أقوال الصحف العربية

0 538

اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة ، بجملة مواضيع، أبرزها القمة العربية ال29 بالسعودية، والعلاقات المصرية البرتغالية، واستمرار “مسيرات العودة” التي دعت إليها القوى والفصائل الفلسطينية، وتطورات الوضع في سوريا وتداعيات الهجوم الكيميائي الأخير على مدينة دوما، والاتفاق النووي الإيراني. ففي مصر، سلطت الصحف الضوء على الزيارة التي يقوم بها حاليا للقاهرة الرئيس البرتغالي مارسيلو دي سوزا، حيث كتبت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها، أن القمة المصرية البرتغالية التي عقدت أمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره البرتغالي، “تحمل من المعاني والرسائل الكثيرة، تزيد قاعدة التكامل في العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك التي تحرص عليها مصر الجديدة، والتي تعتبر الأساس الرئيسي في تنشيط أواصر التعاون من أجل التنمية والتقدم وجزءا من رسالة حضارية تمسكت بها القاهرة وسعت لتوطيدها على مر السنوات”.

وبخصوص موضوع القمة العربية المرتقبة بعد يوم غد الأحد بالسعودية، نشرت (الأهرام) مقالا لأحد كتابها أشار فيه إلى أن هذه القمة “تأتي في وقت حاسم، حيث انهار قسم كبير من المشرق العربي، وتوشك إسرائيل، إذا استمر الحال على ما هو عليه، أن تطرد الفلسطينيين من القدس ومناطق أخرى في الضفة الغربية، وحيث ستحدث تغييرات أخرى في المشرق العربي مادام العرب يكتفون بالشجب والإدانة دون فعل حقيقي”.

وأضاف أن “القمة يجب أن تؤكد ولاء الدول العربية للعرب وليس لدول أخرى، وأن تقف بحسم مع الوفاق الفلسطيني ومع عرض القضية الفلسطينية على مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية”.

وفي الشأن السوري، نشرت (الأخبار) مقالا لأحد كتابها قال فيه “خلال الساعات القليلة الماضية وحتى الآن كان العالم ولا يزال مشدودا لما يجري علي الساحة السورية، وما تشهده من اشتعال حاد لنيران الصراع القائم بين القوي الدولية الكبرى، المتورطة والغارقة في الوقائع والأحداث الدموية الجارية هناك”.

وأضاف كاتب المقال أن اللافت للانتباه هو مسارعة هذه القوى لإفشال ووأد كل المحاولات الرامية لوقف النيران، والبحث عن حجج للتدخل وبقاء الحال على ما هو عليه، مرة لأن هناك بقية من (داعش) يجب القضاء عليها، ومرة لمعاقبة النظام على استخدامه للأسلحة الكيماوية، ومرات لإنقاذ المحاصرين من معارضي النظام، وحجج أخرى كثيرة ومتعددة، وكلها تهدف إلي بقاء النيران مشتعلة في سوريا لعلها تؤدي إلى سقوط الدولة وتفككها وتحولها إلى عدة دويلات منقسمة ومشتتة على أساس طائفي

وفي سياق متصل، كتبت (الأهرام)، في افتتاحيتها، أن ما يحدث وما سيحدث على الأرض السورية يفوق المنطق والخيال، فالدولة التي كانت آمنة تحولت على مدى سنوات إلى ساحة لحروب إقليمية ودولية لتصفية حسابات واختبار أسلحة جديدة، ومحاولات مستميتة لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في واحدة من أكثر بلدان العالم حساسية للتوترات والأطماع السياسية والعرقية والمذهبية.

وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها تحت عنوان “القمة العربية والتوسع الإيراني”، أن ثمة رهانا كبيرا في هذه القمة العربية الاستثنائية لتغدو قمة مواقف مسؤولة تجاه ما يحدث في المنطقة من تدخلات ايرانية، والوصول الى غاية كبرى تؤسس لمرحلة جديدة على مستوى المنطقة (…)”. وأوضحت الافتتاحية أن تحقيق هذه الغاية “من شأنها التأسيس لتكامل عربي منشود في مضامير المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية لصناعة الغد الجديد المشرق والمأمول للأمة العربية”.

من جهتها، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إنه “مع تزايد حدة التوتر في الشرق الأوسط إلى مستويات أصبح من الصعب تصور نتائجها أو التكهن بما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب، ثمة حقيقة واحدة ثابتة لا يختلف أي طرف من الأطراف المتداخلة على صحتها وهي الدور الإيراني الواضح في خلق حالة اللا استقرار والمعاناة التي تعيشها شعوب بأكملها”.

وأضافت الافتتاحية أن العالم شاهد ما سببته تدخلات إيران في اليمن وسورية ولبنان والعراق من حروب ودمار وانهيار سياسي واقتصادي أعادتها إلى الوراء عقودا طويلة في وقت تتسابق جميع الدول فيه إلى احتلال مواقع متقدمة في عالم مستقبلي يرتكز على الاقتصاد والتنمية المستدامة وقدرة الشعوب على الإنتاج والتفوق”، مؤكدة ضرورة أن يكون المجتمع الدولي “أكثر حزما” في مواجهة سياسات إيران في المنطقة.

وفي قطر، اعتبرت صحيفة (الوطن)، في مقال لأحد كتابها، تحت عنوان ” المسيرات سوف تترك تأثيرها على مسار الصراع”، وذلك في إشارة الى “مسيرات العودة على الحد الفاصل مع فلسطين 1948″، أنه في الحالة الفلسطينية الشعبية بمستطاع “أشكال المقاومة، بطابعها السلمي الحضاري”، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي “أن ت حش د المزيد من الأصدقاء على امتداد العالم بأسره لمؤازرة القضية الفلسطينية”، على أنها، برأي كاتب المقال، “عمل طويل النفس (…) تراكمي وتضامني وتشاركي”. وأضاف أنه في ظروف ومعطيات الحالة الفلسطينية “يكتسي هذا النمط أهمية كبرى، برهنت عليها نتائج الانتفاضة الكبرى الأولى التي انطلقت نهاية العام 1987″، لافتا الى أن هذا اللون من المقاومة السلمية، الذي “يتقبله الرأي العام على امتداد المعمورة، ولا يستطيع أحد أن يطعن به أو بمصداقية ودوافع أصحابه” استطاع أن “يعيد للقضية الفلسطينية حضورها الكبير في أروقة المجتمع الدولي، وأن يستقطب اهتمام وتضامن شعوب العالم على أوسع مدى، وأن يقلب الطاولة على دولة الاحتلال”.

وفي الأردن، اهتمت الصحف باجتماعات وزراء الخارجية العرب أمس بالرياض في إطار التحضير للقمة العربية الـ29 المقررة عقدها بعد يوم غد الأحد بالسعودية، حيث نقلت صحيفة (الدستور) عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، تأكيده على ضرورة اعتماد التفكير والتخطيط وكذا العمل المشترك سبيلا لوقف الانزلاق في غياهب الأزمات والصراعات والانقسامات، وذلك في إطار العمل الجماعي الوحيد القادر على العطاء “إن وجدت الرغبة القوية في ذلك”.

وأضافت الصحيفة أن الصفدي، أكد خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة على ضرورة إعادة الرمق إلى العمل العربي المشترك، لمواجهة التحديات المتفاقمة والمخاطر المتنامية، وكسب ثقة الشعوب العربية التي تتراجع وهو يتابع هذه الاجتماعات.

وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي) عن مواصلة “مسيرات العودة” التي باشرتها جماهير فلسطينية منذ 30 مارس المنصرم في ذكرى “يوم الأرض” الثانية والأربعين، مشيرة في مقال إلى أن النضال الشعبي الجماهيري على قاعدة “اللاعنف”، بات واحدا من أفعل أشكال الكفاح الراهن والمستقبلي الفلسطيني، الذي سبق وأعطى ثماره في عدد من التجارب العالمية.

وأشار كاتب المقال إلى أن هذا التطور يستدعي من قوى الشعب الفلسطيني النهوض بأدائها عبر التفاعل الواعي مع هذه المسيرات لأغراض الدعم والمساندة، مستفيدة من حقيقة أن الكفاح الشعبي الفلسطيني غير المسلح، سيجعل من لجوء إسرائيل إلى تفوقها العسكري فاضحا لطبيعتها العنصرية، ومؤكدا على أن الإنتصار – في نهاية المطاف- ليس للمحتل المستبد وقوته العمياء، وإنما لصاحب الحق المصمم على حقوقه.

وفي الشأن السوري، توقفت (الغد) في مقال لأحد كتابها بعنوان “إعادة مقايضة لتحجيم النصر”، عند تداعيات الهجوم الكيميائي الأخير على دوما السورية، مشيرة إلى أن استخدام الكيماوي، أكان حاصلا أم لم يحصل، هو الذريعة لفعل أكبر كثيرا من مجرد ضربة تأديبية.

ويرى كاتب المقال أن التلويح بضربة عسكرية يفترض أن يؤدي إما إلى قبول التحالف الروسي السوري الإيراني المنتصر، بالعودة إلى طاولة التفاوض السري تجنبا للهجوم العسكري الأمريكي، وإما تنفيذ الهجوم ودخول التحالف الغربي كطرف مباشر في الحرب لمنع تقدم قوات النظام وحلفائه إلى مناطق جديدة وفرض قواعد جديدة للتفاوض أكثر تكافؤا بين النظام والمعارضة حول الحل السياسي. وفي البحرين، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أن الاتحاد الأوروبي قرر تمديد العقوبات المفروضة على إيران لمدة عام، بسبب “انتهاكات حقوق الانسان”، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد إلى اقناع الولايات المتحدة بفرض مجموعة جديدة من العقوبات على أمل الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم معها.

ونقلت الصحيفة عن بيان للاتحاد قوله إن العقوبات تشمل تجميد أصول وقيودا على السفر تستهدف 82 شخصا وكيانا واحدا، إضافة إلى حظر تصدير معدات قد تستخدم في القمع الداخلي وأجهزة تستخدم لمراقبة الاتصالات.

وذكرت اليومية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان وجه انتقادات شديدة للاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى العالمية وإيران، وحدد مهلة تنتهي في 12 ماي المقبل لإصلاح الاتفاق، إذ هدد بعدم تمديد رفع العقوبات الأمريكية على طهران، مشيرة إلى أن التكتل الأوروبي يسعى لحماية الاتفاق الذي وافقت طهران بمقتضاه على الحد من طموحاتها النووية لمدة لا تقل عن عشر سنوات، لكن أعضاءه مختلفون حول كيفية تحقيق ذلك.

من جهتها، كتبت صحيفة (البلاد) أن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ناشد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي “تجنب خروج الوضع في سوريا عن السيطرة”، معربا عن “قلقه العميق بشأن المأزق الراهن”، وذلك مع تزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري.

ونقلت الصحيفة عن غوتيريش قوله في بيان “اتصلت بسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) لكي أكرر قلقي العميق بشأن مخاطر المأزق الحالي، وأشدد على ضرورة تجنب خروج الوضع عن السيطرة”.

وفي لبنان، انصب اهتمام الصحف المحلية على الملف السوري، وكتبت (الجمهورية) أنه بدا للمراقبين أمس أن المواقف الأمريكية الملتبسة من الضربة في سورية تكشف أحد أمرين: إما أن هناك تباينا بين مراكز القرار الأمريكي، أي بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع حيال فائدة الضربة الآن قبل انتهاء التحقيقات في شأن الجهة التي استعملت السلاح الكيماوي في دوما، وإما أن واشنطن تريد أن تستعيد سلاح المفاجأة الذي أفقدتها إياه تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حين أعطى الانطباع بأن الضربة ستحصل خلال ال24 أو ال48 ساعة الماضية. وأضافت الصصحيفة أن المراقبين رأوا في هذه الفوضى التي تلف المواقف الأمريكية، ولا سيما منها موقف ترامب الأخير، أنها تكشف عدم وجود استراتيجية واضحة من الآن، لا حيال الضربة في سورية، إنما حيال ما بعد الضربة كذلك.

وفي نفس السياق، أوردت (النهار) أنه استرعى الانتباه أن وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الذي مثل أمس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، أفاد أن الرد على استخدام سورية السلاح الكيميائي يجب أن يتوازن مع خطر نشوب حرب أوسع، في إشارة ضمنية إلى التورط غير المقصود في مواجهة مع القوات الروسية في سورية. أما (الديار) فكتبت أن دمشق، العارفة جيدا ببواطن الأمور على الساحة اللبنانية، فتدرك خارجيتها دقة المرحلة على الساحة اللبنانية، حيث أنها منذ اللحظات الأولى لبدء التهديدات بشن عدوان على سورية، أجرت سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، عبر القنوات المعتادة، مع الحلفاء في بيروت، وتجنبت إحراج أي مسؤول رسمي لبناني في هذا الملف، ولم تطلب أي موقف داعم من أحد.

قد يعجبك ايضا

اترك رد