افتتاح فعاليات الدورة التاسعة من منتدى ميدايز 2016 (1/2)

0 519

افتتحت، مساء أمس الأربعاء بطنجة، فعاليات الدورة التاسعة من منتدى “ميدايز”، الذي ينظمه معهد “أماديوس” تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بحضور شخصيات سياسية واقتصادية دولية وعربية ومغربية وازنة.

وذكر رئيس معهد أماديوس، السيد ابراهيم الفاسي الفهري، في كلمة بمناسبة افتتاح هذا اللقاء، أن هذه الدورة تشكل أكثر من أي وقت مضى فضاء حقيقيا للعمل والتفكير حول موضوع “من التجزيء إلى الإستدامة : ثورة في النماذج”، مبرزا أن اختيار موضوع الدورة يعكس الحاجة المستمرة لنماذج جديدة من أجل ضمان السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في العالم الذي يعاني من مناخ جيوسياسي غير مؤكد وبروز بؤر رئيسية لعدم الاستقرار مع انتعاش اقتصادي لا يزال معلقا.

وبعدما استعرض مختلف التهديدات التي تمس أمن واستقرار العديد من البلدان، خاصة سورية وليبيا والعراق واليمن، وظهور موجة من الشك وعدم اليقين بأوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ذكر أنه بات من الضروري إصلاح سياسة الجوار الأوروبية التي تعتبر أولوية لإعادة بناء أوروبا قوية.

وأكد المتحدث أن موضوع التنمية المستدامة واقتصاديات الدول الإفريقية الناشئة سيكونان في صلب المنتدى، مبرزا أن المغرب، بفضل القيادة والرؤية المستنيرة لجلالة الملك، قد أرسى دعائم التقدم الاجتماعي والاقتصادي على أساس مستدام لتحقيق أهداف تنمية بشرية متوازنة وشاملة.

وأوضح أن “المغرب، من خلال القيادة الملكية الحكيمة، قد دعا دوما إلى إرساء مقاربة شاملة للتنمية الاقتصادية قائمة على صيغة رابح-رابح التي تقدم استجابة فعالة لمخاطر التجزئة”، مشيرا إلى أن العديد من الزيارات والجولات الملكية في إفريقيا، والتي توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات تعاون وإطلاق مشاريع كبرى لتطوير المشاريع المشتركة، تعد جزء من هذه المقاربة.

وذكر أن “انفتاح المملكة على البلدان الإفريقية، التي لم يربطه بها سابقا أي تقليد للتعاون البيني، يعكس التوجه الإفريقي الطبيعي للمغرب،” مشددا على أن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي ستخلق دينامية جديدة داخل هذه المؤسسة الإفريقية وستؤكد، مرة أخرى، أن المغرب جعل من انتمائه الافريقي خيارا استراتيجيا.
من جهته، قال رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، السيد إلياس العماري، إن العالم يعرف تحولات جيوسياسية عميقة تتجلى تمظهراتها في الاقتصاد و السياسة، مبرزا أن العلاقات الدولية تشهد انزياحا جذريا يساير تحرك مواقع الأقطاب الكبرى في العالم، وموضحا أن التجاذبات القطبية أفرزت “نماذج اقتصادية شرعنت الاستعمار واستنزاف ثروات الطبيعة والشعوب”.

وأشار إلى أن هاجس توفير الأمن الغذائي للشعوب، و حماية كوكب الأرض من مخاطر التغيرات المناخية، كان ضمن الأولويات التي شددت عليها أشغال مؤتمر كوب 22 بمراكش، مضيفا أنه طفا على سطح هذه الأشغال توجه عام لدى ممثلي المجتمع المدني وشعوب دول الجنوب ينحو في اتجاه فتح المجال لعلاقات جديدة تتجه نحو تعزيز العلاقات جنوب-جنوب، و تقوية العلاقات الإقتصادية المتوازنة التي تراعي شروط التنمية المستدامة، وفق منطق خال من القطبية والتبعية.

وتشكل الدورة التاسعة لمنتدى ميدايز الدولي مناسبة لمناقشة نتائج أشغال مؤتمر “كوب 22″، والتوجهات الاقتصادية والطاقية التي يتعين نهجها، وآفاق تنمية افريقيا، وركائز التنمية البشرية والمستدامة، ممثلة في الصحة والتربية وانعدام المساواة القائمة على النوع والأمن الغذائي، وموضوع التهديدات الإرهابية وتعدد المخاطر الأمنية واصطدام الهويات في أوروبا وإفريقيا وفي العالم العربي.

وحسب معهد أماديوس، فإن المنتدى يوفر أرضية للمفاوضات بين القطاعين العام والخاص عبر إطلاق قمته الأولى للأعمال الرامية إلى استقطاب عدد كبير من رؤساء مقاولات المجموعات الكبرى المنحدرين من البلدان الصاعدة وكبار الفاعلين في القطاع المالي إلى جانب مسؤولين سامين من القطاع العام.

وتسعى دورة 2016 لمنتدى ميدايز، التي ستعرف مشاركة أزيد من ثلاثة آلاف مشارك و120 متدخلا من مستوى عال، من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وأصحاب القرار السياسي وأرباب كبريات المقاولات وخبراء وممثلو المجتمع المدني، إلى وضع مفهوم التنمية المشتركة المسؤولة في صلب الرهانات الافريقية، وستمكن من معالجة الصيغ الملموسة لإعادة تعريف العلاقات جنوب-شمال وتعزيز العلاقات جنوب-جنوب.

وقد فرض منتدى ميدايز، منذ إحداثه سنة 2008، نفسه كواحد من أكبر المواعيد الاقتصادية والجيوستراتيجية والسياسية الدولية بإفريقيا والعالم العربي.

قد يعجبك ايضا

اترك رد