افتتحت ، أمس الجمعة ، فقرات الدورة الثانية لمهرجان مكناس بأمسية طربية بامتياز استحضر فيها الفنان عبدو الشريف الزمن الجميل للأغنية العربية.
فبفضاء قاعة المركب الثقافي محمد المنوني التي ضاقت بجمهور غفير من عشاق الطرب الأصيل، أبدع الفنان الشريف في تأدية مختارات من روائع العندليب عبد الحليم حافظ الذي شكل في زمانه (سبيعينيات القرن الماضي) ظاهرة في الغناء العربي.
ورافقت الشريف في هذه الأمسية الفرقة الإسماعيلية للموسيقى العصرية برئاسة المايسترو منتصر احمالة، التي صفق لها الجمهور الحاضر طويلا “لحرفية” عزفها لصوامت ولمقطوعات من الأغاني المختارة من ريبرتوار عبد الحليم حافظ، أولاها رائعة “قارئة الفنجان”.
وغير بعيد عن المركب الثقافي محمد المنوني، انتصبت أربعة معارض فتحت أبوابها أمام الزوار في إطار المهرجان بحضور السادة عبد الغني الصبار عامل عمالة مكناس وعبد الله بوانو رئيس الجماعة الحضرية لمكناس وفرانسوا-كزافيي القنصل العام لفرنسا بمدينة فاس، وشخصيات أخرى.
وتتمثل هذه المعارض في منتدى الجمعيات وهو رواق يضم مختلف الهيئات الجمعوية بالحاضرة الإسماعيلية تنشط في مختلف المجالات، ومعرض للتعاونيات وآخر يعرض لمنتجات الزيتون، ورواق للطبخ المكناسي.
وصرح السيد عبد الله بوانو لوكالة المغرب العربي للأنباء أن حضور هذه الجمعيات بمختلف ألوانها في هذه الدورة، تأكيد على الدعم الذي يقدمه المجلس الجماعي لها، وعلى أن المهرجان يغطي كافة المرافق بالمدينة.
وأضاف السيد بوانو أن الغاية من هذه التظاهرة التي باتت موعدا سنويا، هي التعريف بمدينة مكناس والمساهمة في التنمية الثقافية والفنية والرياضية، “كسبيل لإخراج الشباب من الوضعية السلبية التي قد يقعون فيها إلى وضعية تجعلهم يساهمون في مختلف الأنشطة المحركة للتنمية بالعاصمة الإسماعيلية”.
ويتوق المنظمون إلى أن يلبي مهرجان مكناس في دورته الثانية (20 – 27 أكتوبر) مختلف أذواق الساكنة المحلية من خلال برمجة مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والاقتصادية.
ويتضمن الجانب الثقافي للدورة ندوات تتمحور حول مواضيع “مكناس في الأدب والفنون”، و “سيرة القصيدة .. شعراء يتحدثون عن تجربتهم الشعرية”، و”منظومة القيم بين الخصوصية والكونية”، و”الأدوار الجديدة للمجتمع المدني”.
أما الأمسيات الفنية، فتشمل كافة ملامح التراث والموسيقى بالمدينة كفن “الراب” الموجه للشباب، والفلكلور، وفنون الملحون والطرب الأندلسي والعيساوي، أو اللون الطربي الذي سيكون مسك ختام الدورة مع الفنانة سميرة سعيد، دون إغفال أمسية يحييها الفنان المصري حمزة نمرة.
وتتيح الدورة الفرصة للجمعيات والتعاونيات لعرض منتجاتها المحلية على مدى أسبوع كامل، بالإضافة إلى إبراز طاقات شباب المدينة في مختلف الأنشطة الرياضية المبرمجة.
ويقام المهرجان بمبادرة من الجماعة الحضرية لمكناس وبشراكة مع جامعة المولى إسماعيل، وبتعاون مع عمالة مكناس.