انحراف الطفل مسؤولية من ؟؟

0 591
لا يخلو مجتمع من المجتمعات من ظاهرة انحراف الأطفال ربما بسبب خلل يصيب توازنه النفسي نتيجة ممارسة عنف ما أو بسبب ظروف اجتماعية أوادمانه على التكنولوجيا الحديثة (ألعاب عنيفة وغيرها …) في غفلة من مراقبة أولياء أمره .
ويعتبر جنوح الطفل أو انحرافه من الآفات التي تعصف بأجيال المستقبل لتمثل تهديد داخلي خطير على الوطن،باعتبار أن هذا الطفل المنحرف سيصبح كهلا يعتدي على الآخرين ماديا أو معنويا ليبلغ درجة قتل الآخر والمتاجرة بالمخدرات إضافة إلى جرائم الاغتصاب والسرقة …الخ
لذلك يجب أن ندرس الأسباب التي تقود الطفل الصغير إلى هذه الهاوية المظلمة ؟
غالبا مايكون التوازن النفسي والاجتماعي دور مهم في انحراف اليافعين ولعل الأسرة بما هي المهد الأول للطفل تتحمل نسبة كبيرة من المسؤولية .
فالمشاكل بين الأبوين والإهمال بمعنى غياب التوجيه والمراقبة والإشراف ،والعنف المادي واللفظي في المعاملة أو التدليل الزائد .
كلها من الأسباب التي تساهم في انحرافه.وكما أسلفنا الذكر أن الأسرة هي البداية

وفي البداية نؤكد أن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى في حياة الانسان ،فهي مصدر التلقي الأول فمن خلالها يكون الفرد نظرته للحياة واتجاهاته وقيمه وسلوكياته وميوله وعاداته في المأكل والملبس والمشرب،بل  عقيدته كذلك .
فالمسؤولية الكبرى في تربية أبنائنا تقع على عاتق الأسرة ،ولهذا كان دور الآباء والأمهات من أهم الأدوار في عملية التنشئة،فالطفل أول مايجد والديه حوله،فيتعلق بهم ويقلدهم في سلوكهم وتنمو عاطفة حبهم في قلبه كلما كبر،لذلك كان من الأخطاء القاتلة التي قد يقع فيها الأبوان هي ترك طفلهما عرضة للاستعمال الألعاب العنيفة والكارتون العنيف دون مراقبة ومن هنا تتكون شخصيته العنيفة ثم تتعدد مراحل هذا الاهمال ليجد الطفل نفسه في الأقسام التمهيدية ومن هنا اتكالية الوالدين  على المدرسة في توجهه.
والظن بأن هذه المؤسسات تكفي ، حتى يصبح دورهم هو مجرد توفير الطعام واللباس فقط،فيكون  نتيجة لذلك فشل الطفل في التعليم وانحراف سلوكه.
ومن هنا نقول أن المدرسة هي امتداد للأسرة
،وعامل مكمل لدور البيت،باعتبارها مجتمعا كبيرا يمارس فيه التلميذ ماتربى عليه في محيطه الأسري المصغر، ويوظف خبراته التي تلقاها من أبويه،ولتضيف إليه خبرات جديدة من خلال تعامله مع أقرانه ومع مدرسيه.
فالوسط المدرسي يساعد في نسج تفاعلات نفسية وإنسانية أخرى في حياة أبنائنا ،ويغرس أنماط سلوكية وإجتماعية أوسع من تلك التي تلقاها في البيت، على الرغم من ضرورة التكامل بين الأسرة والمدرسة.
في نجاح العملية التعليمية فإن مشاركة الوالدين في النشاط المدرسي منخفض انخفاظا واضحا ،وقد تكون منعدمة في بعض المناطق تماما،وقليل من الآباء يشارك في صنع القرار المدرسي.

 سحر الزيدوحي
قد يعجبك ايضا

اترك رد