امرأة …ذاكرة …رحلة… __________قصة من تأليف :فاطمة الزهراء الشهبالي

0 1٬088

كل خيانة قد تهون، لكن أن تخونك ذاكرتك و لا تسعفك على احتضان الحاضر، و تغرقك في تلابيب الماضي لتجعل منك آلة الرجوع عبر الزمن، اسمها “محجوبة” امرأة مسنة، لكن رغم تقدم سنها إلا أن جمالها لا يقاوم، نظرتها القوية، عينيها البراقتين و الوشم بينهما يثير فضولك لتمعن النظر أكثر في جمالها الخمري،سواد عينيها الغائرتين، طول حاجبيها، أنفها الصغير الحاد كسيف بتار، ثغرها الصغير كالوردة، و شعرها الحريري المسترسل حتى جنبات خصرها بخصلاته التي تتخللها حمرة الحناء، رغم أن شبح المرض أنهكها و الزمن ترك أقوى علاماته عليها، و الذاكرة خانتها لتختصر ماضيها كله في أسبوع من الهلوسة بكل ما مضى فاقدة حاضرها.

ولدت “محجوبة” سنة 1930 ببلدة “الشياظمة” ناحية مدينة الصويرة، لتنتقل بعد ذلك رفقة عمها “عياد” بعدما توفي والدها و هي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، كانت أول خطوة لها خارج بلدتها، دخلا مدينة مراكش و هو ماسك يدها الصغيرة و ضفيرتها الناعمة منسدلة على جسمها النحيل، فقد نال منها اليتم رغم حداثة سنها، فتح “عياد” الباب و نادى زوجته ” يامنة” لتستقبل “محجوبة”، لم يرزق “عياد”و “يامنة” بأطفال فكانت “محجوبة” كنسمة منعشة و هبة من الله عز و جل تنير حياتهما، غمرت “يامنة”سعادة لا توصف بعدما عانقت “محجوبة” و نادتها بابنتي، عاشت “محجوبة” ببيت عمها كملكة زمانها حازت قسطا وافرا من حنان و رعاية “يامنة” لها.

عاد “عياد” من السوق و الابتسامة لا تفارق محياه، استغربت “يامنة” لحاله فسألته مبتسمة: ما بك فرح للغاية؟ أ عثرت على كنز أم أنك عثرت على زوجة ثانية؟

أجابها:الكنز لم أعثر عليه بعد حتى أنني لم أبحث عنه، أما الزواج من ثانية أجلته فيما بعد، ابتسم و أتم قائلا: يا غاليتي لقد التقيت بصديق طفولتي و سيزورني غذا إن شاء الله، ابتسمت قائلة: مرحبا بكل زائر.

أتى “موحى” لبيت صديق طفولته ” عياد” الذي استقبله بحفاوة، نادى “عياد” “محجوبة” لتقدم لهما الطعام، أتت بخبز شعير و طاجين لحم بالبرقوق و صينية شاي ليتبادلا أطراف الحديث و يعرف كل منهما أحوال الآخر، ظل “موحى” شاردا ب “محجوبة” بعدما وضعت الطعام على الطاولة لينبهه “عياد” قائلا: أ تزوجت يا موحى أم لا زلت في ظل العزوبية؟

أجابه “موحى” و قد بدت عليه ملامح الحزن و اليأس: تزوجوا صديقي من امرأة أحببتها كثيرا، فاظمة أنجبت لي ثلاثة أولاد “سالم” و هو الأكبر سنها أربع سنوات، و مليكة سنتين و عائشة لم تتجاوز بعد الشهر من عمرها، توفيت والدتها أثناء إنجابها،تأسف “عياد” لحال صديقه أراد مواساته إلا أن “موحى” قاطعه قائلا: إنني منذ توفيت زوجتي و أنا أبحث عن امرأة تدير شؤون بيتي و ترعى أبنائي و تحسن تربيتهم، كما لو أن أمهم من ترعاهم، أتعبني البحث لكن أظنني وجدتها

“عياد”: سعدت من أجلك، و من هي؟

“موحى”:ابنتك التي أحضرت لنا الطعام

“عياد” مبتسما: أ تقصد محجوبة

“موحى”: نعم محجوبة

“عياد”: إنها ابنة أخي توفي في الصويرة و هي في سن الخامسة، فأقمت على تربيتها منذ ذلك الحين، و هي بمثابة ابنة لي، لكنها يا “موحى” لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها لازالت طفلة حتى أنها لم تصل سن البلوغ بعد.

تحسر “موحى” كثيرا لكنه حاول إخفاء ما يحسه و تناول الطعام رفقة صديقه ثم غادر لكن صورة “محجوبة” رسخت بذاكرته، نظرتها، عينيها، شعرها، نبرات صوتها، حين قالت له (مرحبا بك سيدي)، خجلها و حمرة خذيها و خطواتها الثابتة، لم تفارق ذهنه حتى في نومه قرر أن يذهب في الغذ لبيت صديقه لعله يغير رأيه و يقنعه بطلبه.

في صباح اليوم التالي ذهب ” موحى” لبيت صديقه “عياد” حاملا بين ذراعيه “عائشة” و “مليكة” و “سالم” يمسكان بطرفي جلبابه، طرق الباب و فتحت له “محجوبة” منادية عمها أن صديقه عند الباب ينتظره، أجابها أن تدعه يتفضل، دخل “موحى” و أولاده و أغلقت “محجوبة” الباب و ذهبت للمطبخ بخفة.

جلس “موحى” أمام “عياد” و قبل أن ينطق بأي كلمة وضع “عائشة” فوق ركبتي “عياد” قائلا:(ها العار أ خويا عياد) قبل أن يتم كلامه قاطعه “عياد” قائلا: “محجوبة” ما زالت طفلة لا تقوى على تحمل كبر هذه المسؤولية و تربية ثلاثة أطفال و هي طفلة،أتم “موحى” كلامه: أعدك أنها ستكون زوجتي و طفلتي كما لو أنها لا زالت ببيتك، لن يمسها مكروه برفقتي، سأساعدها بكل شيء و سأعلمها فنون عيش الحياة، خيم شيء من الصمت عليهما و خجل “عياد” من صديقه “موحى” فهو بمثابة أخ و ليس صديق فقط، فوافق على زواجه من “محجوبة”و قال له غذا سنقيم حفلا بسيطا لكما و احضر العدول معك، في الغذ أقيم حفل صغير للعروس الصغيرة و عقد قرانهما و انتقلت برفقة زوجها و أولاده لبيتهم المتواضع و ظروف العيش البسيطة، و كذا قفزتها من الطفولة إلى الأمومة، فتربية أطفال مثلها ليست بالأمر الهين فهي مغامرة فرض عليها اجتيازها و اغتيال الطفلة البريئة داخلها، حاولت الاندماج و وضعها الحالي، و زواجها من رجل يكبرها سنا بالرغم من أنه على قدر من الوسامة نظرا لملامحه “الزيانية” فأصوله من مدينة خنيفرة أمازيغي حر يعشق رقصة “أحيدوس” عيناه زرقاوتان كماء عذب صاف، و شعره حريري ذهبي تتخلله شعيرات بيضاء، و الذي عادة ما يحيطه برزة بيضاء، و يرتدي جلبابا صوفيا و”شكارة” من الجلد و أحيانا يرتدي معطفا أسود كأنه رجل أجنبي نظرا لاحتكاكه بالعديد من الأجانب ذات ديانات مختلفة (يهود و نصارى) القاطنين انذاك بحي “جليز ” فطبيعة عمله تقتضي التعامل مع كل الطبقات في المجتمع، فقد كان تاجر خضر و فواكه، كان زبنائه يحبونه كثيرا و بالرغم من أنه رجل أمي لم يتعلم القراءة و الكتابة في طفولته إلا أنه تعلم بعض الكلمات الفرنسية، أتاحت له التعامل مع زبنائه بسلاسة، فكانوا يهدونه هدايا نظرا لطيبته، و رحابة صدره حتى أنهم في نهاية السنة الميلادية يقيمون باحتفتلات صاخبة و يعدون أنواع مختلفة من الحلويات و يخرجونها للشارع فتشاهد حي “جليز” مزركش بألوان الحلويات

و شرطي المرور تحيط به العديد منها، و لموحى كذلك نصيبه من كل الحلويات، يتأرجح “موحى” بين ما هو تقليدي متمثل داخل أسوار المدينة و مظاهر الانفتاح و المعاصرة بحي جليز، توفيت “عائشة” بعد

شهر من زواجه بمحجوبة إثر حمة ألمت بجسدها الصغير، حزنا حزنا شديدا فمحجوبة رغم صغر سنها إلا أنها ألفت أبناء زوجها كأنهم إخوتها أو أبنائها، استمر زواجهما ثلاث سنوات لتصبح “محجوبة” قادرة على الإنجاب، أنجبت أول مولود لها و هي في سن الخامسة عشرة سنة.

” أحمد” اسم اختاره “موحى” لابنه الأكبر فقد زاد حبه لمحجوبة حين أهدته ولدا ذكرا، أقام احتفالا كبيرا فرحا بمولوده الأول بعد ثلاث سنوات أنجبت محجوبة زبيدة لتنجب بعد ثلاث سنوات كذلك مينة فالنساء أنذاك امثالها و غيرهن لم يكن يتوفرن على حبوب منع الحمل كن يرضعن سنتين أو ثلاث إلى أن ينتج حمل آخر، عندما بلغ أحمد التاسعة من عمره مرض بحمة شديدة، كانت محجوبة أنذاك بالمستشفى تصارع الألم لتحظى بمولودة، فتعود لبيتها حاملة طفلتها بين ذراعيها رفقة جارتيها “رقية” و “السعدية” ، أحسست بشفقتهما عليها أدركت أن هناك خطب ما، فهما لم يتركانها تدخل لبيتها بل أدخلتاها لبيت “رقية” لكنها سمعت صراخا و حركة صادرة من بيتها، استغربت من يصرخ و هو يوم جدير بالفرح و الإحتفال، سلمت ابنتها لرقية و دخلت بيتها هرعة لتجد ابنها توفي و أنهم يستعدون لدفنه،صرخت فألمها الآن فاق ألمها حين الوضع، فرحت بقدوم ابنتها الصغيرة لكن فقدت أكبر أبنائها، أخذتها رقية لبيتها، جلست و حملت رضيعتها نادتها “خديجة” دون أن تخمن في هذا الإسم من قبل، ضمتها لصدرها و بكت حتى جف دمعها بعد ثلاثة أيام عادت لبيتها حاملة خديجة بين ذراعيها، لم يكن الأمر هينا، لكنها جعلت الصبر مبدءا لها،لم تكن تعلم أنها ستهدي ابنتيها “زبيدة” و “مينة” للموت كذلك بعد سنة و السبب واحد الحمة، خسارة ثانية مؤلمة أكثر من سابقتها، تألمت كثيرا فهي تشاهد بأم عينيها أبناءها يتساقطون كأوراق الشجر في فصل الخريف، توالت عليها الصدمات، كيف لطفلة أن تتزوج و تحرم من طفولتها كأقرانها، و عندما تأقلمت مع وضعها الحالي و تصبح قادرة على الإنجاب تفقد ثلاثة أبناء في طرف سنة، تألم “موحى”كذلك لموت أبنائه لكن كونه رجل أمازيغي صامد لا تهزه بنات الدهر،لم يسمح بأي صدمة أن تكسره أو تضعفه و حاول كذلك أن يجعل محجوبة مقتنعة بحالهما فهو قدر، و أن تصمد و تصب كل اهتمامها لابنتها خديجة و أنها ما زالت شابة قادرة على الإنجاب و أن الله سيرزقهما أطفالا أخر

عاشا مع بعضهما في سعادة رغم كل ما جرى، بعد ثلاث سنوات من موت ابنتيهما أنجبت “فاطنة” لتنجب بعدها بسنتين ” جميعة” ففي كل ولادة تتمنى أن ترزق ذكرا تشفي به غليل موت أحمد و تقر به عين زوجها،في كل صلاة تدعوا الله أن تلد ولدا ،بعد أربع سنوات من الدعاء و التمني استجاب الله دعاءها ليرزقها ولدا، فرحت فرحا لا يوصف عندما أحضرته للبيت الكل يسأل ماذا ستسمونه؟ تجيبهم سأسميه حسن سيكون حسن الخلق و الخلقة، كان حسن نقطة بداية لمحجوبة فالطفلة التي أنجبتها بعده بسنتين أسمتها “زبيدة” تخليدا لذكرى ابنتها التي توفيت، ثم بعد ثلاث سنوات أنجبت مولودتها الأخيرة التي أحبتها “مارو” كثيرا صديقة موحى اليهودية و أحبت تسميتها “مرية” لكن موحى عندما أراد تسجيلها في الحالة المدنية قرر تسميتها “مريم” لكن ظل الكل يناديها “مرية” تلبية لرغبة “مارو” التي تحظى بمكانة خاصة بقلبه، بعدما بلغت مرية عشر سنوات تعرض موحى لحادثة بحيث كسر عموده الفقري مما جعله مقعدا غير قادر على كسب لقمة عيش لأبنائه الثمانية، فاضطرت محجوبة العمل كطاهية لدى عائلة مكانتها الاقتصادية مرموقة، يقطنون بضيعة كبيرة خارج مدينة مراكش، ياخدونها بسيارتهم الإثنين صباحا لتعود السبت مساءا، تذهب مرية و هي صغيرة كل يوم سبت لباب دكالة تنتظر عودة أمها من العمل بعد أسبوع من الاشتياق لصدرها و حنانها، ففي الثمانيات لم تكن الهواتف مشاعة و متاحة كما هو الحال اليوم، كانت تمتلكه بعض العائلات فقط، فعدم توفر بيت محجوبة على هاتف أحيانا

تنتظر مرية إلى غروب الشمس أو بعده دون أن تطفأ جمرة حنينها لأمها، فيلزمها أسبوع آخر من الإنتظار لتراها مجددا، تعود للبيت و هي منهزمة ، و ملامح الحزن بادية بمحياها فعلاقتها بأمها وطيدة،بالرغم من كل ما يجعل مرية تحزن لعدم رؤية أمها إلا أنها لها حظ مع الزمن فلو كانت في الخمسينات أو الستينات لما أمكنها انتظار والدتها بعد غروب الشمس فكل أبواب مراكش (باب دكالة، باب الخميس…) كانت تغلق أبوابها الخشبية الضخمة قبل آذان المغرب ليكون سكان المدينة في حماية و أمان.

عادت محجوبة بعد أسبوعين من العمل المتواصل لتجد موحى طريح الفراش محاطا بأولادهما، جلست بجانبه و أمسكت يده و أخذت تتلو آيات من القرآن الكريم، طلبت من مرية أن تحضر كأس ماء لتطري رقيه بقليل من الماء، ساعدته على نطق الشهادة إلى أن غادرت روحه جسده، بكت كثيرا فموحى لم يكن زوجا فقط بل كان سندا و أبا و أخا و نور حياتها، توفي و عمره ستة و سبعون سنة،كان قويا فلو لم يتعرض لتلك الحادثة التي أقعدته و هزمته جسديا و نفسيا لكان ناهز التسعين سنة و مازال على قيد الحياة شامخا، لكن للقدر كلمته في كل ما يعيشه الناس، مرية إخوتها تبلغ ستة عشر سنة عند وفاة والدها مما جعل الأمر صعبا تنسى لحظة موته فهي من كانت تمضي معه أغلب أوقاتها عند غياب والدتها عن البيت، كل ليلة تستلقي على ظهرها و تنظر لسقف بيتها و لا يغمض لها جفن، أما والدتها فكونها تمضي الأسبوع في عملها بالمطبخ بين الأواني و الخضر ، كانت تتناسى شيئا ما أو تتظاهر بالتناسي أمام أبنائها لكن موحى كان داخلها بصورته و كلماته و كل تفاصيله، تزوجت بناتها مليكة و خديجة و فاطنة قبل موت موحى، فكان لأحفادها دور في أن تكون قوية و تواجه كل الصعاب، ظلت تعمل بجد دون أن تشتكي أو تطلب مساعدة أحد إلى أن زوجت ابنتيها زبيدة و مرية و حسن كذلك الذي انتقل للعيش بسمارة رفقة زوجته و أبنائه، و سالم انتقل للعمل بالدار البيضاء و تزوج هناك و أنجب ثلاثة أبناء، لم تبق برفقتها سوى جميعة التي لم تتزوج بعد،أمنت لجميع أبنائها العيش الكريم، لم تعد مضطرة للعمل كطاهية بعد سنوات من الصمود، يجب أن تأخذ استراحة محارب ليس حرب في سبيل الوطن بقدر ما هي حرب في سبيل لقمة العيش الحلال، لم تدم استراحتهما كثيرا فقد أصيبت بمرض كان من المتوقع إصابتها به بعد كل الصدمات التي تلقتها بحياتها، لم تكن تعلم الكثير عن سرطان الثدي، كان من الضروري أن تجري عملية جراحية لاستئصال الورم،لكنها أبت إجراءها و أثارت مواجهة الموت بين جدران بيتها و في نفس المكان الذي توفي فيه زوجها، كانت كل يوم تطلب رؤية ابنها حسن كأن شيئا بداخلها يخبرها أن مكروها لحق به،فهي تعلم أنه مريضا لا يقوى على الحركة، كل ما تريده أن تراه قبل أن تموت، رن الهاتف بجانبها أجابت جميعة على مكالمة جد قصيرة، سمعت اسم حسن اهتز قلبها أحست أن هناك خطب ما خاصة بعدما نادت جميعة أخواتها خارج الغرفة و أخدن يتكلمن بصوت خافت، نادت محجوبة عل ابنتها جميعة لتستفسرها هل من خبر عن حال حسن؟ أجابتها: أنه اشتد مرضه فحسب،لكنها لم تصدقها فهي أم و حدسها يخبرها أن ابنها توفي، لكن ما من أحد أكد لها حدسها، الكل يخبرها أنه مازال على قيد الحياة، تألمت كثيرا، تذكرت كل شيء ابنها لا يفارق خيالها، تنطق باسمه في كل حين،لاحظت بناتها أنها لا تنادي كل واحدة باسمها و أنها تنطق اسم موحى باستمرار كأنه لازال حيا لم يعلمن بادئ الأمر أنها ضيعت خيوط الحاضر و تعيش الآن في كنف الماضي،ظلت في حضن ماضيها أسبوعا كاملا لتتوفى بعد مرور أربعين يوما على موت ابنها حسن سنة 2007 و سنها ستة و سبعون سنة نفسه سن موحى عند وفاته، في نفس مكان وفاته، نفس المشهد تكرر مرتين، كنت من بين المحظوظين الذين ذكرت جدتي محجوبة أسماهم قبل أن تنطق الشهادة تفارق الحياة وينتهي حضن الحب والأمان.

قد يعجبك ايضا

اترك رد