حظي إعلان مراكش حول المسلسل الانتقالي لمؤسسة الأنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (أيكان) ودور إفريقيا في هذا المسار، بترحيب واسع من قبل المشاركين في الاجتماع الحكومي الثالث العالي المستوى الذي نظم اليوم الاثنين بمراكش، في إطار الاجتماع ال55 ل”الأيكان”.
وعرف هذا الاجتماع حضور حوالي 100 حكومة عضو وغير عضو في اللجنة الاستشارية الحكومية التابعة ل”الأيكان” و22 منظمة دولية، مما يجسد الإرادة المشتركة في جعل “أيكان” منظمة عالمية منفتحة ومندمجة.
وشكل اجتماع مراكش مناسبة بالنسبة للحكومات للتبادل والحوار حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية ذات الصلة بالحكامة في مجال الانترنت.
وأبرز وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي السيد مولاي حفيظ العلمي، في كلمة في ختام هذا الاجتماع، أن الحكومات والمنظمات الحكومية تضطلع بدور جد هام ونشيط داخل مؤسسة الأنترنت للأسماء والأرقام المخصصة ” أيكان” وتساهم في مسلسل تطوير السياسات التي تنهجها هذه المؤسسة من خلال انخراطها في اللجنة الاستشارية الحكومية التابعة ل”أيكان”.
وشدد السيد العلمي، الذي ترأس هذا الاجتماع، على أهمية مساهمات اللجنة الاستشارية الحكومية (الغاس) التي لا يمكن انكارها والتي يعكسها عدد المنخرطين في هذه اللجنة التي تضم حاليا 162 عضوا و35 ملاحظا، مضيفا أنه يتعين على الحكومات مواصلة الانخراط في المنظومة العالمية للأيكان حتى يتسنى للمسلسلات المتعددة الأطراف الاشتغال بفعالية في احترام تام للمصلحة العامة.
وأضاف أن المسلسل الانتقالي لمهام مؤسسة “أيانا” (منظمة مسؤولة عن تنسيق بعض العناصر الأساسية التي تحافظ على الأنترنت بسلاسة) تطلب عملا جبارا من قبل مختلف مجموعات العمل، وانخراطا جديا للجنة الاستشارية الحكومية (الغاس) على أساس الحوار والتفاهم والتوافق.
وبخصوص مسؤولية الأيكان في إطار المسلسل الانتقالي، أكد السيد العلمي أن هناك قضايا أساسية مرتبطة بأداء الأيكان دون إغفال الجوانب الرئيسية المتعلقة بالحكامة.
وقال الوزير، في هذا السياق، إن “النقاش حول الجانب المرتبط بالمسؤولية يعد مسلسلا مستمرا ويتعين أن يشكل مصدر إلهام لنا لتشجيع إرساء مؤسسة الأنترنت للأسماء والأرقام المخصصة مسؤولة وتتمتع بالشفافية اتجاه مختلف الأطراف المعنية”.
كما أشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت إضافة عدد كبير من النطاقات الرقمية الجديدة إلى نظام الأسماء والأرقام المخصصة بالأنترنت، مسجلا أن اللجنة الاستشارية الحكومية (الغاس) انخرطت بالكامل في هذا المسلسل وتسعى إلى مواصلة الانخراط في النقاشات المتعلقة بإدماج نطاقات المستوى الأعلى (جي تي إل دي
ولم يفت السيد العلمي التأكيد على أهمية انخراط البلدان النامية في مؤسسة “الأيكان” وفي كافة الأنشطة ذات الصلة بالأنترنت، وخاصة ما يتعلق بتعزيز قدرات هذه البلدان.
من جهة أخرى، دعا الوزير الحكومات إلى “ضرورة اغتنام هذه الفرصة التاريخية لضمان مكانة مستقبلية متميزة إلى جانب أطراف أخرى معنية بمجال الأنترنت”.
كما أشار إلى أن هذا الاجتماع ينعقد في سياق خاص يتسم بتطور النظام العالمي لحكامة الأنترنت، كما يأتي في وقت مهم في مسار الانتقال على إثر قرار الحكومة الأمريكية نقل مراقبتها لمهام مؤسسة (أيانا) إلى أطراف متعددة.
يذكر أن هذا الاجتماع الحكومي، المنظم بتعاون مع (الأيكان) ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ينضاف إلى لقاءات هامة أخرى سابقة من قبيل “نيت مونديال” بالبرازيل، والاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العمومية للأمم المتحدة حول تفعيل نتائج القمة العالمية للأمم المتحدة حول مجتمع الإعلام.
وعرف الاجتماع ال55 لمؤسسة الإنترنيت للأسماء والأرقام المخصصة (أيكان) المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيضا، تنظيم اجتماعين آخرين ويتعلق الأمر باجتماع نظمه المنتدى الاقتصادي العالمي، ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حول موضوع “المبادرة حول مستقبل الإنترنيت، حوار إفريقي حول الاقتصاد الرقمي: تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص ودعم تنمية التكنولوجيا الرقمية”، واجتماع للوزراء الأفارقة للتكنولوجيات الحديثة.
ويشارك في اجتماع مراكش، الذي تستضيفه محليا الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ما بين 5 و10 مارس الجاري)، أكثر من ألفي مندوب.
ويهدف هذا الاجتماع، بالأساس، إلى وضع اللمسات الأخيرة على المناقشات حول المسلسل الانتقالي ل(آيكان)، التي تقوم لحد الآن بتدبير وظائف هيئة أرقام الإنترنيت المخصصة، (إيانا) قبل 30 شتنبر 2016 تاريخ انتهاء العقد الجاري بين (الأيكان) والإدارة الأمريكية.
يذكر أن (الأيكان) تسهر على سلامة واستقرار التنسيق العالمي لنظام التحديد الفريد للإنترنيت، كما تسهر على إدارة مجموعة من الموارد الأساسية للإنترنيت، من قبيل عناوين بروتوكول الإنترنيت (إي بي)، ونظام خوادم أسماء المجال الجدري الذي بفضله تعمل أسماء المجال.