تمكنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من الفوز بولاية رابعة في الانتخابات التشريعية التي جرت اليوم الاحد، لكنه فوز بطعم مر بعد ان فقد حزبها الكثير من الاصوات مقارنة بانتخابات 2013 ودخول حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي البرلمان لاول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت ميركل إن نجاح اليمين الشعبوي اختبار للألمان، مضيفة “بالطبع كنا نتمنى نتيجة أفضل قليلا. ولكن علينا ألا ننسى أننا انتهينا للتو من فترة تشريعية كانت تمثل تحديا غير عادي”
وأعربت عن سعادتها “لتحقيقنا الأهداف الإستراتيجية لحملتنا الانتخابية”، مضيفة “إننا أقوى حزب ولدينا التفويض لتشكيل الحكومة المقبلة”.
وحقق حزب البديل الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات اختراقا تاريخيا حيث وعد ب”تغيير هذا البلد” إذ صرح الكسندر غولاند الذي شارك في تزعم قائمة الحزب “سنغير هذا البلد (…) سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا”.
ويرى المحللون السياسيون أن ولوج اليمين الشعبوي البرلمان يعني أنه سيواصل التأثير على السياسة الداخلية، اي انه أنه سيشارك، قليلا أو كثيرا، في اتخاذ القرار فيما يخص مسار السياسة الداخلية في ألمانيا.
وتراوحت تعليقات الصحف الالمانية على دخول حزب البديل البرلمان بين التشاؤم والتفاؤل حيث اعتبرت صحيفة”زود دويتشه تسايتونغ” انه “خطوة تاريخية إلى الوراء بالنسبة للمجتمع الألماني و أمر مرير بالنسبة للثقافة الديمقراطية وضربة ضد أول مادة في القانون الأساسي (الدستور الألماني)، التي تحمي كرامة جميع الناس بما في ذلك اللاجئين”.
أما صحيفة “بيلد” الواسعة الانتشار فترى انه “كان من الممكن أن يأتي كل شيء أسوأ. أنغيلا ميركل دافعت على كل حال عن منصب المستشارية، وحزب البديل لم ينتفخ ليصبح في مستوى حزب شعبي. وإذا كان هذا كافيا لنتحدث عن انتصار لميركل فإن كل شيء يكون قد قيل حول النتيجة”.
ويطالب حزب البديل بالانسحاب من الاورو أو تقوية الاستفتاءات الوطنية ،إضافة الى اتخاذ إجراءات صارمة بخصوص ملف الهجرة واللاجئين، ويؤكد أن الإسلام ليس جزء من ألمانيا.
واسفرت الانتخابات حسب النتائج الاولية الجزئية التي أعلنت عنها وسائل الاعلام الالمانية، عن فوز الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل ب 32،9 في المائة من الاصوات متبوعا بالحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 20،5 في المائة وحزب البديل بنسبة 12،9 في المائة.
وحصل كل من الحزب الديمقراطي الحر وحزبي اليسار و الخضر على التوالي على 10،7 في المائة و9،2 في المائة و8،9 في المائة من الاصوات. وأعلن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي مني بهزيمة مدوية أنه لن يشارك في ائتلاف حكومي مع المحافظين في حكومة جديدة برئاسة انغيلا ميركل، ويفضل الاصطفاف في المعارضة.