القصيدة الشعرية : في بلدتي

0 601
اليوم أقول في بلدتي حرفا
هل أسميه شعرا أم نثرا ؟!؟
لا تقلقوا سأسميه كلام
كلام عابر في زحام
سأعبر به نحوكم
وأشفي غليلا في الصدر
يسكن ها هنا ويعربد
كما تعربد في صدر العاشق الأحزان
أنا ابن هذه البلدة الثكلى
أم لا تأخذ أبنائها بالأحضان
قد عققتها طويلا
واليوم سأبرها سأوفيها حقها
ولو لثوان

 

فبالأمس أتذكر أني كنت صغيرا
واليوم كبرت
لكن هذه البلدة لم تكبر
لم تقوى بعد على النهوض
مطأطأة الرأس
قد تقوس منها الظهر
ويحكون عنها :
أنها كانت ذات جمال وكمال
لا يقهر
فلماذا لا أرى جمالها
ولماذا أراها تداس بالأقدام
وفي كل يوم أراها تنحر

 

ففي بلدتي تتتابع النكبات
والكل غرقى، صم، عمي، بكم
الكل يلعن الشتات
في بلدتي يكثر المناضلون
يصرخون يولولون
يقطعون الطريق …
يعلموننا أن النضال فرض عين
يمتطون ظهورنا
وبعدها يصير النضال فرض سنة
وفي المساء
يحتسون كأس نفاقهم
تذهب ريحهم ، ويرحلون

 

السلطة في بلدتي
أعينها نائمة ، لكن
لا عناء لها في معرفة الخبر
فالكل مخبر بالوراثة
الوشاية هوايتنا
وكذلك الإيقاع بالناجحين في الحفر
لا يهدأ لساننا
إلا إذا تفرق الشمل
وحصل الضرر
إبليس أودعنا حيله
ونحن زدنا بعض حيل أخر

 

في بلدتي تتناسل الجمعيات كالجراد
تتساقط كأوراق الخريف
وتختفي مثلما تعصف الريح بالرماد
فلكل شيء جمعية
لكل حزب جمعية
لكل حي جمعية
وحده الموت لم يشركوه في العملية
والجمعويون في بلدتي
مرموقون جدا
يتحدثون بثقة نفس
وبمشاعر موغلة في الأنانية
شغلهم الشاغل
حبوب منع فهم
توزع بالمجان
تسمى تنمية بشرية

 

والسياسيون في بلدتي أيضا
يحملون السياسة في حقائبهم
وفي هواتفهم
هم الآخرون ،
مصابون بدلطونية الأموال والألوان
وعقيمون ،
لذلك يستبدلون الأحزاب ببعضها
بكل تفان

 

مازال فيك يابلدتي
متسع للكلام وللتيه
وفي جعبتي بقايا أحلام وبوح
وعشق نزيه
يا امرأة في التراب
تمرغ وجه حبيبها وتزدريه
جئتك اليوم مرغما
أطارحك هذا الهوى
فهل تقبليه
شعر :عبد الهادي الخطاري

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد