المهرجان الوطني 19 للفليم بطنجة .. استقيت فسيفسائية فيلمي “رقصة الرتيلاء” من الزليج المغربي التقليدي (المخرج ربيع الجوهري)

0 564

قال المخرج ربيع الجوهري، اليوم الاثنين في طنجة، إنه استقى طريقة بناء فيلمه “رقصة الرتيلاء” الذي تم عرضه أمس في إطار مسابقة الفيلم الطويل بالمهرجان الوطني التاسع عشر للفيلم، من الزليج المغربي التقليدي.

وأوضح الجوهري، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية نظمت لمناقشة فيلمه، أن هذه الفسيفسائية تستند إلى انعدام وجود المركز وتعدد الحقائق لهذا فنهاية الفيلم غير موجودة، بل إن بطلة الفيلم متعددة، والزمن يتشذر إلى حقيقي وطاقي، وهذا الأخير إلى إيجابي وسلبي.

وأضاف المخرج، الحاصل على دكتوراه في اللغة الإنجليزية وآدابها، أن المنهجية الحلزونية التي يتبناها ترفض المدرسة الكلاسيكية التي تخندق الجمهور وتؤدلجه (معاداة الهنود الحمر في أفلام رعاة البقر مثلا)، ومدرسة المادية الجامدة التي زحزحتها النظرية الطاقية والعوالم الموازية والثقوب السوداء. وعن استعمال اللغة العربية الفصحى في الفيلم، المقتبس من مسرحية “الموت والعذراء” لأرييل دورفمان، قال الجوهري إن المجتمع المغربي فسيفسائي، وأن استعمال هذه اللغة العالية له سببان أحدهما جمالي والآخر ذاتي يتعلق بتقبل المغاربة للعربية الفصحى وإتقانها.

وأعرب عن يقينه أن الغرض من العمل الفني خلق الانطباع والإزعاج وليس التواصل ، إذ أن الفن تعبير ومخاطبة بالإحساس والإنارة والصورة، مشيرا إلى أنه جعل الكاميرا في فيلمه شخصية تتحرك وتتوقف لتعكس وجود ممثلين وتذكر الجمهور بأن ما يشاهده ليس حقيقة.

وأضاف أن الاسترسال في الكلام إلى حد الملل في الفيلم ليس بهدف سردي بل سيكولوجي ، وأنه يسير في اتجاه مغاير لمدرسة المخرج البولوني بولانسكي في مدرسته الكلاسيكية ، وأن الانغلاق في فضاء فيلمه متعمد وكذا اللون الرمادي . ومن جهتها، قالت الممثلة هند بنجبارة ، التي شخصت دور بثينة بطلة الفليم، إن هذه الأخيرة ” شخصية كونية، دون انتماءات عرقية ودينية “، مشيرة إلى أن التطهير من العنف هو الهدف .

تبدأ أحداث الفيلم بالمحامي نبيل (عمر غفران) الذي عين رئيسا لمجلس المصالحة ، في طريق عودته إلى البيت على متن سيارته ينقل امرأة قروية إلى أقرب مستوصف قصد العلاج من لذغة عنكبوت ذئبي (رتيلاء) ، قبل أن يثقب إطار سيارته، فينقله الدكتور هاني (يونس لهري) إلى بيته. ويضطر الطبيب بسبب المطر إلى المبيت في بيت نبيل ، لكن زوجته بثينة تعتقد أنه من عذبها واغتصبها في سنوات ماضية لتبدأ رحلة الانتقام والشك والتردد بين المادي والسيكولوجي ، ويكون الرابط دوما هي الرتيلاء .

موسيقى الفيلم من إنجاز هشام امدراس الذي اشتغل إلى جانب ربيع الجوهري في وثائقي “تندوف، قصة مكلومين” ، وشارك في الإنتاج كل من رشيد قصبي وأمين عرباوي، وأدار الإنتاج عبد الرحيم عبد النور، ونسقه محمد الحمادي. اشتغل ربيع الجوهري مساعد مخرج في أفلام عالمية ومخرج أفلام وثائقية عرضت على قنوات “الجزيرة” و”الأولى” وقنوات أخرى. يشار إلى أن عنوان الفيلم “رقصة الرتيلاء” مستقى من إسم رقصة تقليدية أصلها من جنوب إيطاليا ، كانت توظف في المعتقدات القديمة لشفاء المصابين بعضة الرتيلاء، وهي نوع من العناكب الكبيرة الحجم تغطيها شعيرات كثيفة.

قد يعجبك ايضا

اترك رد