خبراء يناقشون بفاس آفاق النهوض بقطاع الفلاحة المستدامة
انطلقت اليوم الإثنين بالعاصمة العلمية للمملكة الدورة الثانية للمنتدى الجهوي للفلاحة المستدامة تحت شعار “الفلاحة المستدامة.. نموذج لإنتاج يحافظ على نظامنا البيئي“ والمنظم من قبل الغرفة الفلاحية لجهة فاس-مكناس.
ويبحث المنتدى الذي يشارك فيه باحثون ومنظمات مهنية وفلاحون ومجتمع مدني، آفاق الفلاحة المستدامة في المغرب بشكل عام وفي جهة فاس- مكناس على وجه الخصوص.
واعتبر فؤاد المنصوري نائب رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس-مكناس أن موضوع استدامة الموارد والحفاظ على التوازن البيئي ضرورة لضمان فلاحة مستدامة وزيادة إنتاجيتها.
وأضاف السيد المنصوري أن غالبية السياسات العمومية المعتمدة بالمملكة منذ الاستقلال تكرس هذا التوجه، بما في ذلك “مخطط المغرب الأخضر” الذي أطلق في العام 2009 من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري والذي حقق نتائج هامة للقطاع الفلاحي.
ومن جانبه، أبرز السيد كمال حيدان المدير الجهوي للفلاحة لفاس-مكناس أن هذا المنتدى يتوخى الوقوف على ما وصلت له الفلاحة المستدامة بالمغرب والاطلاع على نتائج الأبحاث في هذا المجال على الصعيد الوطني والدولي.
وذكر بأنه ، وعيا من الحكومة بالتحديات التي تواجهها الفلاحة المغربية اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا والتي من شأنها أن تتفاقم أكثر جراء الإثار السلبية للتغير المناخي ، تم خلال العشرية الأخيرة في إطار “مخطط المغرب الأخضر” اتخاذ مجموعة من الاجراءات ساهمت في التأقلم مع التغيرات المناخية وضمان تنمية مستدامة، من بينها اعتماد برنامج تطوعي كبير للاقتصاد في استهلاك مياه الري من خلال تحويل ما يقرب من 550 ألف هكتار من الاراضي المسقية لتقنيات الري الموضعي على الصعيد الوطني.
وأضاف السيد حيدان أنه تم اعتماد برنامج توسيع المساحات المسقية عبر تهيئة 160 ألف هكتار وتثمين 5ر1 مليار متر مكعب من الماء على الصعيد الوطني.كما اعتمد برنامج تحويل مساحات الحبوب في المناطق المتسمة بالهشاشة والمردودية المنخفضة نحو أنظمة ذات مردودية مرتفعة تحافظ على التربة وتساهم في خزن الكاربون.
وأشار أيضا الى التدابير المعتمدة لتشجيع الممارسات الزراعية الجيدة بيئيا والمتأقلمة مع تغير المناخ من خلال صندوق التنمية الزراعية والاستشارة الفلاحية وإنشاء برنامج للتنمية المستدامة للمراعي عن طريق خلق المحيمات وزراعة الشجيرات وتنظيم الترحال.
وتطرق المدير الجهوي للفلاحة كذلك لبرنامج تشجيع الزراعة البيولوجية على مساحة 36 ألف هكتار على الصعيد الوطني في أفق ،2020 وتشجيع ودعم وحدات التثمين التي تحترم البيئة.
وتتواصل أشغال المنتدى في جلسات عامة ، غدا الثلاثاء ، تسعى للتعريف بكل ما يتم انجازه على مستوى الجهة لصالح الفلاحة المستدامة، وإثراء النقاش بين جميع الجهات الفاعلة من خلال ورشات عمل تستهدف تبادل الخبرات وتقديم توصيات لمستقبل هذا النوع من الفلاحة.
وسيناقش المشاركون من خلال عدد من المحاور مختلف جوانب هذه الفلاحة المستدامة على غرار “الفلاحة المستدامة والإنتاج المستدام”، و”سلسلة الفلاحة البيولوجية بكل من المغرب، الأندلس وفرنسا”، و”الإليكولوجيا الزراعية وتأثيرها على العالم القروي”، و”الزراعة المحافظة على الموارد”، و”تأثير التغيرات المناخية على النظم المائية المتوسطية”، و”المشاريع الجديدة لخدمة الإيكولوجيا الزراعية بالمغرب”، بالإضافة إلى مختلف أنواع الدعم المقدم للفلاحة المستدامة و كيفية تقاسمه وتحسينه.