اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بعدة مواضيع، أبرزها، الوضع الراهن في المنطقة العربية ومكافحة الإرهاب، واغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وانعقاد القمة الخليجية ال38 بالكويت، وتداعيات خطوة إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل على المنطقة، فضلا عن انعقاد مجلس للوزراء في لبنان لإنهاء حالة التريث بشأن استقالة رئيس المجلس سعد الحريري.
ففي مصر، نشرت يومية (الأهرام) عمودا للكاتب مصطفى الفقي، تحت عنوان “غيوم سياسية وأمطار قادمة”، قال فيه إن المتابع لمجريات الأحداث في الأيام الأخيرة “لا بد أن يشعر بالقلق وتتملكه حالة من الترقب لما هو قادم إذ إن هناك أمورا لم تكن متوقعة قد جرت ولم يعد بالإمكان إعمال الحدس السياسي والتنبؤ بما هو قادم أو ما يمكن أن يحدث لأن الأوضاع القلقة تحرم أدق المحللين السياسيين من تقديم التوقعات السليمة أو التنبؤات الصائبة”.
وأشار الكاتب إلى أن “ما جرى مثلا في منطقة الخليج خلال الشهور الأخيرة يبدو أمرا غير مسبوق بدءا من الشقاق الذي أصاب مجلس التعاون الخليجي مرورا بالتطورات الكبيرة في المملكة العربية السعودية وصولا إلى محاولات العبث الإيراني في المنطقة ودخول موضوع سد النهضة في منعطف يختلف عما عرفناه في الأعوام القليلة الماضية”.
وأضاف أن “غيمات داكنة باتت تتحرك نحو هذه المنطقة من العالم بصورة توحي بأن الأحداث الجسام لم تأت بعد، وأن علينا أن نتهيأ للسيناريو الأسوأ، لأن الأجواء مشحونة والعواصم متوترة والثقة مفقودة وما لم يكن ممكنا من قبل أصبح حقيقة في الواقع، كما أن كثيرا من المسلمات قد سقطت وأضحى الشرق الأوسط – بحق من غرب آسيا إلى شمال إفريقيا، فوق فوهة بركان”.
من جانبها، نشرت يومية (الجمهورية) عمودا بعنوان “غدا أفضل”، قال فيه كاتبه إن النجاح في مواجهة الإرهاب ووقف هذا المخطط الشرير وخوض المعركة ضد الإرهابيين ببسالة وتضحيات غالية “يستدعي من المصريين جميعا الحفاظ على وحدتهم خلال المعركة التي لم تنته بعد والتنبه للمؤامرات والمناورات التي تحاول تفرقة صفوفنا وتحريك أصابع من الماضي بشعارات مزيفة للنيل من جبهتنا الداخلية وإشغالنا عن معركة الوجود سواء في ساحة الحرب على الإرهاب أو ميادين العمل للتنمية والتقدم”.
ومن جهتها، نشرت يومية (الأخبار) مقالا جاء فيه أنه من الطبيعي أن تحظى قضية عودة الفريق أحمد شفيق إلى مصر بالاهتمام من الرأي العام تأثرا بما أحاط بمغادرته من أبوظبي، مشيرا إلى أن “هذه الضجة، شهدت نهايتها وتلاشت بعد أن أعلنت محاميته دينا عدلي بأنها التقته وأنه حر طليق في مقر إقامته بأحد فنادق التجمع الخامس”.
وأشار كاتب المقال إلى أنه في ضوء هذه التطورات ووفقا لهذا المشهد، فإنه من المؤكد أن “لا شيء يعيق شفيق الآن عن ممارسة حقوق المواطنة باعتباره مواطنا لا تشوب وطنيته أية شائبة، لأن الدستور يكفل له هذه الحرية ويسمح له بالترشح لمنصب الرئاسة ما دام لا يوجد أي عائق قضائي يمنع ذلك”.
وفي الامارات، تركز اهتمام الصحف على القمة الخليجية ال38 التي تبدأ اليوم اشغالها في الكويت، والوضع الامني المتدهور في اليمن بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على يد الحوثيين .
وفي هذه الصدد، كتبت صحيفة (البيان) أن العالم يترقب قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي “تأتي في ظل ظروف مختلفة هذه المرة بالغة الحساسية وفي ظل أزمات كبيرة”. واضافت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان” تحديات القمة الخليجية “أن البيت الخليجي “سيبقى قويا، لكن لا بد من مواجهة التحديات بروح موحدة، وألا يسمح أحد بوجود خروق تعبر من خلالها الدول الإقليمية الطامعة، لأنه آن الأوان ألا نكتفي بالحد الأدنى أمام حجم التحديات التي تهدد كل عالمنا العربي،” ووصف كاتب الافتتاحية هذه القمة ب “المصيرية بكل ما تعنيه الكلمة”، معبرا عن أمله في أن تخرج منها دول التعاون باحترام للمصالح المشتركة وبرؤية عملية تعرف كيف تتصدى للأزمات، وأن يقف الجميع معا في وجه التحديات صونا للمنطقة ولدولها وشعوبها”. من جانبها، أكدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان “مسيرة التعاون الخليجي” أن الامارات “إيمانا منها بأهمية وجود مجلس التعاون كتجربة فريدة بات لها وزنها الإقليمي والدولي، ستقوم بكل ما يلزم لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، مبرزة أن هذا الكيان الاقليمي “أثبت نجاعته المطلقة وقدرته على تجنيب دول مجلس التعاون الخليجي أي آثار سلبية جراء الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة خلال حقب متعددة”.
أما صحيفة (الخليج) فأكدت في موضوع اليمن أن “الطريقة الغادرة التي تخلصت بها عصابة الحوثي، المرتبطة بإيران، من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تؤكد حقيقة أن هذه الجماعة لم يعد بالإمكان التعايش معها، وهو ما أكدته بفعلتها الوحشية التي أقدمت عليها بالتخلص من الرئيس المغدور، الذي كان إلى وقت قريب سندها وحليفها الداخلي، ومنحها الغطاء السياسي عند سيطرتها على العاصمة صنعاء قبل ثلاث سنوات”. واعتبرت انه “مهما تكن نتائج المواجهات الدامية التي تشهدها العاصمة صنعاء، التي قرر أبناؤها العودة إلى حضنهم العربي، والابتعاد عن الارتماء في يد أعداء الأمة العربية، فإن الحقائق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه العصابة، التي أرادت أن تربط مصير الشعب اليمني بإيران، صارت خارج منطق التاريخ”، مشيرة إلى أن هذه الجماعة بسلوكها المعتمد على القوة والعنف، “لن تجني إلا الخسارة المذلة، ومهما توهمت بقدرتها على إحكام سيطرتها على البلاد بالحديد والنار، فإنها لن تجد إلا مقاومة شرسة من أبناء الشعب اليمني، الذين أثبتوا بانتفاضتهم ضد الميليشيات الغارقة في أدغال الجاهلية، أنهم أوفياء لعروبتهم ولمحيطهم الخليجي”.