قصيدة مُحَمَّد
من ألبوم: سقوط القمر لمحمود درويش
مُحمَّد يُحَشِّشُ فِي حضن وَالِدِه
طَائِرًا خَائِفًا
مِنْ جَحِيمِ السَّمَاء
إِحْمِنِي يَا أَبِي
مِنَ الطَّيَرَان
إِلَى فَوْق
إِنَّ جناحي صَغِير عَلَى الرِّيح
وَالضَّوْء أَسْوَد
يُرِيدُ الرُّجُوع إِلَى الْبَيْت
مِنْ دُونِ دَرَّاجَة أَوْ
قَمِيص جَدِيد
يُرِيدُ الذَّهَاب
إِلَى الْمقعدِ الْمَدْرَسِيّ
إِلَى دَفْتَرِ الصَّرْف وَالنَّحْو
خُذْنِي إِلَى بَيْتِنَا يَا أَبِي
كَيْ أُعِدَّ دُرُوسِي
وَأُكْمِلَ عُمْرِي رُوَيْدًا رُوَيْدًا
عَلَى شَاطِئِ الْبَحْر
تَحْتَ النَّخِيل
وَلا شَيْء أَبْعَد
مُحَمَّد يُوَاجِهُ جَيْشًا
بِلا حَجَر أَوْ شَظَايَا كَوَاكِب
لَمْ يَنْتَبِه لِلْجِدَارِ لِيَكْتُبَ
حُرِّيَّتِي لَنْ تَمُوت
وَلَيْسَتْ لَهُ بَعْد حُرِّيَّة
لِيُدَافِعَ عَنْهَا
وَمَا زَالَ يُولَدُ
فِي اسْمٍ يَحْمِلُهُ
لَعْنَة الاِسْم
كَمْ مَرَّةً سَوْفَ يُولَدُ مِنْ نَفْسِهِ
وَلَدًا نَاقِصًا
بَلَدًا نَاقِصًا
مَوْعِدًا لِلطُّفُولَةِ
أَيْنَ سَيَحْلُمُ لَوْ جَاءَهُ الْحُلمُ
وَالأَرْضُ جُرْحٌ وَمَعْبَدٌ
محمَّد يسوع صغير ينام
وَيَحْلم في قَلْب أَيْقُونَة
صُنِعَتْ مِنْ نُحَاسٍ
وَمِنْ غُصْنِ زَيْتُونَة
وَمِنْ رُوحِ شَعْبٍ تَجَدَّد
مُحَمَّد
دَم زَاد عَنْ حَاجَةِ الأَنْبِيَاء
ناضل إلى سورة المنتهى
يا محمَّد