دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الأحزاب في بلاده إلى تحمل مسؤليتها السياسية، في أعقاب فشل جهود تشكيل ائتلاف حكومي بعد انسحاب الليبراليين من المفاوضات التي انطلقت منذ شهر بين الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر.
وقال شتاينماير اليوم الاثنين في قصر الرئاسة (بيلفو) في برلين، إن جميع الأحزاب المنتخبة في البرلمان ملزمة بالعمل من أجل الصالح العام “وهي تخدم بلادنا، وأنا أنتظر من الجميع استعدادا للمحادثات من أجل جعل تشكيل ائتلاف حاكم ممكنا في المستقبل المنظور”.
وأضاف “من كان يسعى في الانتخابات للفوز بالمسؤولية السياسية، لا ينبغي له أن يتنصل منها عندما تكون في يديه”، مضيفا ” هذه هي اللحظة التي يتعين فيها على الجميع التوقف مرة أخرى ومراجعة مواقفهم”.
وتابع الرئيس الالماني أن الأحزاب سعت خلال الانتخابات من أجل تحمل المسؤولية عن ألمانيا “وهي مسؤولية لا يمكن، حتى وفقا لتصور القانون الأساسي، ردها ببساطة إلى الناخبين”.
وأضاف شتاينماير” نحن نقف الآن أمام موقف لم يحدث في تاريخ جمهورية ألمانيا منذ نحو 70 عاما”.
وكان الحزب الديمقراطي الحر الألماني أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الاحد عن فشل المحادثات الاستكشافية لتشكيل ائتلاف “جامايكا” (مع تحالف المستشارة انغيلا ميركل المسيحي وحزب الخضر).
وقال رئيس الحزب كريستيان ليندنر إن المحادثات انهارت بسبب عدم بناء الثقة بين الأحزاب المتفاوضة. مضيفا أن أطراف التفاوض فشلوا أيضا في الاتفاق على رؤية لتحديث ألمانيا. وقال “من الأفضل ألا نحكم بدلا من أن نحكم على نحو خاطئ”.
وأعرب شتاينماير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن اعتقاده بأن تشكيل حكومة دائما ما يكون عملية صعبة، لافتا إلى أن التكليف بتشكيل حكومة، يمثل تكليفا رفيع المستوى أو أرفع تكليف يوجهه الناخب إلى الأحزاب.
وأوضح أنه سيجري محادثات خلال الأيام المقبلة مع رؤساء كل الأحزاب التي شاركت حتى الآن في المحادثات الاستكشافية، و أيضا مع رؤساء أحزاب لا تستبعد قطاعات في برامجها تشكيل حكومة ائتلافية.
ومن المرجح أن شتاينماير يعني بذلك الحزب الاشتراكي الذي أعلن حتى الان استبعاده القاطع للدخول في ائتلاف مع تحالف ميركل.
وكانت المستشارة أنغيلا ميركل التقت الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في قصر الرئاسة “بيلفو” لبحث مستجدات الوضع عقب فشل مفاوضات تشكيل ما يعرف بحكومة “جامايكا” الائتلافية.
وأرجأ شتاينماير زيارة مخططة له في ولاية شمال الراين-ويستفاليا عقب إعلان فشل المفاوضات.
ومن بين السيناريوهات التي تم طرحها للخروج من الازمة السياسية، العودة الى صناديق الاقتراع والتي لا يمكن أن تتم الا ذا قام الرئيس فرانك – والتر شتاينماير بتمهيد الطريق أمام ذلك.