انطلاق أشغال المؤتمر الوطني الثالث للغة العربية بالرباط في موضوع “اللغة العربية وسؤال المعرفة”
انطلقت، اليوم الاثنين بالرباط، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية (18 دجنبر)، أشغال المؤتمر الوطني الثالث للغة العربية، الذي ينظمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية على مدى يومين، في موضوع “اللغة العربية وسؤال المعرفة”.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل تفاعلات وطنية ودولية، وذلك من جهة بعد صدور الرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين (2013-2030) الذي تعمل الحكومة على إخراج إطارها للوجود وتحضير المجلس الأعلى للغات والثقافة المغربية، ومن جهة ثانية في انسجام مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
وأبرز السيد ابن كيران، في الكلمة التي تليت بالنيابة عنه، دور اللغة العربية التاريخي في نشر المعرفة، داعيا إلى سياسة عمومية مندمجة ومتعددة الأوجه تتضافر فيها جميع الجهود لحماية اللغتين الرسميتين للمملكة مع ضمان الانفتاح على اللغات الحية.
من جانبه، قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي، إن الدفاع عن اللغة العربية هو دفاع وجودي، مشددا على الأمن اللغوي والسيادة اللغوية، دفاعا على اللغتين العربية والأمازيغية بعد تصاعد دعوات التلهيج والتدريج واستنبات قيم بديلة.
وأكد الوزير أن الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية “أبان في دفاعه البطولي عن اللغة العربية عن وعي حضاري واستراتيجي وطني”، داعيا إلى مواصلة التفكير من أجل التمكين للغتين الرسميتين بعد إصدار “معجم الإعلام” وإطلاق مرصد للغة الإعلام، وذلك بتنسيق مع مكتب تنسيق التعريب والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
من جانبها، أفادت الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيدة جميلة المصلي بأنه من ضمن الإشراقات التي تعرفها اللغة العربية، بالرغم من الأزمات التي تواجهها، حصولها على الدرجة السادسة من ضمن 60 لغة في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وتفوقها على اللغة الفرنسية في أوساط الطلبة البريطانيين، وفتح أقسام لها في عدد من جامعات العالم.
وأضافت الوزيرة أن اللغة العربية “العصية على المتآمرين عليها”، تعد الخامسة عالميا من حيث عدد الناطقين بها، والخامسة أيضا من حيث التأثير، والرابعة على الأنترنيت، وإحدى اللغات التي اختارتها منظمة الأمم المتحدة لاستعمالها رسميا.
وفي كلمة للسيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، نوه بمبادرة الائتلاف في الاحتفاء باللغة العربية، مشيرا إلى أنها مبادرة تعبر عن الاعتزاز بهذه اللغة والعناية بها والسعي للحفاظ عليها في مواكبة مضطردة للتغيرات الإنسانية.
وجاء في الكلمة التي تليت بالنيابة عنه، أن الاحتفال يدعو إلى توطيد العزم على إعادة الاعتبار للغة العربية وتضافر جهود المسؤولين والمجتمع المدني على كافة الأصعدة لاعتمادها لغة التدريس والإدارة ومرافق الحياة العامة لكونها مؤثرة في الحضارة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن المؤتمر يشكل فرصة سانحة لتجديد العهد على مواصلة بناء صرح اللغة العربية.