انطلقت اليوم الاثنين بمدينة تطوان الاحتفالات المخلدة للذكرى ال20 لتصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو عبر تنظيم سلسلة من الأنشطة السوسيوثقافية والفنية تحت شعار “تطوان 5 قرون من الحضارة و20 سنة من العالمية”.
وأشار رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، السيد محمد إدعمر، بهذه المناسبة إلى أن هذه التظاهرة تروم التواصل مع ساكنة المدينة العتيقة لتطوان والتحسيس بأهمية الحفاظ على النسيج العتيق للمدينة باعتباره تراثا إنسانيا وإرثا تاريخيا وحقا عاما للبشرية جمعاء.
وأضاف إدعمر أن حفل تخليد هذه الذكرى، يعرف مشاركة رؤساء الجماعات الحضرية لسبع مدن مغربية مدرجة كمواقع التراث العالمي لليونسكو من أجل تبادل الخبرات وتطوير الوعي الجماعي حول التحديات التي تواجه المدن العتيقة خصوصا مشكل المنازل الآيلة للسقوط والتهميش الاجتماعي والاكتظاظ والأمن والنظافة، وارتفاع تكلفة الحفاظ على المعالم التاريخية، وذلك بهدف وضع حلول مشتركة ومنسقة للمساعدة في الحفاظ على هذا التراث المشترك.
وحسب المسؤول عن تدبير المدينة العتيقة لتطوان لدى منظمة اليونسكو، السيد مهدي زواق، فإن تصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا للإنسانية في سنة 1997 يعتبر ثروة ثقافية متفردة ومندمجة تعكس خمسة قرون من الحضارة المغربية الأندلسية.
ولاحظ السيد الزواق أن هذه القلعة التي تضم 5 كلم من الأسوار وسبعة أبواب رئيسية تتميز بتنظيم حضري خاص وبمنطقة سكنية هادئة وموقع للإنتاج الحرفي التقليدي والفني الرائع، وأيضا بنسيج تاريخي متكامل يحتفظ بتصميمه الحضري، وبمساجده، وزواياه، وحماماته، وكذا بفن العيش ولباس فريد من نوعه، وبفن الطبخ المتوسطي الخاص به. وأبرز هذا الخبير في إدارة وحفظ التراث الثقافي أهمية الحفاظ على هذا التراث مع العمل نحو المستقبل من خلال تنفيذ مشاريع التنمية المتكاملة التي تعود بالنفع في المقام الأول على ساكنة المدينة العتيقة والأحياء المجاورة، مذكرا بمشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة لتطوان (2011-2014) الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي خصص له غلاف مالي يبلغ 315 مليون درهم.
وتضمن الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة فقرة تكريمية لبعض الشخصيات التطوانية الذين ساهموا في الحفاظ على تراث المدينة العتيقة لتطوان، وهم الرئيس السابق لجماعة تطوان، الفقيد محمد أزطوط، وعبد السلام الصفار، والفنان سعد بن السفاج، والدبلوماسي أبوبكر بنونة والمؤرخة والشاعرة حسناء داوود.
كما تم بالمناسبة تقديم شريط وثائقي حول المدينة العتيقة لتطوان من إعداد مؤسسة الخبراء والباحثين الشباب بمدينة تطوان وتنظيم جولة إلى المدينة العتيقة بمبادرة من المديرية الاقليمية للسياحة وجمعية المرشدين السياحيين.
وستتوج هذه التظاهرة، التي تنظمها الجماعة الحضرية لتطوان بشراكة مع عمالة تطوان على مدى يومين بمناسبة تخليد الذكرى ال20 لتصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو، بتقديم إعلان تطوان.
وسيتم إلقاء عدة عروض لاستعراض تجارب مجموعة من المدن المغربية المصنفة تراثا عالميا للإنسانية، فضلا عن تنظيم سلسلة من الندوات لبحث العديد من المواضيع منها “تطوان تراث عالمي للإنسانية.. متطلبات الحفاظ واستثمار المكتسبات” و” تثمين التراث الثقافي ..تجارب وطنية ودولية” و”دور الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية في المحافظة على التراث الثقافي : نموذج مدينة تطوان”.
ويتضمن برنامج هذا الحدث معارض تؤرخ لزيارات بعض ملوك الدولة العلوية للمدينة وصور فوتوغرافية للمدينة العتيقة على مر التاريخ، فضلا عن معارض لمنتوجات الصناعة التقليدية والفن التشكيلي وكذا أمسيات فنية.