انطلقت مساء أمس، الخميس، بمدينة تارودانت فعاليات الدورة 12 للمهرجان الوطني لفن الدقة والإيقاعات ، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس ،إلى غاية 21 يوليوز الجاري، وذلك بمشاركة فرق فنية من مختلف جهات المملكة.
واستهلت أولى حفلات هذا الملتقى التراثي الوطني ،الذي يندرج ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى 19 لعيد العرش المجيد، بتنظيم السهرة الافتتاحية التي أحيتها مجموعة من الفرق الفنية في مقدمتها فرقة “جمعية الدقة الرودانية” ، برئاسة المقدم إسماعيل أسقارو، التي أتحفت الجمهور الغفير الذي حج إلى “ساحة 20 غشت”، بلوحات إيقاعية من فن الدقة الأصيل ، حيث تعتبر مدينة تارودانت مهدا لهذا الموروث الثقافي الفني، ومنها انتقل إلى باقي المدن المغربية.
وتعاقبت على منصة السهرة الافتتاحية للمهرجان ، والتي حضرها على الخصوص عامل إقليم تارودانت السيد الحسين أمزال، مجموعة من الفرق التي تؤدي أصناف مختلفة من الفنون الإيقاعية ، من ضمنها فرقة الفنانة الأمازيغية حسناء عياس، المعروفة فنيا باسم “حسناء تاجديكت”، وهي من بين الوجوه الغنائية المعروفة في مجال فن “تيرويسا” الأمازيغي، حيث تمزج في أدائها بين الأصالة والمعاصرة.
كما حل ضيفا على السهرة الافتتاحية للدورة 12 للمهرجان الوطني للدقة والإيقاعات ، الفنان الموريتاني المتألق ، الشاب محمد ولد شيغالي الذي ينحدر من أسرة فنية عريقة ، والمعروف عنه أنه من بين الفنانين المعاصرين الذين ساهموا في تجديد الأغنية الموريتانية الشبابية ، حيث أتحف جمهور تارودانت وزوارها بمجموعة من الأغاني التي تنهل من قصائد المديح النبوي، إلى جانب أدائه لأغنية “أحمد واعزيزة” ، وهو العنوان الذي يحمله أحد ألبوماته الغنائية التي لقيت تجاوبا كبيرا من طرف جمهوره في موريتانيا وخارجها.
وأوضح المدير الجهوي للثقافة لجهة سوس ماسة ، الأستاذ المختار الفاروقي ، أن المهرجان الوطني للدقة والايقاعات يشكل موعدا سنويا للإحتفال بهذا الموروث الثقافي والفني الأصيل ، وذلك قصد صيانته والتشجيع على إحيائه ، وضمان استمراريته انسجاما مع الرؤية التي ينهجها المغرب في الحفاظ على الموروث الثقافي الوطني بمختلف أصنافه وتجلياته.
وأضاف الأستاذ الفاروقي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الهدف من إحياء مهرجان الدقة أيضا هو الرقي بممارسة هذا الفن التراثي الأصيل إلى مرتبة تجعله مؤهلا للتصنيف ضمن قائمة التراث اللامادي للإنسانية المعتمدة من طرف منظمة “اليونيسكو” ، مبرزا في هذا السياق أهمية تشجيع الشباب على ممارسة هذا الفن التراثي ، سواء منهم الممارسين له ضمن الفرق الفنية المحلية أو على الصعيد الوطني.
وسجل أهمية انفتاح المهرجان الوطني للدقة والايقاعات بتارودانت على الفرق الفنية في باقي المدن المغربية، وكذا خارج الوطن، حيث أعرب عن أمله في توفر الشروط المساعدة مستقبلا على استضافة المهرجان لمزيد من الفرق الفنية الإيقاعية من خارج المغرب ، خاصة من الدول الإفريقية الشقيقة.
وستتواصل السهرات الفنية المبرمجة في إطار الدورة 12 لهذا المهرجان بكل من “ساحة 20 غشت”، و”ساحة أسراك” بقلب مدينة تارودانت العتيقة ، وذلك بتقديم عروض لفرق فنية تؤدي أشكال مختلفة من الفنون الايقاعية من ضمنها على الخصوص فرقة عواد امسكينة، وفرق أحواش، ومجموعة “البهالة” وميزان هواة، والإيقاع الحساني ، والفرقة النسائية “اللعابات”، وشيخات جمعية “بحاير الداليا”، ونجوم طاطا، ورقصة “تاسكيوين” التي صنفت مؤخرا من طرف منظمة “اليونسكو” ضمن قائمة التراث الشفوي للإنسانية ، وعدد آخر من الفرق الفنية التراثية من مدن مغربية مختلفة .
وإلى جانب السهرات الفنية ، سيعرف المهرجان تنظيم ندوة فكرية ثقافية تتناول موضوع “غنى وتنوع الفنون التراثية بإقليم تارودانت” ، وذلك بمساهمة نخبة من المتخصصين في الشأن الثقافي والفنون التراثية ، وسيتخلل هذه الندوة تقديم شهادات لبعض ممارسي الفنون التراثية المحلية.
للإشارة، فإن الدورة 12 ل”المهرجان الوطني للدقة والإيقاعات” تنظم بشراكة وتعاون مع كل من مجلس الجماعة الحضرية لتارودانت ، وعمالة إقليم تارودانت ، والمجلس الإقليمي لتارودانت، والمجلس الإقليمي للسياحة بتارودانت.