ركزت الصحف العربية الصادرة ،اليوم السبت، اهتمامها على قرار الحكومة المصرية تحريك أسعار المحروقات والاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو و الحرب الاستباقية ضد الإرهاب وخلاياه في لبنان والانتخابات البلدية المقبلة بالأردن والعلاقات الإماراتية السعودية وقمة العشرين المقررة في مدينة هامبورغ الألمانية يومي سابع وثامن من الشهر الجاري وتطورات الأوضاع في العراق وتقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الاتجار بالبشر. ففي مصر، أشارت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان ” ترشيد الدعم ومسؤولية المواطنين” إلى أن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة أخيرا وفي مقدمتها تحريك أسعار المحروقات ،إلا ما يتعلق بالمستخدمة في صناعة الخبز، لم تتطرق إلى خفض الدعم بل تعتبر خطوة أساسية لتصويب أوضاعه وإيصاله للمستحقين وفي نفس الوقت التخفيف عن كاهل الخزانة العامة التي تئن من العجز وخدمة الديون .
وقالت إن الحكومة حسنا فعلت بإعلان خطوة عاجلة لضبط مسار خدمة النقل العام بعد الإعلان بوضوح عن عدم تحريك في تذاكر المترو والسكة الحديد وحافلات النقل العام، وهي خطة رقابة ينبغي أن تستمر لفترة طويلة لكي يتأكد المضاربون ومستغلو الظروف من أنهم لن يستطيعوا استغلال القرارات في تحقيق المكاسب الحرام وفي نفس الوقت تحتاج البلاد لاستكمال المشروع القومي للطرق والتركيز علي الالتزام بآداب المرور لأنها توفر كميات لا يستهان بها من المنتجات البترولية تضيع في الانتظار والازدحام.
أما جريدة (الأهرام) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان “خطر الإرهاب” أن جماعة الإخوان المحظورة لم تجد بعد فشلها في حكم مصر، وخروج الملايين من المصريين في كل الميادين في 30 يونيو ضدها وطردها، إلا العودة إلى الأسلوب الوحيد الذي تجيده، وهو التخريب والقتل والحرق، والتحالف مع تنظيمات الإرهاب الدولي، ك”القاعدة” و”داعش”، لتنتقم من الشعب المصري.
وهكذا، تضيف الصحيفة، بات التحدي الأكبر الذي واجه المصريين بعد ثورتهم في 30 يونيو هو مواجهة هذا الإرهاب الإخواني، ونظرا لأن الإخوان، منذ بداية نشأتهم في عشرينيات القرن الماضي، يجيدون أساليب القتل والاغتيال والحرق والتدمير، فإنهم يراهنون الآن على هذا الإرهاب، ليعودوا إلى المشهد من جديد. وتابعت أن أهم ما أظهره أبناء الشعب المصري في ثورة 30 يونيو أنهم لا يقبلون من أي أحد إرغامهم على ما لا يريدون، ولذلك فإن محاولات الإخوان، أو غيرهم من فصائل وجماعات العنف لن تنجح، وسيظل المواطن المصري الطيب المتدين المتسامح يرفض هذه الجماعة.
وبلبنان، اهتم الصحف بالعملية الاستباقية التي نفذها الجيش أمس والتي فجر على إثرها انتحاريون أنفسهم شرق البلاد، إذ كتبت (الجمهورية) في افتتاحيتها أن الأجهزة الأمنية تثبت أن عينها الساهرة، التي ترصد حركة المجموعات الإرهابية في الداخل اللبناني وعلى الحدود السورية، نجت لبنان من كوارث حتمية كانت تنوي المجموعات الإرهابية إلحاقها بالجسم اللبناني.
وفي سياق هذا الجهد الاستثنائي، قالت أن الجيش حقق في الساعات الماضية “إنجازا نوعيا عبر عملية أمنية استثنائية” انقضت فيها الوحدات العسكرية على أوكار الارهابيين في مخيماتهم التي يحتلونها في منطقة عرسال (متاخمة للحدود السورية) وقتلت عددا منهم وقبضت على المئات، فيما كانوا يخططون لعمليات إرهابية في الداخل اللبناني على جانب كبير من الخطورة، ولا تستثني أي منطقة، سواء في البقاع او الجنوب وصولا الى بيروت.
وكشفت أن حصيلة العملية العسكرية أدت الى توقيف 336 شخصا من المخيمين السورين اللذين استهدفهما الجيش ومناطق قريبة منهما.
أما (الديار) فكتبت أن لبنان نجا من سلسلة تفجيرات ارهابية بفضل الحرب الاستباقية للجيش اللبناني ومديرية المخابرات، عبر تنفيذ عملية نوعية شكلت الضربة الاكبر للقيادات الارهابية من الصف الاول ولكوادر الصفين الثاني والثالث من (داعش) و(النصرة) و(فتح الشام) “حيث تساقطوا كأحجار الدومينو في معاقلهم الاساسية في مخيمي (النور) و(القارية) في عرسال وجرودها.
وقالت إن عدد المخيمات السورية داخل عرسال ومحيطها يتجاوز 112 مخيما حيث يقطن 1500 نازح سوري في مخيم (القارية) التابع ل(داعش)، و675 نازحا في مخيم (النور) التابع ل(النصرة) و(فتح الشام).
وأشارت الى أن عملية الجيش “كانت الأكبر لجهة حجم الخسائر في صفوف التنظيمين الإرهابيين ، وهذا الانجاز حظي باهتمام السفارات الكبرى والصغرى في لبنان، وتم الثناء عليه، كما حظي باهتمام وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية، وتصدر مقدمات نشرات كبريات وسائل الاعلام، واثنت كلها على دور الجيش اللبناني.
من جهتها، وتحت عنوان “ضربة نوعية للجيش في عرسال: مقتل 5 إنتحاريين وتوقيف العشرات”، فأبرزت أن الإجماع اللبناني حول العملية الاستباقية الناجحة للجيش اللبناني في مخيمين للنازحين السوريين في عرسال فرض بندا تقدم على ما سواه، رسميا ودبلوماسيا وأمنيا، بما شكله من ضربة نوعية للإرهاب في عرسال.
وكشفت نقلا عن “مصادر واسعة الاطلاع ” أن هذه العملية، التي كانت بتوقيت متزامن مع التحولات الميدانية في الموصل لغير مصلحة (داعش) بعد انهيار مركز “خلافتها” وكذلك في أرياف حلب ومدن سورية أخرى، وضعت القيادات العسكرية والأمنية أمام مرحلة جديدة من الحرب الاستباقية بوجه خطط إرهابية، لشن هجمات داخل الأراضي اللبنانية أو إيجاد ملاذات آمنة بعد الضربات في العراق وسوريا للمجموعات التكفيرية المتطرفة والارهابية.
وقالت إن المسألة باتت أبعد من الحرب الاستباقية اللبنانية ضد الإرهاب وخلاياه، لتطرح مسألة مخيمات النازحين، وكيفية التعاطي مع المخيمات غير الشرعية لهؤلاء في ظل الحاجة لإجراء تفاهمات مع الأمم المتحدة من أجل تسهيل عودة هؤلاء إلى المناطق الآمنة. وبالأردن، تناولت صحيفة (الرأي) تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الاتجار بالبشر، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يسعى فيه الأردن لتحسين التشريعات والإجراءات المتعلقة بمكافحة الاتجار بالبشر وحماية الضحايا، وجه التقرير الأمريكي انتقادات لعدم الالتزام بالمعايير الدنيا في هذا الشأن.
وأشارت إلى أن التقرير غض الطرف عن الإجراءات التي تقوم بها الحكومة لتحسين أدائها في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، واكتفى بالإشارة إلى “جهود الحكومة في مكافحة الاتجار بالبشر في عامي ٢٠١٦ و ٢٠١٥، مع التركيز على مديرية الأمن العام والجهود المشتركة التي تبذلها مع وزارة العمل لمكافحة الاتجار بالبشر والتحقيق في جرائم الاتجار المحتملة”.
ونقلت الصحيفة، في هذا الصدد، عن مصادر أن الحكومة تعكف على إعداد تقرير رسمي للرد على الملاحظات التي أوردها التقرير الأمريكي حول الاتجار بالبشر “حيث سيتضمن كافة الإجراءات التي تنفذها وستنفذها الحكومة في هذا المجال”.
من جانبها، تطرقت صحيفة (الدستور) لانتخابات المجالس البلدية واللامركزية المقرر تنظيمها في 15 غشت المقبل، مشيرة إلى أن الهيئة المستقلة للانتخاب أعلنت أن موعد الترشيح لهذه الانتخابات سيكون يوم بعد غد الاثنين لمدة ثلاثة أيام، وأكدت أنه لن يكون أي تمديد لمدة الترشح.
وفي الشأن ذاته، تضيف الصحيفة، كشفت الهيئة أنها ستقوم يوم غد الأحد بنشر جداول الناخبين النهائية للانتخابات البلدية واللامركزية، “والتي ستجري بموجبها هذه الانتخابات، فيما لن يجري عليها أي تعديل بالمطلق”، مشيرة في الوقت ذاته إلى إعلان الهيئة عن فتح باب اعتماد الصحفيين المحليين والدوليين لتغطية الانتخابات منذ اليوم السبت ولغاية الأول من غشت المقبل.
وفي موضوع آخر، أشارت صحيفة (الغد) إلى مواصلة الجيش السوري لقصف مناطق غير خاضعة لسيطرته قريبة من الحدود السورية الأردنية بغارات جوية، ونقلت عن مصادر سورية أن النظام السوري والميليشيات الموالية له يحاولون التقدم إلى مناطق تخضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة، بهدف الوصول إلى الحدود السورية الأردنية، وقطع طريق الإمداد في مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الشرقي والغربي من خلال غارات جوية مكثفة وقصف مستمر يطال مدن وبلدات وأحياء درعا.
وأضافت الصحيفة أن المصادر أعربت عن مخاوفها من التصعيد وتكثيف القصف والغارات الجوية على مدن وبلدات وأحياء درعا، واستخدام قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له الأسلحة الكيميائية.
وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان “مسيرة خير”، أن دولة الإمارات تمثل في عالم اليوم، واحدة من أهم الروافع التي تقود أنظار المنطقة إلى سياسات التنمية والبناء، والحرص على صيانة وحدة الصف، وتحديث معطيات الواقع، بما ينسجم مع تطلعات شعوب المنطقة .
وأبرزت في هذا السياق أن الإمارات، ترتبط في سياق دورها الريادي هذا، “بعلاقات تاريخية مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، تبني على أواصر الأخوة والتاريخ المشترك، ووحدة المصير، وهو ما يعكسه التنسيق المحكم بين قيادة البلدين، التي ظلت تؤكد أهمية دورهما المشترك في الحفاظ على أمن المنطقة وصون مكتسباتها، ورعاية مصالحها والدفاع عنها في وجه القوى الظلامية التي جبلت على الشر” .
وأكدت الافتتاحية أن الموقف المتناغم بين البلدين، لا يترك لأي دولة مارقة أو قوة خبيثة فرصة في تمرير سياسات تخريبية تريد بالمنطقة وشعوبها شرا، “وهنا، يبرز البعد الخليجي العربي، من خلال التكاتف المصري والبحريني مع مواقف المملكة والإمارات في مختلف القضايا المطروحة .
وفي البحرين، قالت صحيفة (الأيام) إن المملكة التي تنعم بالأمن والأمان، تمثل على الدوام الوجهة السياحية المفضلة للأفراد والعائلات في كل المناسبات والعطلات، مشيرة إلى أنه يستفاد من الأرقام التي صدرت داخليا وخارجيا عن حركة السفر والسياحة بدول مجلس التعاون الخليجي خلال عطلة عيد الفطر، احتلال البحرين مركز الصدارة على مستوى المنطقة في استقبال السياح والزوار خلال أيام هذه العطلة.
وأكدت الصحيفة أن خبراء السفر والسياحة يتوقعون أن تزدهر السياحة الخليجية المتجهة إلى البحرين في الأعوام القليلة القادمة، باعتبار “حالة الأمن والأمان المستتبة في البلاد”، وأسعار الخدمات السياحية الأرخص بها مقارنة بمثيلاتها بالدول المجاورة، وكذا الموقع الجغرافي المناسب للبحرين كبلد يقع في وسط الخليج تماما، مما يجعل عملية الوصول إليه ميسورة ودون مشقة وعناء بالنسبة لكل أبناء دول المجلس.
وعلى صعيد آخر، أعربت صحيفة (البلاد) عن الأمل في أن يتبنى النواب رؤية موحدة إزاء أي تشريع قادم قد يمس مدخرات صندوق احتياطي الأجيال القادمة، مشيرة إلى أن العوائد الإجمالية للصندوق بلغت 24.1 مليون دولار دون أدنى خسارة منذ إنشائه، ومشددة على أن أهداف الصندوق ومكتسباته للأجيال القادمة “لا يجب التفريط فيها تحت أي ظرف، وعلى النواب رفض أية فكرة من شأنها التعرض لموارد الصندوق”.
وأوضحت الصحيفة أن تبني فكرة تأسيس صندوق احتياطي الأجيال القادمة لم يتم إلا بعد دراسة متأنية وجادة لتجارب دول خليجية كالكويت والسعودية، وبعد أن تأكد نجاحها كأحد الخيارات أمام الأجيال القادمة، مبرزة أن الهدف الذي يرمي إليه الصندوق هو توفير المدخرات التي يمكن توجيهها للاستثمار وخلق المزيد من الفرص الوظيفية المباشرة، والتجربة برهنت نجاحها في الأوقات العصيبة بصفة خاصة بتلبية حاجات المواطنين.
وفي السعودية، أوردت جريدة (الرياض) مقالا توقع كاتبه أن تكون قمة العشرين التي ستعقد في مدينة هامبورغ الألمانية يومي سابع وثامن من الشهر الجاري واحدة من القمم الصعبة في تاريخ المجموعة، ذلك أنها تعد أول قمة يحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يحمل أجندة تختلف عن بقية الرؤساء الأميركيين الذين حضروا قمم المجموعة السابقة، متوقعا أن يحتدم النقاش فيها حول موضوعات من أبرزها التجارة الحرة. “فمن المفارقة العجيبة، يقول كاتب المقال، أن الولايات المتحدة التي كانت لردح طويل من أشد المدافعين عن التجارة الحرة انقلبت هذه المرة عليها. وبالمقابل فإن الصين الشيوعية سوف تكن في هامبورغ من أبرز المدافعين عن حرية التجارة. إنها علامة على أن النظام الاقتصادي العالمي يعيش مرحلة انتقالية”، معتبرا أن الدول التي لديها “نظرة ثاقبة ومتوازنة للأمور مثل المملكة والهند وغيرها سوف يعتمد عليها في ترجيح كفة النقاش بين مختلف الدول”.
وتحت عنوان “الاستثمارات السعودية .. قفزات نوعية”، كتبت يومية (الاقتصادية) في افتتاحيتها أن السعودية “تتقدم في امتلاكها أذونات وسندات الخزانة الأمريكية، وتحافظ على مرتبتها الـ11 في قائمة أكثر البلدان امتلاكا لهذا النوع من السندات”، معتبرة أن هذا التوجه يندرج في “صلب الحراك الاستثماري السعودي، الهادف إلى تنويع مصادر الدخل، إضافة طبعا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة”.
وأكدت الافتتاحية أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين الرياض وواشنطن “وصلت إلى أعلى مستوياتها وقيمتها في أعقاب رحيل الإدارة الأمريكية السابقة التي لم تترك مجالا حتى لحلفائها الغربيين أن يوطدوا العلاقات معها بسب سياستها الانعزالية”، مبرزة في نفس الوقت “قيمة وقوة الحراك الاقتصادي الثنائي بين السعودية والولايات المتحدة، وكذلك توقع نموه بصورة تصب في مصلحة الجانبين في آن معا”.
وفي موضوع آخر، كتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها أن تنظيم (داعش) الإرهابي بدأ “يلملم أوراقه مؤذنا بالانسحاب من الموصل إلى غير رجعة بعد أن عاث في تاريخها وبشرها وحجرها فسادا، وكأن منظمات الإرهاب والجريمة تلك كانت موكلة بتحطيم كل ما يمت للإنسانية وعمقها التاريخي والحضاري، ثم تنسحب من المشهد وكأن شيئا لم يكن، بعد أن تسببت في تدمير مدن الحضارة العربية وتقويض تراكم تراثها وإراقة دماء إنسانيتها”.
وقالت الصحيفة إن “ما جرى في الموصل وغيرها من مدن التاريخ العربي خلال ما يسمى بالربيع العربي يعد جريمة لا تغتفر في حق البشر والحجر والهوية، سواء كان ذلك التخريب والتهجير للإنسان العربي، حصل من جماعات إرهابية من هذا الجانب المذهبي أو من ذلك الجانب الذي لا يقل إجراما”، مؤكدة أن “الزمن العربي سيدوم له نوره المضيء والممتد في المستقبل رغم أنف دياجير الظلام والإرهاب والطائفية”.