الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع مراكش تستنكر

0 575

في سياق دولي يتسم بتنامي التفكير الاصولي الماضوي، في مجموعة من أقطار العالم، كنتيجة لواقع سياسي واقتصادي يضرب كل أشكال القيم الإنسانية الكونية عرض الحائط. رغم وقفات بعض المفكرين والفلاسفة ضد كل اشكال اللاعدالة واللاديمقراطية وضد الحرب والغطرسة، ودعواتهم المستمرة والدائمة للسلام والعدل والحرية، الا أن غياب الارادة السياسية وسيطرة التوحش، ضيق على نور الفكر النقدي المترجم الأول للقيم الكونية في الأنظمة المدرسية.
وبحكم الارتباط المحلي/الوطني بالكوني، نجد أن المغرب، رغم كل طموحات النظام المدرسي، الا أن جوهره يكرس ما هو قائم، وتعتبر المدرسة العمومية رافعة التنمية الفكرية والاجتماعية وبوابة الرقي والتطور، لكن ومع هذا أصبحت مهددة بفعل مجموعة من البرامج التي تروم الى ضرب مجانية القطاع التعليمي. ويستدعي الدفاع عن المدرسة العمومية تكاثف كل طبقات المجتمع الفقيرة.
إن الفلسفة تكسب المتعلم فن فهم الواقع والتربية على الاختلاف، واكتشاف السؤال الحقيقي، وكل ذلك على أساس مناهج التفكير العامة التي صاغتها الفلسفة وتصوغها. كما تعلم كيف نقرأ التاريخ، والظاهرة في تاريخيتها، وما المنهج التاريخي إلا البحث عن العوامل الفاعلة الموضوعية والذاتية وترابطها التي خلقت هذه الظاهرة أو تلك. وهذا ما يجعلها غير مرغوب فيها.
يأتي قرار وزارة التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، رقم 3295.17 (6 ديسمبر 2017) الصادر بالجريدة الرسمية عدد 6647، بتاريخ 12 فبراير2018، والمتعلق بإقصاء مادة الفلسفة في الثانية باكالوريا والاولى باكالوريا بالشعب والمسالك المهنية، ليهمش دور الفلسفة، كفن التفكير والنقد والنظر.
ويعد قرار تغييب الفلسفة تدريسا وتقويما في المسالك السالفة الذكر، بمثابة تغييب لآليات التفكير وحرمان العقل/التلميذ من أحد أهم منابع تعزيز كفايات التحليل، النقد، التركيب والفهم.
من خلال ما سبق تعلن الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع مراكش مايلي:
• استنكارها للهندسة البيداغوجية الممنهجة في مسالك الباكالوريا المهنية، والتي يقتصر تدريس الفلسفة فيها فقط على الجذوع المشتركة.
• استنكارها الشديد للقرار رقم 3295.17 (6 ديسمبر 2017) الصادر بالجريدة الرسمية عدد 6647، بتاريخ 12 فبراير2018، الرامي لإقصاء الفلسفة تقويما وتدريسا في مسالك الباكالوريا المهنية.
• مطالبتها بالتراجع الفوري عن القرار، وكل الاشكال التي من شأنها التضييق على مادة الفلسفة.
• مطالبتها بتعميم التعليم وعلميته مع ضرورة تجويده للرفع من قيمته.
• تشبتها بمجانية التعليم ورفضها لكل اشكال الخوصصة للميدان.
• عزمها الدخول في أشكال نضالية ديمقراطية من اجل التصدي لكل اشكال التضييق والاقصاء لمادة الفلسفة.

قد يعجبك ايضا

اترك رد