تدشين معهد كونفوشيوس بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان

0 555

تم، اليوم الثلاثاء، تدشين معهد كونفوشيوس للغة والثقافة الصينية بمقر رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان.

وتندرج هذه البنية الجديدة التي تنضاف إلى وحدتين في الرباط والدار البيضاء، في إطار اتفاقية شراكة تم التوقيع عليها في 22 شتنبر الماضي، بين جامعة عبد المالك السعدي والجامعة العلمية والتكنولوجية لجيانكسي والمديرية العامة لمعاهد كونفوشيوس، وتروم تمكين الطلبة والمواطنين الشغوفين بعوالم الصين بالاقتراب أكثر من لغتها وثقافتها العريقة والغنية.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت جميلة المصلي، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، بالنيابة، أن إحداث هذا المعهد بجامعة عبد المالك السعدي يعكس عمق علاقات الصداقة والتعاون العريقة بين المغرب والصين في مختلف المجالات، مذكرة بأن علاقات الشراكة عرفت دفعة جديدة بفضل الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين في ماي الماضي.

وأشارت الوزيرة إلى المشاريع الصينية الكبيرة التي أطلقت بالمغرب، بما في ذلك مشروع مدينة محمد السادس طنجة-تيك باستثمار ناهز مليار دولار وعشر مليارات دولار في غضون عشر سنوات مع خلق 100 ألف منصب شغل.

واعتبرت أن جميع الشروط متوفرة لانبعاث طريق الحرير، عبر ارساء شراكة استراتيجية بين الصين وافريقيا، حيث يلعب المغرب دورا مركزيا، بالنظر الى موقعه الجغرافي الاستراتيجي، واستقراره السياسي والاجتماعي وعلاقاته المتميزة مع البلدان الافريقية وطموحه لدخول نادي البلدان الصاعدة.

وفي هذا السياق، يكتسي إحداث معهد كونفوشيوس أهمية كبيرة من حيث أنه يضيف لبنة جديدة في معمار علاقات التعاون الثنائي في المجال الثقافي من خلال تمكين الطلبة المغاربة من التعرف على الثقافة الصينية وتوطيد علاقات الصداقة بين الشعبين.

من جهته، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، حذيفة أمزيان، أن إحداث هذه البنية التكوينية الجديدة من شأنه أن يكرس التعاون الاستراتيجي القوي الذي يجمع المغرب بالصين، ويواكب الأوراش الكبرى التي أطلقت في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، ومن بينها المشروع الكبير “مدينة محمد السادس طنجة – تيك”.
وأوضح أن هذه المؤسسة تهدف إلى إطلاع الطلاب، والأساتذة الباحثين، والدبلوماسيين، ورجال الأعمال، والفاعلين الصناعيين على اللغة الصينية وثقافتها وحضارتها، بهدف تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، وتقوية الموارد والأدوات البيداغوجية اللازمة لتعلم اللغة الصينية وتنمية التبادل الثقافي، فضلا عن إطلاق أبحاث حول الصين المعاصرة.

وأضاف أن 500 شخص، يتوزعون على 9 أفواج، 5 منها بطنجة على مستوى كلية العلوم والتقنيات والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والمدرسة الوطنية للعلوم والتقنيات ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة، و4 بتطوان بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، سيستفيدون من تكوين في اللغة والثقافة الصينية، فضلا عن منح تكوين وتعمق لغوي في الصين.

من جهته، أبرز سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، سون شوزهونغ، أن المغرب يعد أول بلد إفريقي وعربي يتوفر على ثلاثة معاهد كونفوشيوس، مسجلا أن هذه البينة الجديدة تهدف إلى تعزيز تعليم اللغة الصينية والتقارب الثقافي بين الشعبين المغربي والصيني، وتقوية التبادل بين جامعات البلدين وتعزيز الدينامية الاقتصادية التي تشهدها منطقة الشمال، مع توطين عدد من المصانع والمقاولات الصينية.

أما رئيس جامعة جيانغشي للعلوم والتقنيات، زيو هيبينغ، فأكد أن هذا المعهد التكويني يهدف إلى تعميق التعاون العلمي والثقافي بين المغرب والصين، مسجلا أن الشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي يجب أن تعمل على تعزيز الابتكار والتنمية بقطاع البحث العلمي في البلدين.

واقترح، في هذا السياق، الإحداث المشترك، لمركز للبحوث حول شمال إفريقيا داخل جامعة عبد المالك السعدي، في إطار مشروع شراكة رابح-رابح، من أجل إشاعة الثقافة الصينية التقليدية والمساهمة في تنزيل مشروع “طريق الحرير، حزام بين البلدان العربية والصين”، مجددا التزام جامعته بالعمل كواجهة لإشاعة الثقافة والحضارة المغربية بالصين.

وتميز هذا اللقاء بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين جامعة عبد المالك السعدي وجامعة جيانغشي للعلوم والتقنيات، بهدف تقوية تعاونهما في مجالات البحث العلمي، وتعزيز تبادلهما السوسيو-ثقافي وتسهيل حركية الطلاب المغاربة والصينيين.

وتخلل هذه التظاهرة تقديم عدد من العروض الفنية المستوحاة من التراث الصيني القديم من توقيع فنانين صينيين.

قد يعجبك ايضا

اترك رد