أقوال الصحف العربية

0 698

ركزت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الإثنين، اهتمامها على الملفات المطروحة أمام القمة العربية بالأردن ومحاربة الإرهاب في العراق وموقف قطر المؤيد والداعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية والوضع الاقتصادي في البحرية، فضلا عن تناولها مواضيع تعم الشأن المحلي.

ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان “قمة عربية في مفترق الطرق” أن القمة العربية المقبلة تبدو “فرصة أخرى” ـ وربما “أخيرة” ـ لإنقاذ العمل العربي المشترك، والارتقاء بالتضامن العربي إلى مستوي “التحدي الهائل” الذي يهدد وجود وليس حدود العديد من الدول العربية.

وأضافت أن التدخلات الاقليمية والدولية في الشؤون الداخلية العربية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة مما يتطلب تضافر الجهود للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، فضلا عن ضرورة إيجاد حلول عربية للقضايا الملحة، وذلك حتى يتم قطع الطريق علي التدخلات الخارجية خاصة في سوريا وليبيا واليمن.

كما يبدو ، تتابع الصحيفة، أن هناك توافقا كبيرا بشأن الملفات المهمة مثلما طرحها أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث أعلن المتحدث باسم الأمين العام أن أبو الغيط سيتقدم بثلاثة تقارير علي رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والتعامل مع الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، وتدخلات الأطراف الاقليمية، في إشارة إلى تدخل إيران، في الشؤون الداخلية للدول العربية، بالإضافة إلى إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

وذكرت أنه مما لا شك فيه أن هذه القضايا هي أبرز إن لم تكن أخطر التهديدات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، ولكن لابد لأهل القمة أن يعطوا جهدا أكبر ومنتظما بصورة كبيرة لتطورات التعاون الاقتصادي والاجتماعي التنموي العربي المشترك ، باعتبار قضية التعاون الاقتصادي هي قضية القضايا، ولا تستطيع الشعوب العربية أن تقبل بأي مبررات لعدم التقدم بقوة وسرعة في الجهود الرامية لإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وإنشاء الاتحاد الجمركي، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي.

وقالت إن القمة العربية بل الأمة العربية تبقى ذاتها في مفترق طرق خطير، ولا يمكن لهذه الأمة العظيمة إلا أن تستعيد قدرتها على النهوض ومواجهة التحديات، وبفضل جهود وسواعد شعوبها وحكمة قادتها سوف يتم تجاوز المرحلة الصعبة وحالة الاضطراب الحالية.

أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في مقال لها بعنوان “التحالف القاتل” أن طائرات ما يسمي بالتحالف الدولي قتلت المئات من المدنيين العراقيين العزل الذين لاناقة لهم ولا جمل في المعارك المحتدمة من جانب هذا التحالف داعما للقوات العراقية ضد إرهابي “داعش” المندسين غربي الموصل أخر مدينة عراقية في ما يسمي تنظيم الدولة الاسلامية ، الذي كان حصادا شريرا للغزو الأمريكي للعراق يجب إضافته للخسائر المروعة التي تكبدها الشعب العراقي ومازال وهو يحاول النهوض على قدميه وإعادة توحيد صفوفه وطوائفه وقومياته واستعادة مؤسساته التي قوضها الاحتلال وفي مقدمتها الجيش العراقي الذي كان رصيدا استراتيجيا يحمي الأمن القومي العربي ضد أعداء العروبة المتمثلين في القوى الاستعمارية والصهيونية وأعوانها من الأطراف الإقليمية التي يبدو أنها أدمنت أخطاء الحساب ولم تتعظ حتى الآن من عواقب فتح الأبواب أمام أعداء العرب بإشعال الحروب الأهلية وإذكاء الصراعات الطائفية والقبلية في أكثر من دولة عربية.

وعبرت الصحيفة عن الأمل في أن تدرك هذه الأطراف ولو متأخرة أن العدو لو تمكن نهائيا لن يعترف بالجميل لمن ساعدوه ولن يساعدهم إذا احتاجوه وهكذا يقول التاريخ.

وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي) أن القمة العربية 2017، تأتي في ظروف دقيقة وصعبة تمر بها الأمة العربية، مشيرة في مقال لها أن قمة عمان قد تكون الأكثر حضورا ومشاركة من القادة العرب بعد أزمة “الربيع العربي” التي تسبب في حروب أهلية، وعمقت الخلافات العربية- العربية، وزادت من الاصطفافات الساخنة، وأتاحت المجال للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأشارت إلى أن قمة عمان ستكون نقطة تحول في المسار العربي الذي تعثر في السنوات الأخيرة، والسير على طريق معبد يعيد للتضامن العربي ألقه بعد أن أيقن الجميع أن دعم الفوضى تخلق الإرهاب الذي لا يميز بين عدو وصديق، مضيفة أن مكافحة التطرف والإرهاب سيكون البند الرئيسي الذي سيخيم على القمة.

وأضافت أن القمة ستكون أيضا قمة ترميم للعلاقات العربية سياسيا واقتصاديا وأمنيا ، لما لحق بها من أزمات إبان سنوات الربيع العربي الذي انحرف عن مساره وخلف مئات آلاف القتلى وملايين الجرحى وتشريد ملايين العرب، واستنزاف مقدرات الأمة، وولادة تنظيمات متطرفة فتكت بالجميع، ووصل شررها الى دول بعيدة.

وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال لها، أن كل “ما نتمناه من قمة عمان أن تطمئننا على سلامة ذاتنا العربية، وأن تعيد لعواصمنا العربية التي فقدت ثقتها بنفسها وبمن حولها توازنها وقدرتها على تصحيح الأخطاء والخروج من المأزق الذي غرقت فيها على امتداد السنوات الماضية”.

وأشار كاتب المقال إلى أن أقل ما يمكن أن تفعله هذه القمة هو أن تحقق فضيلة “الالتقاء” لأكبر عدد من الزعماء والقادة العرب وأن تبعث برسالة لمن يهمه الأمر بأن العرب مازالوا موجودين ليس سياسيا فقط وإنما بأجسادهم وأرواحهم، خاصة بعد هذا الطوفان الذي تعرضت له المنطقة العربية، والدماء والآلام والصراعات التي لم تتوقف ولم تهدأ بعد.

واعتبرت الصحيفة أن قمة البحر الميت يجب أن تترك بصمة، أي بصمة إيجابية، في مسيرة القمم العربية الطويلة، وإذا تعذر ذلك فأقل ما يمكن أن تنجزه هو أن تطمئن الشعوب العربية بأن امتهم مازالت حية وعصية على “الانقراض” وأن بمقدورها أن تلتقط أنفاسها وتصحو من جديد.

أما صحيفة (الغد)، فكتبت بدورها، في مقال لها، أن القضية الفلسطينية تحتل سلم أولويات الأردن والقمة العربية، “ولن يكون مقبولا أبدا أن تتقدم أي قضية عليها”، مشيرة إلى أن الأولوية الثانية هي أزمة سورية، والتعامل معها عبر مسارين: حل سياسي للأزمة عبر آلية جنيف وقرارات مجلس الأمن يضمن وحدة سورية أرضا وشعبا، وحل عسكري للتعامل مع الجماعات الإرهابية والقضاء عليها بشكل تام باعتبارها خطرا يهدد دول المنطقة والعالم.

وأضافت أن قضية الحرب ضد الإرهاب تكتسب مكانة كبيرة في التفكير الأردني، “يتعين على القمة أن تتعامل معها بكل جدية، لما يمثله الإرهاب والفكر الظلامي من خطر داهم على جميع الدول العربية”، مشيرة إلى أن الأردن وبوصفه رئيسا للقمة في دورتها السنوية، سيتعامل مع هذه القرارات باعتبارها، رسائل يحمل على عاتقه نقلها وتسجيلها لدى مراكز القرار العالمي كي تأخذها بعين الاعتبار وهي ترسم مشاريعها للمستقبل.
وفي قطر، تناولت صحف (الوطن) و(الراية) و(الشرق) موقف قطر المؤيد والداعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية ولمسار الحوار والمصالحة الوطنية كحل جوهري للأزمة الليبية، من خلال ما جدد التأكيد عليه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد خلال استقباله أمس الأحد لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بدولة ليبيا، فايز السراج، الذي كان حل مساء أول أمس السبت بالدوحة في زيارة رسمية.

وعن أولوية الركون الى الحل السياسي كمسلك لتسوية الأزمة الليبية، لفتت صحيفة (الوطن) الانتباه الى أن “تجارب الصراع الداخلي تؤكد دوما أن منطق القوة يعقد الأزمة ولا يحلها، وقد تصارع الفرقاء في أقطار كثيرة بقوة السلاح، فلم يحصد الوطن إلا مزيدا من الفرقة والشقاء، ولم يكن ثمة حل إلا الحوار والوحدة”.

وتحت عنوان “قطر تجدد دعمها للشعب الليبي” أشارت صحيفة (الراية) الى أن دولة قطر وكما دعمت مخرجات الاتفاق السياسي بين أطراف الصراع الليبي فإنها ستظل ملتزمة بمواقفها الثابتة الداعمة لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقرارها وأمنها، ولجهودها من أجل استكمال الاستحقاقات الواردة في الاتفاق السياسي الليبي.

ومن جهتها، سجلت صحيفة (الشرق) أنه منذ تفجر الأزمة الليبية “ظل الموقف القطري ثابتا صلبا تجاه التطورات، منطلقا من دعم الدوحة لمبدأ احترام حق الشعب الليبى وإرادته في اختيار من يحكمه” الى جانب حرصها على “عودة الوفاق والوئام بين كافة القوى السياسية الليبية، حتى يخرج الوطن من نفقه الضيق معافى، وتعود ليبيا فاعلا إقليميا قويا وداعما لأسرتها العربية”.

وفي البحرين، أكدت صحيفة (الأيام) أن من شأن النهج الطائفي تمزيق الوحدة الاجتماعية للمجتمع، بل تمزيق الهوية الثقافية للشعب، خاصة إذا ما تعززت الطائفية بالعصبية، قائلة: “المصيبة بدأت عندنا، عندما نشطت تيارات دينية طائفية لتجنيد المريدين لمشروعها الطائفي الفقير البائس بالمعيار الوطني، وتمكنت في فترة وجيزة من تصدر الواجهة السياسية، والسير بالبلاد نحو الفتنة الداخلية، بحشو الأدمغة بالخرافات (..) وقد راهنت بوضوح لإنجاح مشروعها الطائفي على بعض رجال الدين من ذوي الطموح السياسي، ليكونوا دعاة التحريض والفتنة في بعض الأحيان”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوطن، وفق الجماعات الطائفية، هو مجرد غنيمة طائفية للتقاسم والمحاصصة، التي يستفيد منها زعماء الطائفية وأحبابهم المقربون، وعندما يستعصي الوطن عن التحول إلى مجرد غنيمة، يعود هؤلاء إلى الدعوة لتشكيل نظام للمحاصصة، أو تقسيم السلطة، مشددة على أن الوعي بمخاطر الطائفية والفكر الطائفي، والمنطق الطائفي لا يكفي وحده لتجاوز مخاطر الطائفية، “بل يجب أن يتم بذل جهد وطني تشاركي، خارق للطوائف ومتجاوز لها ولأفقها التدميري، لمنع انتقال تأثير هذا الخراب إلى عقول الناس، وخاصة الناشئة، ودعوة الطائفيين – المكشوفين منهم والمتسترين – أن يكفوا عن اللعب بالجمر”.

وفي موضوع اقتصادي، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن الشركات الهندسية البحرينية المحلية بحاجة إلى المساندة، وخاصة إذا كانت تواجه منافسة حادة من الشركات الأجنبية، مشيرة إلى أن مهندسين بحرينيين طالبوا بإصدار تشريعات جديدة تلزم الشركات الأجنبية بالاستعانة بشركاء محليين، كما دعوا إلى إسناد المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى الشركات الهندسية البحرينية.

وبعد أن ذكرت الصحيفة بأن البحرين تشهد حاليا توسعا سريعا في مشاريع البنية التحية بتمويل من مشروع الدعم الخليجي للبحرين البالغ قدره 10 مليارات دولار، أبرزت أنه من المهم أن تستفيد الشركات الهندسية المحلية من هذه المشاريع لا أن يذهب خيرها كله إلى الشركات الأجنبية؛ لأنه في هذه الحالة لن تتطور الشركات الهندسية المحلية ولن تستطيع توظيف مهندسين وموظفين بحرينيين ولن يتطور مستواها لتكون في مستوى الشركات العالمية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد