قالت صحيفة (الوسط) البحرينية، اليوم الثلاثاء، إن “إعلان مراكش” حول حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، يعد وثيقة عالمية تحتضن القيم الدينية والأخلاقية بكل مفاهيمها المعاصرة، وتختزل الشرائع والأعراف القانونية والحقوقية الدولية، مبرزة أن هذا الإعلان يعد “علما من أعلام التسامح والسلام” ينبغي التعريف به والإشادة بالقائمين عليه.
وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان “أعلام في التسامح والسلام: إعلان مراكش”، أن هذا الإعلان الذي توج أعمال مؤتمر “حقوق الأقليات الدينية بالديار الإسلامية”، المنظم مؤخرا بمراكش، يعد إحدى المبادرات التي تؤكد إجماع علماء الأمة على نبذ العنف ضد أتباع أديان أخرى، وخاصة من كان مقيما في بلاد المسلمين.
وأوضحت أنه في الوقت الذي تتعاظم فيه وتيرة الصراع الطائفي والديني، وتحتدم فيه جبهات القتال بين أبناء الوطن الواحد، أو الدين الواحد أحيانا، أو المذهب الواحد في أحايين كثيرة، تتحرك هيئات وشخصيات دينية وعلمية وحقوقية وسياسية من أجل “بسط السلام والطمأنينة، وزرع بذور المحبة والتسامح بين المختلفين مذهبيا ودينيا، ولاسيما أولئك الذين يحتضنهم وطن واحد”.
لقد جاء هذا الإعلان، تضيف (الوسط)، في سياق عالمي وإسلامي دقيق وعلى غاية من الخطورة، إذ تعرضت العديد من الأقليات الدينية في العراق وسورية للاضطهاد والازدراء من قبل ما يعرف باسم تنظيم الدولة (داعش)، كما لا تزال بعض الأقليات الدينية الأخرى في بلدان مستقرة، تعاني من الاحتقار (..).
وأكد كاتب المقال أنه في هذا السياق العصيب، تأتي هبة علماء الدين والعديد من المفكرين المسلمين، الذين اجتمعوا في مؤتمر بمراكش “مدينة الحضارة والتاريخ، مدينة التسامح واحترام حقوق الأقليات الدينية، والعاصمة التاريخية للحضارة المغربية”، لمناقشة موضوع “الأقليات الدينية في الديار الإسلامية”.
وذكر بأن المؤتمر، الذي انعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شارك فيه نحو ثلاثمئة شخصية من علماء المسلمين ومفكريهم ووزرائهم ومفتيهم، على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم من أكثر من مائة وعشرين بلدا، بحضور ممثلي الأديان المعنية بالموضوع، داخل العالم الإسلامي وخارجه، وممثلي الهيئات والمنظمات الإسلامية والدولية.
وبعد أن استعرضت الصحيفة البحرينية فحوى “إعلان مراكش”، أشارت إلى أنه نظرا لقيمة هذه الوثيقة، دعا بعض العلماء والسياسيين إلى ضرورة تشريعها قانونيا وحقوقيا في جميع البلدان العربية والإسلامية.