنة الدستورية منها، فضلا عن مواضيع تتعلق بآلية عمل اللجنة وقواعدها الناظمة، على أن تتواصل المشاورات حول هذه المواضيع.

وأشارت إلى أن المصادر لم تحدد موعد الاجتماعات المقبلة، موضحة أن اللقاءات ستستمر في ظل تعليمات قادة الدول الضامنة باجتماع طهران الأخير، من أجل مواصلة التباحث على كافة المواضيع المتعلقة باللجنة الدستورية.

وتوقعت أن يجري دي ميستورا مباحثات مماثلة مع ممثلي الدول الغربية المعنية بالملف السوري وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والعربية الأردن ومصر والسعودية، في 14 شتنبر الجاري.

وبخصوص الشأن السوري دائما، أوردت صحيفة “ترك بريس” دعوة فريدون سينيرلي أوغلو مندوب تركيا لدى مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هجمات النظام السوري وداعميه على محافظة إدلب شمالي سوريا.

وأبرزت أن سينيرلي أوغلو أوضح، في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن آخر المستجدات الحاصلة في محافظة إدلب السورية، أنه على المجتمع الدولي رفض كافة الهجمات التي تطال محافظة إدلب، سواء كانت تلك الهجمات بالأسلحة الكيميائية أو التقليدية.

وقال سينيرلي أوغلو، تضيف الصحيفة، إن المجتمع الدولي، مسؤول عن حماية أرواح ملايين المدنيين القاطنين في إدلب، مؤكدا أن تركيا شددت خلال قمة طهران الثلاثية على ضرورة الحفاظ على مناطق خفض التوتر، ليخلص إلى استحالة حل الأزمة السورية بالخيارات العسكرية، على اعتبار أن أي عملية عسكرية على إدلب ستؤثر بشكل مباشر على مستقبل الحل السياسي في هذا البلد.

قد يعجبك ايضا

اترك رد