الإرهاب بإفريقيا يبقى أحد أشكال النزاعات غير المتماثلة الأكثر حدة ( منتدى)

0 562

أكد المشاركون في الدورة التاسعة لمنتدى إفريقيا للأمن، اليوم الجمعة بمراكش، أن الإرهاب بإفريقيا يبقى أحد أشكال النزاعات غير المتماثلة الأكثر حدة، خاصة بعد الفراغ الذي نشأ في أعقاب تلاشي نظام القطبية الثنائية وبروز، وعلى نحو تدريجي، قوى جديدة مما سهل تشتث أهم أسس التأثير العالمي.

وأضافوا، خلال جلسة عامة حول موضوع ” إفريقيا في مواجهة التحديات غير المتماثلة وأعداء الحقبة الرقمية” في إطار هذا المنتدى المنظم يومي 9 و10 فبراير الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الإرهاب، الذي يعد تمرة عدة عوامل، يعتبر أحد أهم عناصر عدم الاستقرار التي تعاني منها حاليا هذه القارة، مبرزين أن هذه الآفة تتغذى من القضايا الداخلية والخارجية.

واعتبروا أن هذه الظاهرة لا يمكن التغلب عليها بدون انخراط جماعي من قبل كل الفاعلين بالمنطقة بما فيهم مؤسسات الدولة، مبرزين أن الإرهاب، وكما هو الشأن بالنسبة للجريمة المنظمة أو القرصنة في البحر، تعتبر ظواهر، مألوفة، لانعدام الأمن بالمنطقة، غير أنها أخذت زخما في عالم ينحو نحو انعدام المرجعيات، لتصبح نزاعات غير متماثلة موجهة ضد الأنظمة القائمة.

وأوضح المتدخلون أن العولمة ساهمت في تعدد مواطن الاقصاء وغياب المساواة، وخلق مناطق خارجة عن سيطرة الدول، والتي ينضاف إليها التطور الهائل للتكنولوجيا الحديثة، معربين عن أسفهم من كون هذه العوامل أصبحت تتضافر مع أخرى، لتجعل من الإرهاب ظاهرة دولية، أتاحت للعناصر الإرهابية تملك آليات التأثير واستغلال العوامل المرتبطة بالهشاشة داخل الدول.

وفي هذا الصدد، سلط الممثل الخاص للإتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، السيد أنجيل لوسادا، الضوء على الوضعية الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، مع التركيز على أثرها على القارة بأكملها، مبرزا أن هذه المنطقة تعد حاليا موطنا لجميع الأزمات سواء المتعلقة منها بالجانب الأمني أو الاقتصادي أو الديمغرافي أو السياسي أو المناخي.

من جهته، سجل نائب رئيس أركان القوات البحرية بالبنين جون ليون أولاتوندجي، أنه بالنظر إلى هذه التحولات المستمرة المهددة للأمن، يتعين العمل على تعزيز التعاون لمحاربة هذه الظواهر، والسهر على ملاءمة آليات الردع من أجل تجفيف منابع الارهاب والآفات الأخرى.

أما مدير مركز الإتحاد الأوروبي للأقمار الصناعية السيد باسكال لوغي، فسلط الضوء، من جانبه، على مجموعة من العوامل المرتبطة بانعدام الأمن بإفريقيا، خاصة التهديد الإرهابي، وانتشار تجارة الأسلحة، وارتفاع مستوى الهجمات ضد القوات الوطنية، وتكتل الجماعات الإرهابية، وتزايد نشاط الفصائل المتمردة، مشددا على أن التصدي لهذه التحديات يستدعي تضافر الجهود الأمنية من أجل ايجاد حل شامل.

وقال إن أمن واستقرار القارة يبقى مطلبا لا غنى عنه لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، مؤكدا على الترابط الوثيق بين الأمن والتنمية ذلك أنه بدون أمن لن تتحقق أية تنمية أو استغلال للمؤهلات الكبيرة التي تزخر بها إفريقيا، كما أنه ليس هناك أمن بدون تنمية.

ويروم هذا المنتدى، المنظم حول موضوع “التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات بإفريقيا ” بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، تسليط الضوء على الحالة الراهنة للأمن بالقارة الإفريقية وكذا على التحديات الكبرى التي يجب على القارة مواجهتها .

ويلتئم في هذا المنتدى، حوالي 300 مشارك رفيع المستوى من بينهم مسؤولين مدنيين وعسكريين ومسؤولين عن منظمات دولية وأمنيين وخبراء من إفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا، بغرض التحليل والمناقشة وتبادل التجارب .

ويناقش المشاركون في هذا المنتدى محاور ترتبط بالخصوص ب”إفريقيا في مواجهة التحديات الغير متماثلة وأعداء الحقبة الرقمية” و”الاتحاد الإفريقي في مواجهة تحديات السلم والأمن بالقارة الإفريقية (التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات)”، و”مكانة الاستخبارات في الهندسة الأمنية لمحاربة الإرهاب” و”الاستراتيجية المغربية في محاربة التطرف العنيف” و”منطقة الساحل والصحراء، عودة التهديد بين الإرهاب المنظم العابر للحدود والمليشيات المسلحة” و”مقاربة النوع في محاربة التطرف والإرهاب ” .

قد يعجبك ايضا

اترك رد