الخطاب الملكي السامي شكل منعطفا هاما في علاقات المغرب مع إفريقيا ومع دولة السنغال (أستاذ باحث)

0 446

قال الأستاذ أحمد بلقاضي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، إن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب جلالة الملك محمد السادس، مساء أمس الأحد، إلى الأمة من السنغال بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء، “شكل تحولا كبيرا، ومنعطفا هاما في علاقات المغرب مع إفريقيا، ومع دولة السنغال الشقيقة”.

وأبرز الأستاذ بلقاضي، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، الأهمية الكبيرة للسياق الذي يأتي فيه هذا الخطاب الملكي السامي، حيث أشار، في هذا الصدد، إلى الزيارات العديدة التي قام بها جلالة الملك للعديد من دول غرب ووسط إفريقيا، وبعد الزيارة الأخيرة لكل من رواندا وتنزانيا، إضافة إلى كونه يأتي بعد خطاب الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء الذي وجهه جلالته للشعب المغربي من عمق الصحراء المغربية، من مدينة العيون.

وأضاف أن خطاب الذكرى 41 للمسيرة الخضراء يكتسي بعدا استراتيجيا على عدة مستويات أولها أن جلالة الملك ألقى هذا الخطاب من دولة شقيقة وهي السنغال، ما يدل على عمق العلاقات المغربية السنغالية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي وإنما على مستوى أهمية هذا البلد على الصعيد الديمقراطي وعلى المصداقية التي يحظى بها على مستوى القارة الإفريقية، وداخل الاتحاد الإفريقي، ناهيك عن تعلق الشعب السنغالي بأمير المؤمنين من خلال الحضور المتميز للزاوية التجانية بالسنغال.

أما المستوى الثاني فيترجمه قرار المغرب العودة لمكانه الطبيعي داخل الاتحاد الإفريقي، والذي أضحى مسألة وقت فقط، خاصة بعد تكثيف وبناء علاقات متميزة مع جل الدول الإفريقية، وذلك في أفق دحض مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة من داخل هذا المنتظم الإفريقي.

ولاحظ الأستاذ أحمد بلقاضي أن وضع خريطة القارة الإفريقية في الصورة خلف جلالة الملك أثناء إلقاء خطابه السامي، له أكثر من دلالة ومن اعتبار بالنسبة للقارة السمراء التي أصبحت خيارا استراتيجيا للمغرب على كل المستويات، ومن ضمنها المستوى الاقتصادي، حيث يعتمد المغرب في علاقاته مع الدول الإفريقية على مقاربة رابح-رابح.

أما على المستوى الأمني فإن المغرب يتبنى مع شركائه الأفارقة مقاربة تشيد بها كل القوى الكبرى، والتي أتت أكلها اتجاه الشبكات الإرهابية العابرة للحدود، وشبكات تهريب المخدرات، ناهيك عن سياسة المغرب في ميدان الهجرة الرامية لاستقبال المهاجرين الأفارقة، والذين تبنى المغرب اتجاههم سياسة اندماجية حولته من بلد عبور إلى بلد استقرار بالنسبة للمهاجرين من دول جنوب الصحراء.

وأبرز الأستاذ بلقاضي تزامن الخطاب الملكي مع تنظيم المغرب لمؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية، والذي اعتبر أن من شأنه أن يلفت انتباه القوى العظمى ومختلف دول العالم للقارة الافريقية كقارة للمستقبل بفضل خيراتها الطبيعية ومؤهلاتها البشرية وقلة تأثيراتها السلبية على تلوث كوكب الأرض وما يشهده من خلل في المنظومة المناخية.

وخلص الأستاذ بلقاضي إلى أن المملكة المغربية تقدم، من خلال علاقاتها مع الدول الإفريقية، ومن خلال الخطاب الملكي السامي ليوم 6 نونبر 2016، نموذجا يحتذى به في ميدان العلاقات الدولية وعلاقات الانتماء للقارة الإفريقية المبنية على مقاربة جديدة لعلاقات جنوب-جنوب والمرتكزة على مبدأ رابح-رابح.

قد يعجبك ايضا

اترك رد