الأستاذ محمد أملح يصدر تحقيقا لمصنف “حجة الغيور .. في الرد على صاحب الفكر الجاني عن أرباب الصدور” لمؤلفه الفقيه محمد فرفرة

0 824

صدر ،حديثا، عن منشورات جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، كتاب “حجة الغيور .. في الرد على صاحب الفكر الجاني عن أرباب الصدور” لمؤلفه الفقيه محمد فرفرة (1896-1952)، من تحقيق الأستاذ محمد أملح.

وفي تقديمه لهذا الكتاب، الذي جاء في 254 صفحة من القطع المتوسط، قال السيد عبد الكريم بناني، رئيس الجمعية، “إن هذا المصنف واحد من الكتب الغميسة طالما تطلع إليه الباحثون المهتمون بالتاريخ الثقافي والفكري لمدينة الرباط، الذي هو جزء من تاريخ الفكر المغربي بشكل عام”.

وذكر السيد بناني، في تصديره لهذا المصنف، بأن كتاب “حجة الغيور .. في الرد على صاحب الفكر الجاني عن أرباب الصدور”، “ظل ثاويا في شكل مخطوطة داخل خزانة هذه الأسرة، والتي توجد نسختها في حوزة ابنه المهدي فرفرة، وكادت أن يطويها النسيان، بل كادت يد الاندثار أن تأتي عليها، خاصة وأننا كنا نحسبها النسخة الوحيدة لهذا المصنف، الذي يضم مجموعة من تراجم أعلام الرباط، ممن تألقوا في فروع علمية عديدة، وخاصة ما يتعلق بمجالات دقيقة من بينها علوم الحساب والرياضيات”.

وأضاف أن الجمعية تأمل أن تكون بإخراج هذا الكتاب قد استجابت لرغبة العديد من الباحثين والمهتمين بتراث مدينة الرباط، مع سعيها الدائم إلى المساهمة في كشف وإنقاذ ذخائر التراث الفكري المغربي.

وتضمن محتوى هذا المصنف، إضافة إلى مقدمة المحقق، قسمين اثنين خصص الأستاذ أملح القسم الأول منهما لترجمة المؤلف وتقديم المتن مرتبا ذلك في أحد عشرا مطلبا حاول المحقق من خلالها استفاء مختلف جوانب حياته، ثم قدم للمتن موضوع التحقيق بالحديث عن موضوعه ومهج مؤلفه ومصادره، مع عرض للنسخ المعتمدة في التحقيق وبيان أوصافها.

وخصص القسم الثاني للمتن المحقق معتمدا في ذلك على منهج التحقيق الذي تقتضيه ضوابط هذا العلم، مختتما الكتاب بالفهارس التوضيحية المساعدة على ولوج الكتاب والتنقل بين صفحاته.

من جهته، سجل الأستاذ محمد احميدة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة بن طفيل بالقنيطرة)، في مقدمته لهذا الكتاب، بأن “حجة الغيور .. في الرد على صاحب الفكر الجاني عن أرباب الصدور” دفاع عن مكانة الرباط العلمية وتاريخها الفكري وإبراز لما أنجبته من أعلام في مجالات معرفية متعددة، وخاصة ما ورد في كتاب (الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي) للعلامة محمد الحجوي، واعتبر مسا بعلماء وفقهاء الرباط.

وأضاف الأستاذ احميدة أنه “إذا كانت كتابة محمد فرفرة في (حجة الغيور) منافحة عن تاريخ مدينته، وتدوينا للكثير من المعطيات التاريخية، وتسجيلا لتراجم العديد من الأعلام، فإن هذا المصنف يقدم، من زاوية أخرى، صورة لجانب من الاهتمامات المعرفية التي انشغلت بها فئة مثقفي زمن الحماية، وفي نفس الآن يبسط أمامنا ملامح من الروح النقدي الذي كان يسم بعض كتابات المرحلة، والذي لم ينحصر في الكتابة التأريخية أو الجدل الفقهي، بل نلمسه فيما جرى بين الأدباء، لم يسلم بعض ما دونوه من طابع الحدة”.

وأشار إلى أن محقق الكتاب وفر لهذا العمل جملة من القواعد التي يتطلبها التحقيق، من مقابلة بين النسخ، ووضع هوامش إيضاحية، وتعريف الأعلام، وأخرى توثيقية أو شارحة لمعنى أو لفظ، مع إشارات إلى مصادر ومراجع يقتضيها التبيان، بالإضافة إلى ضبط النصوص الشعرية، تسهيلا لقراءتها، كما وضع للنص المحقق فهارس مختلفة، تمهد للقارئ مداخل متعددة لاستفادة من المتن بأيسر السبل.

من جانبه، أوضح الأستاذ محمد أملح، محقق الكتاب، أنه في سياق إغفال التاريخ ذكر بعض علماء الرباط الذين كان لهم نصيب وافر في بناء صرح الثقافة المغربية والعربية، يأتي اهتمامه بإحدى الشخصيات الرباطية التي لم تنل حظها من العناية والتعريف، رغم جهودها العلمية والمعرفية في المشاركة في حفظ التراث العلمي التاريخي للمغرب، وهو الفقيه محمد فرفرة الرباطي وكتابه “حجة الغيور .. في الرد على صاحب الفكر الجاني عن أرباب الصدور”.

وهذا الكتاب، يضيف الأستاذ أملح، جعله الفقيه فرفرة في الرد على صاحب كتاب “الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي”، ورصد فيه تراجم جماعة من علماء الرباط يشهد لهم بالباع الطويل في عدد من العلوم.

يشار إلى أن الفقيه محمد بن عبد القادر فرفرة، وهو من مواليد مدينة الرباط سنة 1896م وتوفي بها سنة 1952م، أحد علماء الرباط الألمعيين، سخر حياته للعطاء في المجال العلمي والثقافي، خادما بذلك مدينته ورجالها، وكانت له مشاركات في التصنيف والتأليف مختصا في ذلك بتراث الرباط وأهله من ذوي العلم والمعرفة.

وخلف الفقيه محمد فرفرة عددا من التآليف والكتابات القيمة جلها يدور في فلك التاريخ والتراجم وبالأخص تاريخ الرباط وتراجم علمائه، ومن بينها “تاريخ الدولة العلوية” و”تاريخ العاصمة الرباط” و”تحقيق الارتباط إلى كتاب الاغتباط” و”تعاليق على لامية الزقاق” و”كناش تراجم ووفيات ووقائع تاريخية”، والعديد من تراجم العلماء والأعلام الرباطيين (الشيخ فتح الله بناني، العلامة محمد دينية، والخطيب محمد عاشور، وشيخ جماعة الرباط أبي حامد المكي البطاوري، والعلامة الوزير محمد الرندة، والمقدم الفقيه عبد السلام اكديرة، والفقيه محمد المدني بن الحسني، والعالم محمد المهدي متجنوش، والفقيه محمد بن عبد السلام السايح وغيرهم كثير …)، علاوة على كناش خطب جمع فيه الخطب التي كان يلقيها أيام كان خطيبا، وكناش مراسلات مع وجهات متعددة.

والأستاذ محمد أملح، وهو من مواليد مدينة تطوان سنة 1981، حاصل على شهادة الدكتوراه في الآداب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان سنة 2015م، ونال جائزة عبد الله كنون للدراسات الإسلامية والأدب المغربي (الجائزة الاستحقاقية الأولى) الدورة العاشرة 1437 هـ 2016م، وله قيد النشر كتاب “محمد المك ي الب ط اوري ومنهجه في شروحه الأدبية”، مع تحقيق كتابه “التنصيص على شواهد التلخيص”، وهو عبارة عن أطروحته لنيل الدكتوراه.

قد يعجبك ايضا

اترك رد