العرائش : مهرجان “ماطا” يحشد 220 فارسا خلال دورته الثامنة

0 506

يشارك أزيد من 220 فارسا وثلة من الفنانين المغاربة في الدورة الثامنة لمهرجان ماطا المنظمة بين 11 و 13 ماي الجاري، بقرية زنيد بجماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش، تحت شعار “ماطا تراث حضاري ورافعة أساسية للتنمية الاقتصادية”.

وتحتفي الدورة الثامنة من مهرجان ماطا، الذي تنظمه الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بلعبة “ماطا” التي تعتبر تقليدا قديما من تراث المنطقة الشمالية وتظاهرة متوارثة بين أبناء منطقة بني عروس أبا عن جد، إذ تشكل جسرا واصلا بين حاضر فاعل، ومستقبل قيد التكوين.

واعتبر بلاغ للمنظمين أن تقليد “ماطا” أسس له الولي الصالح مولاي عبد السلام، الذي لم يشأ لها أن تكون فضاء للتسلية وحسب، بل، امتداد مجتمعي للمدرسة الصوفية المشيشية الشاذلية في حث الناس على التحلي بشجاعة الفرسان.

يهدف المهرجان بالأساس، إلى التعريف بالموروث الحضاري والثقافي لقبيلة بني عروس، والحفاظ عليه، والمساهمة في إبراز وتطوير المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي تتميز بها المنطقة، حيث ستكون لعبة “ماطا” الجوهر الأساسي للمهرجان، الذي سيخصص أيضا حيزا لمجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، ومعارضا لمنتوجات الصناعة التقليدية للمنطقة.

وأضاف البلاغ أن لعبة “ماطا” شهدت من خلال المهرجان تحولا كبيرا، إذ أصبحت لعبة وطنية رسمية تؤرخ، في ثلاثة أيام، لفنون الفروسية في الهواء الطلق، معتبرا أن اللعبة تستمد قوتها من ماضيها التليد.

وعلى المستوى التنظيمي، سهرت الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي على تنظيم سبع دورات متتالية، نجحت في التعريف بالموروث الحضاري والثقافي لقبيلة بني عروس، وإبراز المؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي تتميز بها، والتعريف بهذه التظاهرة على المستوى الدولي، حيث عملت على وضع قوانين وقواعد لممارستها، لتصبح لعبة وطنية تمارس بمختلف جهات المملكة وفق ضوابط محددة، في أفق إحداث منتخب وطني.

وتعتبر لعبة “ماطا” من التقاليد العريقة في منطقة جبالة، حيث يجتمع السكان عقب الانتهاء من إنجاز العمل التضامني، الذي يتجلى على الخصوص في تنقية الحقول من الأعشاب الضارة أو جني المحاصيل والحصاد، للاحتفال والتعبير عن الفرح وإبراز الطاقات البطولية في فنون الفروسية، التي يتميز بها أبناء المنطقة.

وتتمحور اللعبة حول اختيار ثلاث نساء لهن دراية بإعداد العروسة/الدمية (ماطا) ويقمن بتزيينها، ويحضر شباب القرية لاستلامها، لكن تتفق النسوة على اختيار شاب له مواصفات معينة، كأن يكون صاحب الحصان القوي والسريع، لمنحه العروسة “ماطا”، وتحذيره من مغبة إضاعتها أو سرقتها من قبل فرسان القبائل الأخرى المنافسة.

إثر ذلك تنطلق سربات الخيول الخاصة بشباب القرية موحدة على مسافة معينة وعند الوصول إلى ميدان اللعب تبدأ عملية توزيع الأدوار، وتحضر مجموعات من القبائل الأخرى لتطالب، أيضا، بالعروسة “ماطا” فيبدأ الصراع من أجل الحصول عليها والاحتفاظ بها.

واختلف الكثيرون حول أصول “ماطا”، لكنهم يجمعون على أنها لعبة حربية بامتياز، ممزوجة بمعاني الحب وتقاليد الكرم والوفاء والتطوع خدمة للآخر، وطموح للدفاع عن شرف القبيلة وقيمها وتقاليدها.

قد يعجبك ايضا

اترك رد