صناعة الفخار التقليدي بدوار عين بو شريك بتاونات مهنة تتوارثها نساء البلدة

0 918

رغم أن العالم تغير من حولهن، إلا أن نساء دوار عين بوشريك بجماعة أورتزاغ (إقليم تاونات)، مازلن متشبثات بمهنة تربين عليها منذ نعومة أظافرهن وهي صناعة الفخار التقليدي. ويعتبر هذا النوع من الصناعة بعين بو شريك من أقدم الصناعات التقليدية التي توارثتها أزيد من 32 أسرة عبر قرون، وذلك لما توفره المنطقة من تربة طينية مميزة ومشهود لها بالصلابة، واستخدام الأساليب التقليدية المتوارثة، ثم اعتمادها على أنامل النساء في كافة مراحل السلسلة الإنتاجية. ويتميز دوار عين بو شريك بصيت في صناعة الفخار البلدي، وهو أيضا مدعاة للفخر بالنسبة للساكنة المحلية، إذ شكلت هذه الصناعة منذ سنين مصدرا أساسيا للدخل . فما أن يذكر اسم دوار عين بو شريك إلا ويثنى على أهله بهذا الفن التقليدي الذي أصبح يشكل نقطة جذب سياحية هامة. وتعودت النساء بعين بو شريك على مشقة التوجه إلى المناجم المتواجدة بالجبل القريب لجمع الطين الصالح للعجن، ثم نقله إلى الورشة باستخدام الدواب، حيث تعملن على تليينه بعصا وتنظيفه من الشوائب العالقة، وبعد ذلك غربلته ليصبح ناعما كالدقيق، وتبليله، وتنشيفه تحت أشعة الشمس، ثم تركه ليخمر في درجة مناسبة من الرطوبة ليلة كاملة قبل أن تصبح عجينته أكثر جاهزية للخلط، وقابلة للتشكيل والقولبة.

ولنساء القرية أساليب متنوعة في قولبته من بينها الاعتماد على عملية التجويف الداخلي باليدين في تشكيل جوف قطعة الفخار بواسطة الضغط على قطعة الطين من الأسفل نحو الأعلى، ولف الأسطوانة التي يتواجد الطين عليها. وتستمر هذه العملية حتى الوصول إلى الشكل المطلوب قبل أن يتم تجفيف الأواني المصنعة لبعض الوقت و تحريقها، وهي العملية التي تهدف إلى جعل الآنية متماسكة وأكثر صلابة وقابلة للاستعمال في الطبخ. ومن أكثر الأواني الفخار ية التي يتم تشكيلها يدويا، الكانون أو المجمر، والطاج ين، والخابية، والقصعة، والقدر، والطانجية، والكنبورة، والمزهريات المخصصة للنباتات المنزلية، علاوة على أواني المطبخ المخصصة لطهي الطعام وحفظ المياه، منها ما تزدهر تجارتها قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، ومنها ما تزدهر إبان حلول فصل الصيف. يما فاطمة امرأة تجاوزت الستين من عمرها، تقول في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء إن “ما يميز صناعة الفخار البلدي بعين بو شر يك هو اعتماد نسوة الدوار على اليدين بشكل أساسي في كافة مراحل السلسلة الإنتاجية، كما أنها تعتمد على تربة طينية خاصة مشب عة ب الرطوبة، وبعيدة عن استخدام الإنسان والحيوان. وتضيف يم ا فاط مة أن “فتيات الدوار المنقطعات عن دراستهن تعملن بالورشة، وتكون وجهتهن الجبل، لترثن مهنة جداتهن. لكن جل الفتيات اليوم، وخاصة من يزاولن دراستهن بالكارة، لا يرغبن في هذه المهنة ولا يقبلن عليها”. وعن حب ها و شغفها بمهنة صناعة الأ وان الطينية من الفخار التي بدأتها منذ أن كانت طفلة في عمر 12 سنة، تضيف” إن صناعة الفخار فن يبدأ منذ الطفولة، لأنه شغف مرتبط بإحساس، والإحساس لابد أن يزرع في الطفل منذ الصغر، كما أن الصانع يصنع الشكل الذي يخطر على باله مثل الرسام أو النحات، إنها مهنة إحساس من الطراز الأول” تقول يم ا فاط مة..

قد يعجبك ايضا

اترك رد