الشيلي..أكاديميون يبرزون بفينيا ديل مار دور المغرب في مد الجسور الثقافية مع أمريكا اللاتينية

0 608

سلط أكاديميون، أمس الثلاثاء بفينيا ديل مار، الضوء على دور المغرب في تشييد الجسور الثقافية مع أمريكا اللاتينية، وذلك خلال ثاني أيام المؤتمر الدولي حول الدبلوماسية الثقافية وحوار الحضارات.

و فضلا عن مكانة الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية ودوره كجسر ثقافي مع أمريكا اللاتينية، استعرض المتدخلون في النقاشات، التي احتضنتها المدينة الشيلية الملقبة بجوهرة المحيط الهادي، حضور المغرب وثقافته في كتابات كبار المؤلفين بأمريكا اللاتينية.

و برأي ماريا كوداما، أرملة الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس (1899-1986)، فإن أسفار هذا الأخير إلى المغرب تركت لديه انطباعا جميلا عكسه في بعض من كتاباته.

و عادت الجامعية والكاتبة والمترجمة كوداما بالذاكرة إلى سفرها في ثمانينات القرن الماضي مع بورخيس إلى مراكش، مؤكدة أن الراحل كان من أشد المعجبين بحضارة و ثقافة الدول العربية، من بينها المغرب، و التي كثيرا ما كانت حاضرة في كتاباته خاصة في قصته “الملكان و المتاهتان” (لوس دوس رييس ولوس دوس لابيرينتوس) ضمن عمله الشهير “الألف”، و التي أطلق فيها بورخيس العنان لخياله لنسج قصة مستمدة من الثقافة و الحضارة العربية.

و بالنسبة للكاتبة الأرجنتينية، الذي تتقن العديد من اللغات و تشارك في أعمال الترجمة، فإن المغرب، أرض التنوع الثقافي و التسامح والانفتاح و التعايش، غني بثقافته و حضارته و تعددية مجتمعه.

و من جانبه، أكد حسن بوتكة، أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن الدراسات الإسبانية بالمغرب تدخل ضمن العمل الدبلوماسي للجامعات من أجل إشعاع الثقافة والحضارة المغربية.

و أضاف بوتكة أن الترجمات الأكاديمية لمختلف الأعمال المكتوبة باللغة الإسبانية تجعل القارئ أقرب إلى خيال المؤلفين و عوالمهم، مشيرا إلى أن طبع الكتب المترجمة ونشرها تضع الأساس لفتح آفاق جديدة للمعرفة المتبادلة و التواصل بين المغرب وأمريكا اللاتينية.

و في نفس السياق، سلط عبد اللطيف ليمامي، أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، الضوء على الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية.

و أبرز ليمامي، الذي توقف عند قصص الأستاذ مولاي أحمد الكامون، ثراء الاختلافات بين المجتمعات وتأثيرها القوي على مفهوم الآخر والتفاهم بين الثقافات.

و نظم المؤتمر الدولي حول الدبلوماسية الثقافية بالشيلي يومي الاثنين و الثلاثاء الماضيين تحت شعار “الدبلوماسية الثقافية جسر للحوار بين الحضارات”.

و شارك في هذا اللقاء الدولي، الذي نظمه المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات و سفارة المملكة المغربية في الشيلي بسانتياغو و فالبارايسو، ثلة من الأكاديميين والباحثين والدبلوماسيين والسياسيين لمناقشة موضوع الدبلوماسية الثقافية.

و شكل المؤتمر مناسبة للباحثين والخبراء للتطرق لمختلف جوانب الدبلوماسية الثقافية ودورها في عالم اليوم، والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى تبادل التجارب و الخبرات والأفكار المستقبلية.

و أتاح اللقاء أيضا فرصة لتقديم وجهات نظر جديدة حول الدبلوماسية الثقافية والعلاقات الدولية والتاريخ والثقافة.

قد يعجبك ايضا

اترك رد