عيد العرش .. ملحمة وطنية تبرز الدينامية والوحدة والاستقرار التي يتمتع بها المغرب

0 931

تشكل الذكرى التاسعة عشر لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه الكرام، التي ستحل يوم الثلاثين من شهر يوليوز الجاري، ملحمة وطنية تبرز الدينامية والوحدة والاستقرار التي يتمتع بها المغرب.

إن تخليد ذكرى عيد العرش هو لحظة لإبراز الإنجازات التي حققها المغرب، واقتسام خلاصاتها والنماذج القيمة التي تتيحها مع شركائه، كما أنها مناسبة لاستحضار أهم محطات المسار التنموي بالمغرب الذي أضفى عليه جلالة الملك محمد السادس طابعا أكثر براغماتية وفعالية، سواء من خلال الإصلاحات الدستورية والسياسية، أو من خلال الأوراش المهيكلة الكبرى الاقتصادية والاجتماعية، لخدمة المواطن المغربي وعلاقات المغرب مع محيطه الإقليمي والدولي.

وتعد هذه الذكرى كذلك مناسبة لتأكيد الوفاء الصادق الذي يتبادله العرش والشعب، وتجديد العهد المقدس الذي يلحم بينهما بأواصر البيعة الشرعية المتجذرة منذ قرون، والتعبير عن الالتزام المتبادل بين الملك والشعب لرفع التحديات وتخطي المعيقات كيفما كانت طبيعتها.

فعيد العرش مناسبة تكتسي دلالات كبرى ومعان كثيرة وأهدافا ومقاصد عميقة، وتصور بصدق، مدى التشبث المتين وتعلق الشعب المغربي بأهداب العرش العلوي المجيد، والتطلع نحو تحقيق المزيد من الانتصارات لهذا الوطن، وفرصة لشحذ الهمم ولتجديد العزائم وتوطيدها والاندفاع إلى الأمام في تشييد صرح المغرب الحديث.

وهذه المناسبة الوطنية المجيدة هي فرصة للوقوف، ملكا وشعبا، في لحظة تأمل، عند ما تم تحقيقه وما يتعين القيام به لبناء مغرب مزدهر جدير بأبنائه.

وعيد العرش هو كذلك احتفال سنوي لتجديد روابط البيعة بين الملك والشعب، يوليه المغاربة، سواء داخل المملكة أو في الخارج، اهتماما سنويا كبيرا لبعده الرمزي الوطني، ولكونه يعد مناسبة وطنية ذات أبعاد سياسية عميقة يجدد فيها الشعب المغربي الولاء لملك البلاد باحترام وتقدير كبيرين، كما أن هذا العيد هو رمز للوحدة الوطنية والعلاقات الوجدانية والروحية، التي تربط بين ملك البلاد وشعبه الوفي.

إن تخليد المغاربة لعيد العرش، بحماس كبير، إنما هو تأكيد على مدى تعلقهم بكل طبقاتهم وأطيافهم بهذا العيد الوطني، ليس فقط بمظاهر الاحتفال به، وإنما بالحرص على تخليد هذه اللحظة الخاصة بكل الجوارح، للتعبير عن الإخلاص والمحبة التي يكنها المغاربة لعاهلهم جلالة الملك محمد السادس.

وفي هذه المناسبة أيضا تكتسي كل مدن المغرب وأقاليمه حلة جديدة يعبر سكانها عن فرحتهم وتعلقهم بملكهم، معترفين ومكبرين ما يبذله من جهد متواصل من أجل إسعادهم، وما يتخذه جلالته من قرارات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتنموية لفائدتهم. هي مناسبة لاستحضار المنجزات الكبرى الرائدة التي عرفها المغرب في العهد المحمدي الزاخر بالأمجاد والمكرمات، والتحولات على امتداد التسعة عشرة سنة الماضية والتي جعلت المملكة ورشا كبيرا مفتوحا.

ولعيد العرش، من حيث هو احتفال وطني له دلالات سياسية ودينية واجتماعية عميقة، خصوصيات مغربية تتجلى في طريقة الاحتفال التي تركز على المظاهر الحضارية والتاريخية بكل تجلياتها.

وهذه الذكرى الوطنية المجيدة مناسبة أيضا، لاستحضار الإصلاحات العديدة والمبادرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تم إطلاقها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مغرب تمكن بنجاح من أن يزاوج بين الحداثة والأصالة وأضحى اليوم نموذجا يحتذى في عدة قطاعات.

ولعل من أبرز نتائج هذه المجهودات الدؤوبة التي انخرط فيها المغاربة، بقيادة ملكهم، النجاح في مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار الضروريين لتحقيق نسب تنمية مشرفة إلى جانب تطوير مجالات تألق تعد رافعة للاقتصاد الوطني. فكثيرة هي المشاريع الكبرى المهيكلة التي أطلقها جلالة الملك، وكرست ريادة المغرب في عدة مجالات مثل الطاقة المتجددة وصناعة السيارات.

عيد العرش إذن مناسبة لتقييم المنجزات التي لا يفتر طموح المغرب لتحقيق المزيد منها، وهو وقفة تأمل وتقييم موضوعي وعقلاني للنهج التنموي الشامل والمتكامل والمستدام، الذي يسير عليه المغرب، منذ تولي جلالة الملك العرش، لتحقيق التطور الاجتماعي والاقتصادي المنشودين، وما حققه من إنجازات عظيمة لتحقيق الاستقرار السياسي ودعم البناء الديموقراطي ودولة المؤسسات.

إن المغرب، تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لجلالة الملك، لا يكتفي بالنتائج الإيجابية الظرفية التي حققها ويبرزها الواقع، وإنما يحدوه الأمل لتحقيق مزيد من الإنجازات ومواجهة تحديات الاقتصاد الحديث وإطلاق مزيد من المشاريع البنيوية والمهيكلة لتشمل كل ربوع المملكة وتحقق أهداف التنمية الاجتماعية والتكامل المجالي.

وإن مسيرة العرش والشعب مسيرة تاريخية وثورة مستمرة لا ينضب لها معين، فشعار “الشعب بالعرش والعرش بالشعب”٬ الذي تردد منذ بداية الكفاح من أجل الاستقلال، ساهم في إذكاء جذوة النضال من أجل الحرية والانعتاق، كما أنه اليوم ضمان لمستقبل مزدهر تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله.

فالمغاربة يخلدون عيد العرش باعتباره عيدا للأمل والاستمرارية والبيعة والنهضة الشاملة والإخلاص لله والوطن والملك، مرددين، بإخلاص وتشبث مكين بأهداب العرش لعلوي المنيف.

قد يعجبك ايضا

اترك رد