اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بعدة مواضيع أبرزها، الانتخابات الرئاسية في مصر، ومكافحة الإرهاب، والاشتباكات المسلحة في عدن ومؤتمر سوتشي بشأن سوريا، والحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، فضلا عن قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، وتجدد الاحتجاجات في ايران، وإصدار وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على (حزب الله).
ففي مصر، قالت صحيفة (الأهرام) في عمود لأحد كتابها، إن تراجع الكثيرين عن خوض سباق الانتخابات الرئاسية إما بسبب المخالفات القانونية أو بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني من التوكيلات التي تؤهل المرشح للتقدم أو بسبب التذرع بغياب مناخ المنافسة، يظل “ملمحا بارزا لهذه الانتخابات”، مبرزة أن التنافسية والتعددية ليست بالزخم الذي كان متوقعا، رغم تقديم مرشحين لترشيحهما في هذا الاقتراع الرئاسي. وأضاف الكاتب، أنه بصرف النظر مؤقتا، عن الظروف والملابسات التي دفعت بحزب الغد لتقديم رئيسه كمرشح محتمل لهذه الانتخابات الرئاسية، فإن ذلك لا يقلل من القيمة المعنوية والرمزية لوجود منافس للرئيس المرشح عبد الفتاح السيسي، ذلك أن هذا الترشح لرئيس حزب الغد “يساهم في إنقاذ هذه الانتخابات من شبهة الاستفتاء التي كان من الممكن أن تلحق بها بالذات على الصعيد الخارجي رغم عدم صحة ذلك من الناحية القانونية”.
وأشار الكاتب، إلى انه كان يتعين على الدولة، لتفادي هذا الوضع، أن تسعى جاهدة لتشجيع بعض قادة الأحزاب والشخصيات العامة على الترشح والمنافسة، وذلك من زاوية تدعيم التنافسية والتعددية وتعزيز صورة مصر في الخارج.
من جهتها، أشارت يومية (الجمهورية) إلى أن الدولة المصرية مدعوة في فترة ما قبل الانتخابات، إلى “تشديد الخناق على أعداء البلاد، لأنهم لن يتركوا الأمور تمضي بسلاسة وفي هدوء، فهم يتربصون بنا ولهم أدواتهم ووسائلهم في التحريض والتخريب لذلك يبقى الحذر واجب ومطلوب والاستعدادات الأمنية يجب أن تكون في أعلى درجاتها”.
وأضافت الصحيفة في مقال بهذا الخصوص، أن “الإرهاب مازال قائما ومستمرا”، لذلك يتعين مواجهة كل الاخطار المحدقة من هؤلاء الأشرار والمتربصين الذين لا يفكرون سوى في هدم بنيان الدولة ونشر الفوضى.
اما صيحفة (الأخبار) فنقلت عن كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي، قولها أن تحرير سعر الصرف كان قرارا صعبا اتخذته مصر لكنه ساهم في دعم الاقتصاد وزيادة احتياطي النقد الأجنبي.
وأوضحت لا جارد، تضيف الصحيفة، أن قرار تحرير سعر الصرف ساهم في تدفق مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ورفع معدل النمو، مشددة على أن الحاجة كانت ماسة إلى اتخاذ مثل هذه السياسات، من اجل تعزيز احتياطي النقد الأجنبي وتوفير احتياجات البلاد من وارداتها من الخارج.
وفي الامارات، اهتمت الصحف بالاشتباكات والأعمال المسلحة التي عرفتها عدن باليمن ومؤتمر سوتشي الأخير بشأن سوريا.
وكتبت صحيفة (الوطن) أن “عدن تخطت أزمة تعرضت لها على مدى أيام، وأبقت أعداء اليمن والمعولين على الفتنة لتعويض هزيمة مشروعهم على أوهامهم وفشلهم وأسنانهم تصطك بعد أن فوتت الإمارات و السعودية الفرصة على المتربصين، وبينت أن القدرة على ضبط الأوضاع والتعويل على صدق الشعب اليمني في وأد كامل المخطط الانقلابي وكنس مليشيات الحوثي الإيراني هو الذي يتصدر كافة الاهتمامات”.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان” هزمت الفتنة وانتصر اليمن”، أن اليمن “يسير بثقة رغم الظروف الصعبة الناجمة عن المحاولة الانقلابية لمليشيات الحوثي، لاستعادة كامل التراب اليمني ولينعم شعبه بشمس التحرير، ويطوي صفحة من محاولات العبث والبغي والعدوان على الأمة، لأن سلامة دول الخليج وتجنيبها المخاطر، فيه صالح الأمة جمعاء”. من جانبها أكدت صحيفة (الخليج) أن مؤتمر سوتشي بشأن سوريا “لم يكن فاشلا بالمطلق ولا حقق إنجازا كبيرا، فهو نجح في أن يجمع غالبية ممثلي الشعب السوري، كما نجح في أن يجمعهم في قاعة واحدة للمرة الأولى، رغم الهرج والمرج الذي تخلل الافتتاح من جانب البعض الذي اعتبر المؤتمر فرصة كي يقول إنه موجود، كما نجح في تشكيل لجنة للإصلاح الدستوري وهذه خطوة مهمة بحد ذاتها”.
واعتبرت ان الإنجاز الأبرز والأهم في (سوتشي)، عدا التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، والدولة غير الطائفية التي تقوم على التعددية السياسية، وحق الشعب السوري وحده في تقرير شكل نظامه السياسي، يتمثل في “الاتفاق على تشكيل لجنة للإصلاح الدستوري تتمثل فيها الحكومة والمعارضة وتتولى إما تعديل الدستور الحالي أو وضع دستور جديد، على أن يتولى المبعوث الدولي مهمة ترتيب اجتماع اللجنة والإشراف على اجتماعاتها”، مؤكدة أنه إذا ما تحقق هذا الإنجاز “يكون مؤتمر سوتشي قد مهد الطريق أمام مسار جنيف ووفر له إمكانية تحقيق إنجاز مهم على طريق التسوية السياسية”.
وفي قطر، عادت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، مجددا الى التنويه بنتائج الحوار القطري الأمريكي الذي جرت أطواره في مستهل هذا الأسبوع بواشنطن، ومن المنتظر أن تستضيف الدوحة نسخته الثانية العام المقبل، متوقفة عند التصريحات الصحفية التي أدلى بها نائبا رئيس مجلس الوزراء؛ وزير الخارجية ووزير الدفاع القطريين بهذا الخصوص.
كما جددت على لسان وزير الخارجية القطري تأكيد قطر ترحيبها بالحوار لإنهاء الأزمة الخليجية الراهنة وإعادة تفعيل مجلس التعاون الخليجي، وتطلعها الى “استعادة مجلس التعاون ليصبح أكثر شفافية ويقوم على المصالح المشتركة”، مستحضرة في هذا السياق ما عبر عنه أيضا من أمل في “أن ينضم المجتمع الدولي إلى المطالبة بحوار استراتيجي إقليمي فوري للاتفاق على المبادئ الأمنية المشتركة والتي قد تكون أساسا للتعافي والانتهاء بتحقيق الرخاء للمنطقة”.
وتحت عنوان “هل دخل الدولار مرحلة الأفول؟”، استعرض مقال نشرته صحيفة (الوطن) مصادر قوة العملة الأمريكية ومصيرها في ظل رهانات السياق السياسي والاقتصادي الدولي، معتبرا أنه في وقت بدا فيه أن واشنطن تشهد “تراجعا ملحوظا في هيمنتها على القرار الدولي” من خلال ما كشفت عنه مؤخرا “عمليات التصويت في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة”، لوحظ توجه لدى “العديد من الدول الناهضة اقتصاديا (…) لوضع حد لسيطرة الدولار على حركة المبادلات التجارية بين الدول (…) وإنهاء استخدامه في تجارة النفط” والانتقال الى “اعتماد عملاتها الوطنية في المبادلات التجارية فيما بينها”.
وتوقع كاتب المقال انه في حال استكمل هذا التوجه مساره فإن “الثقل الاقتصادي الأكبر اليوم في العالم سيكون تخلى عن اعتماد الدولار وحدة قياس في تعاملاته الاقتصادية”، وهو ما سيفضي، برأيه، الى “تحسن” قيمة العملات الوطنية للدول المذكورة، و”تحريرها من التبعية للدولار”، وسيقود، في المقابل، إلى “تراجع الطلب على الدولار” وربط صرف سعره بقوة الاقتصاد الأمريكي نفسه وليس بكونه العملة المعتمدة حاليا في المبادلات بين الدول وتجارة النفط، و “التأسيس لإقامة نظام اقتصادي ومالي دولي جديد يقوم على الشراكة والمنفعة المتبادلة بين الدول”.