الألعاب الأولمبية الشتوية ببيونغ تشانغ.. الرياضة الروسية في مهمة صعبة لرد الاعتبار والظهور بوجه مشرف

0 519

بعد أشهر عديدة من الشد والجذب بين السلطات الروسية ومسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية، على خلفية ” اتهامات تتعلق بانتهاك قواعد مكافحة المنشطات والانخراط في برنامج للتنشيط الممنهج برعاية الدولة”، حطت بعثة المنتخب الروسي الرحال بكوريا الجنوبية للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستنطلق غدا الجمعة، رسميا، بمدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية.

والأكيد أن المشاركة الروسية في الدورة الحالية من الألعاب الأولمبية، التي يبلغ قوامها حوالي 389 رياضي ورياضية، لها “طابع خاص ومميز” عن الدورات السابقة، على اعتبار أنها ستكون، وللمرة الأولى في تاريخ الرياضة الروسية، تحت علم محايد وليس العلم الروسي، كما سيتم خلالها “منع المشجعين الروس من رفع علم بلادهم أو إظهار أي رمز يتضمن ألوان الراية الروسية على مدرجات المرافق الأولمبية”، بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية.

وبررت اللجنة الأولمبية، في بيان لها، هذا القرار، الذي أثار “سخط” الأوساط السياسية والرياضية في روسيا، وامتعاض فئة كبيرة من المواطنين الروس، بأن “استخدام رموز الدولة التي لا تشارك في الأولمبياد محظور”، مشيرة إلى أنه “سيتم قمع جميع المحاولات المخالفة لهذه القواعد”.

ولعل ما زاد الطين بلة وعقد الأمور أكثر فأكثر هو اتخاذ الهيئة الرياضية الدولية، في يناير الماضي، قرارا يقضي بتقليص عدد الرياضيين الروس، الذين يحق لهم المشاركة في الأولمبياد ، من 500 إلى 389 رياضيا فقط ممن اعتبرتهم “نظيفين من المنشطات” ، وحرمان مجموعة من الرياضيين البارزين كمتسابق البياتلون أنطون شيبولين، والمتزلج سيرغي أوستيوغوف، إضافة إلى ركائز منتخب روسيا لهوكي الجليد، من المشاركة في هذا العرس الرياضي العالمي، وهو ما يمثل، بحسب المتابعين، “خسارة كبرى للرياضة الروسية يصعب تعويضها”.

ورأى المحلل السياسي الروسي، سيرغي مدفيديف، أن “الرياضة منصة هائلة لإعطاء صورة جيدة ولائقة عن البلدان، حيث مكنت أولمبياد سوتشي التي بصم فيها الرياضيون الروس على حضور متميز من إعطاء صورة متميزة عن روسيا في الخارج”، لكن غياب المنتخب الروسي عن أولمبياد بيونغ تشانغ يعتبر “ضربة قوية وموجعة للرياضة الروسية”.

وبالرغم من الحزن والأسى الذي انتاب الشارع الروسي والطبقة السياسية بالبلاد إثر قرارات اللجنة الأولمبية التي اعتبروها “قاسية ” و”مهينة” و”ضربة موجعة” بالنسبة لروسيا، قال رئيس اللجة الأولمبية الروسية، ألكسندر يوكوف، في تصريح صحفي”بالرغم من كل ما حصل، فمعظم الرياضيين الروس أعربوا عن رغبتهم في المشاركة في هذا الحدث الرياضي، وأكدوا أنهم سيسعون جاهدين للبصم على مشاركة متميزة، ورسم البسمة على شفاه الشعب الروسي”.

بدورها، صرحت صوفيا فيليكايا، رئيسة لجنة الرياضيين باللجنة الأولبية الروسية، “الرياضيون الذين سيمثلون روسيا في مختلف الألوان الرياضية الحاضرة في الألمبياد الشتوي واعون تماما بما ينتظرهم، ورغم أنهم يدركون أن علم وألوان روسيا لن تكون حاضرة، إلا أنهم عاقدون العزم على الظهور بوجه مشرف وإسعاد الجماهير”.

أما وزير الرياضة الروسي، بافل كولوبكوف، فأكد، من جانبه، أن روسيا “تراهن خلال هذا الحدث الرياضي العالمي على منتخب شاب يملك الكثير من الموهبة والطموح” ،مشيرا إلى أن “الرياضيين الروس الذين منعوا من المشاركة سيواصلون بمعية محاميهم الدفاع عن حقوقهم في المحاكم الرياضية المختصة”.

وكان الروس قد تنفسوا الصعداء بعدما قضت محكمة التحكيم الرياضية الدولية، في فاتح فبراير الجاري، ببراءة 28 رياضيا روسيا من تهم المنشطات، وألغت قرار اللجنة الأولمبية الدولية بتجريدهم من ميدالياتهم خلال أولمبياد 2014 التي استضافتها مدينة سوتشي الروسية، وحرمانهم من المشاركة في الأولمبياد مدى الحياة، لكن اللجنة الأولمبية الدولية “كان لها رأي آخر” ورفضت، في خطوة اعتبرها الروس “مستفزة”، دعوة 15 روسي من ضمن هؤلاء، للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في بيونغ تشانغ.

وجاء الرد الروسي سريعا، حيث دعا وزير الرياضة الروسي، بافيل كولوبكوف، في تصريح له، اللجنة الأولمبية الدولية “للاعتراف” بقرار محكمة التحكيم الرياضي، وأبرز أن تصريح اللجنة الأولمبية الدولية “غريب، لكونه ينتهك قواعد الميثاق الأولمبي، مما سينعكس بكل تأكيد على تطور الحركة الأولمبية”.

بدوره، صرح نائب رئيس لجنة الرياضة في مجلس النواب الروسي ، بأن اللجنة الأولمبية الدولية “ليست تجارة خاصة”، ويجب أن “تكون موضوعية” ، موضحا في هذا الصدد أنه بهذا القرار، “وضعت اللجنة نفسها خارج إطار القانون”.

وبالرغم من نفي السلطات الروسية المتكرر “إنخراط الدولة فى نظام ممنهج لتعاطي المنشطات “، فإنها “تعهدت، مع ذلك، بالعمل مع الهيئات الرياضية الدولية للحد من استخدام العقاقير المحظورة” ،وتحسين صورة البلاد الرياضية أمام العالم أجمع .

ويرى العديد من الخبراء أنه “لا خيار أمام روسيا، في المستقبل، سوى الامتثال للقواعد والمعايير ،التي تفرضها اللجنة الأولمبية الدولية والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ،لتجنيب رياضييها إمكانية الغياب عن المنافسات الرياضية العالمية”، سواء تعلق الأمر بالألعاب الأولمبية أو بطولة العالم لألعاب القوى أو غيرها من المنافسات الرياضية الدولية الوازنة.

قد يعجبك ايضا

اترك رد