إبراز المكتسبات التي حققها المغرب في مجال النهوض بحقوق المرأة في ندوة ببروكسل

0 478

تم مساء أمس الجمعة ببروكسل إبراز المكتسبات التي حققها المغرب في مجال النهوض بحقوق المرأة، وذلك خلال ندوة نظمت بمبادرة من سفارة المملكة ببلجيكا حول موضوع ” النساء في المغرب : تحديات مجتمع متحول”.

وشكلت هذه الندوة مناسبة لتسليط الضوء على التطور الذي عرفته وضعية المرأة في سياق متحول يشهد دينامية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأبرزت رحمة بورقية، الباحثة في علم الاجتماع، التطورات التي حققها المغرب في مجال تحسين وضعية المرأة سواء على مستوى التشريعات أو النقاش العمومي، مؤكدة على الدور الذي تضطلع به المرأة حاليا في الانتقال الديمقراطي الذي تشهده المملكة.

وقالت إن معركة المرأة من أجل النهوض بحقوقها لا تخلو من صعوبات وتحديات بسبب الاختلاف حول مجموعة من القضايا والتي يتم تجاوزها بفضل النقاش المستمر الذي تضطلع فيه منظمات المجتمع المدني بدور هام، مذكرة في هذا الصدد بالنقاش المعمق الذي واكب إصلاح المدونة، وإشكالية العنف ضد النساء، والتحرش،…

كما شددت على دور المجتمع المدني وشبكات التواصل الاجتماعي في رصد ومراقبة تطور وضعية المرأة داخل المجتمع.

وأكدت، من جهة أخرى، على أن التطور الذي تشهده المرأة المغربية انعكس على منظومة القيم السائدة في المجتمع، مشيرة في هذا الصدد إلى قيمة المساواة التي أصبحت تتجذر بشكل تدريجي. وشددت في نفس الوقت على ضرورة تجسيد هذه القيم على أرض الواقع.

وفي المجال السياسي، أبرزت رحمة بورقية الخطوات التي قطعتها المرأة المغربية في هذا المجال خاصة على مستوى الرفع من تمثيلية النساء داخل المجالس المنتخبة، مؤكدة على ضرورة تكثيف الجهود حتى تضطلع المرأة بالمكانة التي تستحقها في تدبير الشأن العام.

وبالنسبة لربيعة الناصري، الأستاذة الجامعية والخبيرة في قضايا النوع وحقوق المرأة، فإن التطورات التي شهدها المغرب على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي انعكست بشكل إيجابي على وضعية المرأة التي أصبحت أكثر ولوجا للتعليم ولسوق الشغل مما ساهم في تعزيز مكانتها داخل الأسرة والمجتمع عموما.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن الإحصاء العام للسكنى والسكان لسنة 2014 كشف على أن 16 في المائة من الأسر المغربية تعيلها امرأة، وهي نسبة ترتفع في المجال الحضري إلى 19 في المائة.

ونوهت ربيعة الناصري بالدور الذي تضطلع به الحركات النسائية في المغرب من أجل صيانة وتعزيز حقوق النساء مشيرة إلى مختلف المكاسب التي تحققت لصالح المرأة كمدونة الأسرة، وقانون الجنسية، وحماية النساء من العنف، والحضور المتزايد للمرأة داخل الهيئات التمثيلية الوطنية والإقليمية.

كما أبرزت المكتسبات التي جاء بها دستور 2011 لصالح المرأة المغربية والذي كرس لأول مرة المساواة بين الجنسين في الحقوق المدنية، مما سيحفز المرأة على تكثيف جهودها للمطالبة بمزيد من الحقوق.

وسجلت ربيعة الناصري، بالمقابل، مجموعة من العراقيل التي لا زالت تحد من تطور المرأة المغربية وعلى رأسها نسبة الأمية المرتفعة والتي تصل إلى 42 في المائة و60 في المائة في العالم القروي، بالإضافة إلى ضعف الولوج إلى سوق الشغل كأجيرات والتي لا تتجاوز 27 في المائة، وغياب سياسة حكومية تساعد المرأة على التوفيق بين العمل خارج البيت ومسؤولياتها الأسرية.

وفي كلمة افتتاحية، قال سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر إن هذه الندوة تندرج في إطار سلسلة الندوات التي دأبت السفارة على تنظيمها حول الإنجازات التي حققها المغرب في مجموعة من المجالات وخاصة حقوق الإنسان ومكانة المرأة والسياسة الإفريقية للمملكة .

وأضاف أن السفارة ستنظم في نفس الإطار ذاته ندوتين الأولى حول انخراط المغرب في إفريقيا وتطوير الشراكة مع المتوسط وأوروبا، والثانية حول العيش المشترك.

قد يعجبك ايضا

اترك رد