تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء ، على مجموعة من المواضيع، أبرزها العلاقات المصرية -الإثيوبية ، والأزمة اليمنية ، وتداعيات العقوبات الامريكية على ايران،وجديد الملف السوري، ومشاورات تشكيل الحكومة في لبنان .
ففي مصر ، كتبت صحيفة (الأهرام )، في سياق الزيارة التي قام بها أمس الثلاثاء، وفد مصري رفيع لاثيوبيا يضم وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، أن مصر حرصت على تقديم كل أشكال الدعم “للأشقاء” بدول حوض النيل، بما يضمن دفع عجلة التنمية، وبحيث يكون نهر النيل “شريانا للحياة والتنمية،” وخاصة أن دول الحوض لديها كلها تحديات تنموية كبيرة، وهو ما يتطلب العمل على توثيق التعاون بينها.
وأشارت، في افتتاحيتها، الى أن العلاقات مع إثيوبيا كان لها “اهتمام خاص” لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى أكد من قبل أن البلدين قطعا “شوطا مهما على صعيد بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي وترسيخ مفاهيم العمل المشترك” ، وعلى ضوء ذلك تأتي أهمية هذه الزيارة التي تناولت سبل دعم وتعزيز العلاقات المصرية الإثيوبية، وتطورات مفاوضات سد النهضة.
فمصر ، تضيف اليومية، حريصة على متابعة مسار تعزيز العلاقات المصرية الإثيوبية في جميع المجالات ، ومتابعة مناقشة تطورات مسار المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد (النهضة) في إطار الحرص المتبادل على تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ لعام 2015 حيث تم التأكيد ، خلال هذه الزيارة، على أهمية الدفع قدما بمسارات التفاوض القائمة حول مشروع سد النهضة .
وفي سياق آخر، كتبت(الجمهورية)، في مقال لأحد كتابها ، بخصوص الوضع في منطقة الشرق الأوسط، أن هذه المنطقة “تبدو للمراقب الذي يرصد أحداثها وتصريحات قادتها وممارساتهم، مفتوحة على كل الاحتمالات من حرب وسلام وثورات داخلية، وتتنافس عليها القوى الكبرى لثرواتها وموقعها الاستراتيجي، وتدفع هذه القوى شعوبها الى التنافس والحروب ، ومن أبرز سمات هذه المنطقة أنها منطقة حروب أساسية منذ زرع إسرائيل عام 1948 “.
ففي الوقت الراهن ، يضيف كاتب المقال، تجري في هذه المنطقة حروب أهلية عديدة في سوريا واليمن وليبيا، مشيرا إلى بعض النقط المرشحة “للسخونة وربما الاشتعال” أولها لبنان حيث تتعثر محاولات تشكيل الحكومة ، والوجود الإيراني في سوريا، ولجوء أمريكا إلى خنق تركيا اقتصاديا.
وفي الامارات، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن جولة جنيف المرتقبة بعد أيام في 6 شتنبر حول الازمة اليمنية “لا شك أنها ستعاني من محاولات جديدة من قبل الحوثيين لإفشالها كما فعلوا مع سابقاتها،” متسائلة عما إذا كانت الأمم المتحدة تمتلك “الشجاعة للتصرف بناء على هذا الأساس، أم ستكتفي بالندب وبيانات الأمنيات؟.واعتبرت أن الحل واضح ومؤكد ومدعوم شعبيا ودوليا وبات معروفا من الذي يعرقل ويتهرب ويماطل؟.
وأكدت الصحيفة ان دعم إرادة اليمن يكون بدعم شعبه وشرعيته و”إنهاء جميع المفاعيل الناجمة عن محاولة الانقلاب الآثم، وتحجيم دور النظام الإيراني العدواني والإرهاب الذي ينتهجه وكل ما سببه من مآس وويلات وجرائم وحشية” ،داعية الأمم المتحدة إلى التعامل بشكل مباشر مع سبب الأزمة المتمثل في الانقلاب وإنهاء كل ما ترتب عليه ودعم مساعي تحرير ما تبقى من أراضي اليمن، لا أن تكون في درجة معينة تبدو كمن تطيل عمر الأزمة بتسويق زيف ادعاءات الجاني التي باتت معروفة للقاصي والداني”.
بدورها أكدت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أنه بات من الضروري الحديث ب”شكل شفاف” عن الدور الذي تقوم به بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة في التعاطي مع الأوضاع في اليمن، من نواح عدة؛ عسكريا وإنسانيا “، موضحة أن الدور الذي تقوم به هذه المنظمات يثير التساؤل عن حجم هذا التعاطي وحدوده ومساحته، ومصداقيته كذلك، وما إذا كان هذا يسهم في “التعجيل بحل الأزمة أم في إطالتها”؛ إذ إن الشواهد على ذلك كثيرة، خاصة وأن التقارير تستند فيها بعض هذه المنظمات إلى “معلومات مضللة، تقدمها لها الميليشيات الانقلابية، وفي أغلب الأحيان تستبق نتائج فرق تقصي الحقائق، التي تشكلها الجهات المعنية في السلطات الشرعية”. وأضافت الصحيفة ان دول التحالف بقدر ما هي معنية بمساعدة اليمن، الذي استنجد بها؛ لإنقاذه من “براثن مشروع إيران المدمر” للمنطقة، فإنها معنية أيضا بحماية أمنها واستقرارها، وتأخذ هذه القضية شقين؛ “الأول المساعدة في استعادة الدولة اليمنية، والثاني حفظ مستقبل دول المنطقة من التغو ل الإيراني، والتصدي لخطط تقويض أمنها، التي تسعى إيران لتنفيذها؛ عبر أدواتها وأذرعها المختلفة في المنطقة، واليمن إحدى الساحات، التي تراهن عليها في ذلك”.
وفي السعودية، قالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها إن العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ترامب على إيران أدت إلى “تردي الأحوال الاقتصادية لمستوى قياسي لم يسبق له مثيل، وأدت إلى انهيار العملة الإيرانية وإلى إشعال موجة من المظاهرات العارمة التي عمت المدن الإيرانية بما فيها العاصمة “.
واعتبرت الافتتاحية أن هذه الأحوال الاقتصادية والسياسية والأمنية “المتردية” دفعت المحافظين في البرلمان الإيراني للضغط على النظام والمطالبة بتغيير الحكومة الحالية، رغم الإقالات الأخيرة التي مارسها الرئيس الإيراني، وطالت وزير الاقتصاد والمالية، ووزير العمل، ومحافظ البنك المركزي، “في محاولة يائسة لعدم تعرضه لانتقادات شديدة بسبب تلك الأوضاع المتردية”.
وتحت عنوان “الخناق يضيق على الوجود العسكري الإيراني في سوريا”، قالت اليومية في مقال لها إن الرئيس الأمريكي رونالد ترامب أعلن أنه يريد الخروج من سوريا، وجعل انسحاب القوات الإيرانية شرط ا أساسيا للتوصل لاتفاق سلام فيها، كما أن الروس أيضا يريدون خروج حلفائهم الإيرانيين، لكن صراع المصالح بين إسرائيل وإيران على الأرض السورية يقف عائقا أمام إنهاء الحرب.
وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين “حصدوا بعض النقاط مؤخرا لصالحهم، واستطاع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في مايو الماضي إقناع الروس بعدم تزويد سوريا بنظام صاروخي متقدم مضاد للطائرات من طراز (إس 300) لأنه يعوق طلعات إسرائيل الجوية في الأجواء السورية”.
من جهتها، توقعت يومية (الوطن) “تصاعد المواجهات المسلحة بين الميليشيات الإيرانية، بما فيها حزب الله، والقوات التابعة للنظام السوري، في أكثر من منطقة سورية، كتعبيرعن الصراع الخفي الذي يدور على خلفية الهيمنة والسيطرة على المعابر”.
وبرأي الصحيفة، فإن المواجهات التي تلجأ إليها الميليشيات العسكرية تهدف إلى “تثبيت هيمنتها وتوجيه رسائل سياسية بعد قمة هلسنكي بين الرئيسين الأميركي والروسي، والتي قضت تفاهماتها بانسحاب القوات الإيرانية وميليشياتها من الأراضي السورية، وهو الأمر الذي يرفضه الإيرانيون”.
وفي قطر، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان “سوريا ومستقبل التنافس الإقليمي بعد الهيمنة”، ركز كاتبه على الطبيعة المستقبلية لخارطة النفوذ الإقليمي تحديدا على الأرض السورية في ظل الهيمنة الروسية على المشهد، وبحصص وصفها ب”المحدودة” لكل من إيران وتركيا، خاصة في ظل معركة إدلب، آخر معاقل المعارضة، والتي قال إنها أصبحت وشيكة وهي من “سيحسم الانتصار العسكري المشترك للنظام والمشروع الروسي/ الإيراني، تحت مظلة القرار الروسي، ولصالح التواجد الضخم، الذي يعد بمثابة احتلال ضمني للأرض السورية”. وأوضح كاتب المقال أن تركيا، وبالرغم من محدودية حصتها في خارطة القوى الفاعلة على الأرض السورية، والتي قال إنها ستتقلص أكثر بعد معركة إدلب، تكون قد “حققت بموجب هذه الشراكة أهم بند، وهو إنهاء فرص أي قيام لأقاليم كردية في سوريا وفي العراق يهدد شرق تركيا”، لافتا الى أن الأمر بالنسبة لطهران مختلف، وأنها، في الظرف الحالي على الأقل، أمام اختيارات ضيقة أبعدها الدخول في صدام مع موسكو، وأرجحها “القبول بالحصة التي يسمح بها الشريك الروسي”، بينما ينحصر الهاجس الأوروبي، وفقا لما يسمح به واقع المشهد، في أن يفلح دي مستورا المبعوث الأممي لسوريا في تدبير مفاوضات تستبق معركة إدلب ل”ضمان عدم حصول هجرات كبرى إلى تركيا مجددا، تتسرب إلى الغرب”.
وخلص الكاتب الى أن “هذا التنافس الإقليمي الشرس (…) يرتكز اليوم على بقاء التحالف الأصلي بين موسكو وطهران” وما وصفه ب”كانتون النظام”، على ان التعامل مع بقية الأطراف سيكون “في السلة الأخرى” وستتحدد “معالم التحالف معها بناء على هذه القاعدة، التي ستظل بأيدي الدب الروسي الى أن تتغير قواعد اللعبة القائمة”.
ومحليا، اهتمت الصحف بما جاء في تقرير حديث لوكالة (ستاندرد آند بورز) للتصنيف الائتماني، سجلت فيه أن الأصول السيادية القطرية “حلت ضمن الـ7 الكبار عالميا، بما يعادل أكثر من 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي مع معدلات قوة وصلابة استثنائية”، وأيضا توقعها ب”استمرار تحقيق هذه الأصول لنفس الصلابة حتى 2021 دون معوقات”، مشيرة الى أن “إجمالي أكبر 7 أصول سيادية في العالم تبلغ 3 تريليونات دولار بمتوسط يوازي 200 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”.
وأضافت أن تقرير الوكالة لفت الى أن الأصول السيادية لقطر “أصول خارجية يديرها جهاز قطر للاستثمار (الصندوق السيادي)”، وأنها حازت على “اعلى التقييمات العالمية”، في وقت أظهرت فيه بيانات معهد صناديق الثروة السيادية بلوغ قيمة أصوله مستوى 320 مليار دولار، وتوسع استثماراته الى مجالات متنوعة ومتعددة عبر العالم. وفي البحرين، كتبت صحيفة (البلاد) أن مواجهة حكومة الرئيس الايراني حسن روحاني “لأزمة غير مسبوقة، من جراء فشلها في إدارة الاقتصاد”، وعزل البرلمان الإيراني لوزيري العمل والمالية بالحكومة هذا الشهر، وإقالة نائب محافظ البنك المركزي ومحاكمته بتهم الفساد، في “محاولة لتهدئة الغضب في الشارع، جعلت روحاني يقول، خلال مثوله أمام البرلمان للرد على استجواب يخص التدهور الاقتصادي في البلاد، إن المواطنين فقدوا إيمانهم بالجمهورية الإسلامية”، في إشارة، حسب محللين، إلى “النظام الديني الذي يحكم البلاد منذ أربعة عقود”.
وأضافت اليومية، وفقا للمحللين، أن استخدام روحاني لهذه العبارة استهدف “تخويف المرشد علي خامنئي وتحذيره من أنه إذا صمم على رفض العرض الأمريكي بالتفاوض على اتفاق نووي جديد يرفع العقوبات الشديدة، فإن الأمور ستتجه إلى الأسوأ وتطال مستقبل النظام”، في الوقت الذي يسعى روحاني إلى الوصول إلى صيغة للتفاوض مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي.
من جهتها، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي، أن الأمم المتحدة حين تتطرق إلى الأوضاع في اليمن” تضع على قدم المساواة التحالف العربي والحكومة الشرعية مع المتمردين الطائفيين الحوثيين”، مؤكدة أن هذا يعد “خللا رهيبا في الفهم والتعامل”.
وأوضح كاتب المقال أن الحوثيين “قوة انقلابية” تريد اختطاف اليمن وتحويلها إلى مستعمرة تابعة لإيران، فهم يحاربون، حسب رأيه، من أجل هذه الغاية فقط، وليس من أجل أي مصلحة وطنية لليمن وشعبه”، لافتا إلى أن ما يقوم به التحالف والحكومة الشرعية هو “تحقيق الاستقلال لليمن وتخليصه من براثن المشروع الطائفي الإيراني – الحوثي”، إضافة إلى حماية كل دول الخليج العربية من أخطار هذا المشروع، وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة كلها.
وأضاف الكاتب أن ” الأمر الغريب هو أن مسؤولي الأمم المتحدة ولجانها أو أجهزتها التي تتعامل مع الوضع في اليمن يتجاهلون في مواقفهم قرارات مجلس الأمن نفسه، لاسيما القرار رقم 2216 في 14 أبريل عام 2015، الذي نص بشكل حاسم على ضرورة أن يسحب الحوثيون قواتهم من كل المناطق التي استولوا عليها في اليمن، بما في ذلك صنعاء، إضافة إلى أن القرار فرض حظرا شاملا على توريد أي سلاح أو عتاد للحوثيين من أي دولة أو جهة، وفوض الدول العربية مهمة مراقبة ذلك والعمل على تنفيذه.
وفي لبنان تركز اهتمام الصحف على موضوع مسار تشكيل الحكومة اللبنانية حيث كتبت صحيفة (اللواء) أنه مع مستهل الشهر الرابع، وضع أمس الرئيس المكلف سعد الحريري، وفريقه النيابي والسياسي “التصورات السياسية والدستورية، الممنوع الاقتراب منها، حرصا على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي”. وتابعت الصحيفة أن مواقف كتلة المستقبل، التي سبقت سلسلة الإشارات التي ساقها الرئيس الحريري، بعد ترؤسه لقاء الكتلة، “تشكل إطارا لوضع النقاط على الحروف، لتفادي التمادي في عملية تخريب الآفاق الوطنية التي فتحتها تسوية انتخاب الرئيس عون، والآثار المدمرة للحملات التي تستهدف الرئيس المكلف لجهة تخريب العلاقات الرئاسية، وتحويل التعثر بتأليف الحكومة إلى “أزمة ثقة” بين رئيسي الجمهورية والحكومة، المعنيان بعملية التأليف وفقا للدستور.
وأوضحت أن الرئيس الحريري كشف أن جولة جديدة من الاتصالات ستجري مع الأطراف، يلتقي اثرها الرئيس عون ، للتداول في إمكانيات تجاوز “صعوبة التشكيل”، التي يرى الحريري أنها “مهمة غير مستحيلة” .
ولفتت الصحيفة إلى أن مصادر مقربة قالت إن الجولة الجديدة من المشاورات التي يقودها الحريري قد تكون “مفصلية إما في اتجاه الحلحلة”، أو المزيد من التعقيد دون أن تجزم ما اذا كانت هناك مبادرات جديدة أو تنازلات قد يقدم عليها الفرقاء المعنيون.
من جانبها، كتبت (الجمهورية) أن عملية تشكيل الحكومة لم تسجل أمس أي “جديد إيجابي، وبدا أن التعقيدات السائدة تهدد بترحيل ولادة الحكومة إلى مطلع السنة المقبلة، وأن التأليف بات متعثرا إلى درجة انه بدأ يعرف يوميا المزيد من العثرات، ويكتشف أن ظاهر مواقف المعنيين هو غير باطنها، على اعتبار أن أي فريق من هؤلاء غير مستعد حتى الآن لتقديم تنازل على مستوى سقف مطالبه، وبالتالي أن هذه الطروحات تؤكد بشكل جلي تأخر ولادة الحكومة”.
وأضافت أن الرئيس عون يعد من “أشد المتحمسين لتأليف الحكومة، ولكن وفق النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية بلا زيادة أو نقصان، والأهم في موقفه هو أنه لن يخضع لأي شروط وخصوصا شروط (القوات اللبنانية)”، وما يطرحه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ما يتعلق بحصر التمثيل الوزاري الدرزي به”.