انطلاق أشغال الندوة الافتتاحية للدورة الثالثة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف بالريصاني

0 570

انطلقت اليوم الجمعة بمدينة الريصاني أشغال الندوة الافتتاحية للدورة الثالثة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف التي تنظمها وزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة) حول موضوع “الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب على عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني”.

وقال وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج، في كلمة خلال أشغال هذه الندوة الافتتاحية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن جامعة مولاي علي الشريف دأبت، وفاء لمضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في الدورة السابعة عشرة لهذه الجامعة، على استحضار الأهداف الأخرى لهذا الملتقى العلمي من خلال تناول قضايا صون التراث الثقافي بمختلف تجلياته وتوفير التجهيزات الثقافية وتلبية الحاجيات الحقيقية والملحة للمواطنين.

وأشاد السيد الأعرج، في السياق ذاته، بجهود كل الذين أسسوا لهذه الجامعة، وكل الذين التحقوا بهم وتسلموا المشعل من لجنة علمية ولجان التنظيم، وكل الأساتذة الباحثين، وكذا جهود السلطات المحلية والمنتخبين والسكان.

وأضاف أن المجال الترابي لجهة درعة-تافيلالت يعرف إنجاز مجموعة من الأوراش الثقافية، من بينها إحداث مركز ثقافي ببلدية مولاي علي الشريف، ومركز ثقافي بالرشيدية يحتوي على معهد للموسيقى والفن الكوريغرافي، وإحداث مركز ثقافي بتنغير، وكذا مشاريع ثقافية موضوع اتفاقيات شراكة مع الوزارة تتضمن، بالخصوص، إحداث مركز ثقافي بمدينة الريش، وإحداث قاعة للمسرح بتنجداد ومركز ثقافي بورزازات، وإصلاح المكتبة الوسائطية للمدينة، وترميم خمسة من المباني التاريخية ومعلمة أثرية بالجهة، ودعم عدد من البرامج والتظاهرات الثقافية بالجهة.

كما تعتزم الوزارة خلال سنة 2019، بحسب السيد الأعرج، إحداث وتجهيز ثلاثة مراكز ثقافية للقرب بإقليمي الرشيدية وزاكورة، وتجهيز المكتبة الوسائطية بمدينة ميدلت.

من جهة أخرى، اعتبر وزير الثقافة والاتصال أن المرحلة التاريخية التي يتطرق إليها المتلقى تعتبر “مهمة بالرغم من التحديات والعديد من الإكراهات، حيث ظلت الحياة الاقتصادية والاجتماعية تنطلق من مرتكزات هامة مرتبطة بمخططات اقتصادية ثلاثية أو خماسية، وتنبني على سياسات عمومية حكيمة”.

وأشار إلى أن هذه المرحلة شهدت العديد من الأوراش، خصوصا المتعلقة بالمجال الفلاحي وبناء السدود وفتح العديد من الأوراش المرتبطة بالجماعات المحلية، وكذا تلك المتعلقة بمظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية آنذاك.

من جهته، أبرز والي جهة درعة-تافيلالت، وعامل إقلم الرشيدية، السيد محمد بنرباك، أن الندوات القيمة لجامعة مولاي علي الشريف، التي يؤطرها نخبة من كبار المفكرين والباحثين، تساهم بشكل كبير في ربط الجسور بين ماضي المغرب وحاضره، وتعرف الأجيال الصاعدة بتاريخها العريق واستشراف المستقبل بكل أمل وتفاؤل واعتزاز.

وقال السيد الوالي إن “جامعة مولاي علي الشريف تلتئم اليوم بربوع تافيلالت مهد الدولة العلوية الشريفة، وهي تحتفي بثلاثة وعشرين سنة من العطاء، بفضل العمل الدؤوب للجنة العلمية التي لها منا كل التقدير والاحترام، وكذا بفضل انخراط كافة المتدخلين مركزيا ومحليا، وعلى الخصوص، وزارة الثقافة والاتصال”.

وأكد أن هذا الملتقى العلمي “أصبح موعدا سنويا لقراءة معمقة لتاريخنا ولمنجزات ملوكنا العظام، التي تمكننا من اكتشاف وفهم أن الاستثناء المغربي أساسه تجانس أمة تعرف في الأوقات العصيبة كيف تدبر اختلافاتها خدمة للتمازج القائم بين العرش والشعب، وكيف تلتئم وتتوحد حول توابثها بالاستمرار في العمل من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية”.

من جانبه، أكد السيد أحمد العلاوي، رئيس بلدية مولاي علي الشريف، أن جامعة مولاي علي الشريف، التي أصبحت تقليدا سنويا، “تعتبر مناسبة لتسليط الضوء على صفحات مجيدة من تاريخنا الوطني واستشراف آفاق غد أفضل”.

وأشار السيد العلاوي إلى أن المجلس البلدي للمدينة “سيعمل جاهدا على جعل السياحة الثقافية رافعا من رافعات التنمية ومحفزا لها”.

وتم خلال افتتاح أشغال الملتقى، الذي جرى بحضور رئيس مجلس الجهة، السيد الحبيب الشوباني، ورئيس المجلس الإقليمي، السيد الحبيب أبو الحسن، وممثلي المصالح الخارجية والهيئتين القضائية والأمنية والمنتخبون، عرض شريط وثائقي، من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حول “سد الوحدة : تدبير محكم للموارد المائية”.

كما قام وزير الثقافة والاتصال ووالي جهة درعة-تافيلالت وأعضاء اللجنة العلمية للجامعة والوفد المرافق بزيارة معرض للصور التاريخية الخاصة بجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني من إعداد قطاع الاتصال.

وتمت أيضا زيارة مركز الدراسات والبحوث العلوية، الذي يحتوي على رواق للفنون وقاعة متعددة التخصصات، وفضاء للإدارة والمحاضرات، وقاعة للمطالعة وأخرى متعددة الوسائط، وقاعات أخرى للورشات.

ويتضمن برنامج الندوة إلقاء محاضرات من قبل باحثين ومؤرخين مغاربة، وتنظيم معرض حول مظاهر الحياة الاجتماعية لأهل تافيلالت.

قد يعجبك ايضا

اترك رد