ركن______( توضيح ) من إعداد الأستاذ حامد الزيدوحي

0 777

فصل الدين عن الدولة .. وضرورة حركة ثقافية دينية تنويرية .. بقلم : ذ حكيمة الشاوي

من القضايا الشائكة في العالم العربي والإسلامي التي لا يزال النقاش فيها لم يكتمل بعد ، هو المسألة الدينية او “نقد الدين” اعتمادا على المنهج المادي الجدلي التاريخي .. لان ذلك يشكل خطوة ضرورية لأي مشروع تحرري وديمقراطي في مجتمعاتنا ..
وقد تم الترويج خلال مرحلة تاريخية طويلة ، لشعار : “إحياء التراث الإسلامي” ، ولم يكن ذلك سوى إحياء لكل ما هو رجعي ومتخلف ومهين ، في الثرات من أجل تدجين الشعوب واحكام السيطرة عليها ..

وقد لعب رواد النهضة العربية ، دورا مهما في حركة الإصلاح الثقافي والديني والسياسي ، من خلال شعار : إحياء الجوانب المشرقة في الثرات الإسلامي ؛ حتى تكون داعمة للاصلاح السياسي والاجتماعي ..
وفعلا كان للفكر التنويري آنذاك ، ولبداية ” نقد الدين ” ، اثر مهم على نهضة المجتمع ، وعلى فضح الاستبداد ، والاصلاح السياسي والاجتماعي .. فانطلقت الدعوة لتحرر المرأة ، في علاقة بتحرر المجتمع ، وخروجها إلى الحياة العامة ، ونزع الحجاب ، وطلب العلم وولوج العمل ، وفضح ومحاربة مظاهر التمييز باسم الدين ..

ومن هناك ظهرت حاجة مجتمعاتنا إلى الوجه الاحتجاجي والثوري للدين ، ومدى أهمية الثورة الثقافية الدينية ، لفضح ” الشكل المقدس للاستلاب الذاتي للانسان” المرتبط بالدين ، وبعده يمكن فضح الاستلاب الذاتي المرتبط بالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية..

وإذا كانت اية ثورة او حركة لابد لها من الطبقة او الفئة التي تقود الصراع من خلالها ، مثل الحركة النسائية التي تقودها النساء ، والحركة الثقافية التي يقودها المثقفون ، فإن الحركة التنويرية الدينية معني بها علماء التنوير الديني ..
وهنا لابد ان نستحضر تجربة الحركة التنويرية في أوربا قصد الاستئناس بها ، في مسألتين :
1 ) ان “جون لوك” الذي وضع أسس العلمانية في القرن 17 ، كان فيلسوفا ومتدينا ، وأراد أن ينقذ الدين من تلاعب السلطة به ، لأنها كانت تستخدمه لاغراضها السياسية ..
2 ) ان عصر التنوير الأوروبي ، قد مهد لبداية ظهور الأفكار المتعلقة بتطبيق العلمانية ، وسبقتها ثورة على الكنيسة ، سميت آنذاك ( الفصل بين الكنيسة والدولة ) ..

اننا اليوم في أمس الحاجة إلى تفكيك البنية الثقافية والدينية ، وخلق حركة تنويرية وتثويرية ثقافية ودينية ، يقودها المثقفون الاحرار والمتدينون المتنورون ..
وهذه الحركة قد بدأت ارهاصاتها تظهر في المجتمعات العربية والإسلامية ، ولا يمكن رفضها او وقفها ، لأنها قادمة لا محالة .. ولأن بدونها لا يمكن تحقيق شعار : فصل الدين عن الدولة ..

وهنا لابد ان نسائل أنفسنا اولا كقوى يسارية وكيساريين :
إلى أي حد نؤمن بفكر التنوير والتثوير الثقافي ، وبالتحرر من الاستلاب الديني .. ؟
وإلى أي حد نمارس ما نؤمن به من افكار ونظريات تنويرية وتحررية داخل المجتمع .. ؟

* حكيمة الشاوي

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد