فيلم “حياة مجاورة للموت”.. توثيق لمجد المقاومة بالجنوب والمخطط الاستعماري لخلق دويلة في الصحراء المغربية

0 482

يتناول الفيلم الوثائقي “حياة مجاورة للموت” الذي يوجد في المراحل الأخيرة للإنجاز جوانب من سيرة المقاومة بالمناطق الجنوبية للمملكة وسياقات المخطط الاستعماري لخلق دويلة في الصحراء المغربية.

الفيلم الذي دخل طور المونطاج تحت إشراف المخرج لحسن مجيد، يستحضر في مقدمته وبشكل مقتضب السياق العام لاحتلال الصحراء المغربية من طرف الاستعمار الإسباني سنة 1884، مع الإشارة لأهم معارك المقاومة المغربية الصحراوية منذ 1913 ونضالات جيش التحرير بالجنوب، وخطاب جلالة المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان.

كما يكشف الفيلم الذي تنتجه “رحاب برود” من خلال وثائق نادرة مسار تبني المخطط الانفصالي من قبل إسبانيا في الستينيات من القرن الماضي، وهي الفكرة التي تلقفتها الجزائر لتبني حولها سياستها ضد الوحدة الترابية للمغرب.

كما يستحضر الفيلم في السياق ذاته، حسب بلاغ الجهة المنتجة، قصة تأسيس “البوليساريو” وملابسات العلاقة مع ليبيا وتطور الفكر الانفصالي ليخلص إلى أن صلب النزاع كان ولا يزال مع النظام الجزائري، الذي هيأ لبناء المخيمات سنة 1974، لينتقل اعتمادا على الدعم اللوجستيكي لجبهة “البوليساريو” إلى سن سياسة التهجير القسري والاختطافات، منذ تنظيم المسيرة الخضراء وإلى نهاية الثمانينيات.

ويتناول الفيلم هذه المعطيات على لسان مجموعة من الحالات التي يعرض لها عبر مشاهد تمثيلية، وفق بناء درامي، يتناول تجربة الاختطافات الفردية والجماعية، ثم الاعتقالات وما تبعها من تعذيب وأعمال شاقة أفضت إلى وفاة العديد من المدنيين والعسكريين من أبناء مختلف الأقاليم الجنوبية من واد نون إلى الساقية الحمراء ووادي الذهب.

ويقول منتجو الفيلم إن رسالته موجهة بالأساس، للرأي العام الوطني وخاصة الشباب المغاربة سواء داخل الوطن أو كانوا بمخيمات تندوف، ممن لا يتوفرون على المعطيات الحقيقية حول أصل هذا النزاع، كما يسعى أيضا إلى مخاطبة الرأي العام الدولي وخاصة تنظيمات اليسار بأوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ممن تأثروا بخطاب المظلومية الذي يروجه الطرف الآخر، تحت سيل من المغالطات التاريخية والسياسية، وذلك وفق خطاب يعتمد المعطيات والمعلومات الدقيقة المسندة إلى صدقية المصادر.

وحسب البلاغ فإن العمل تطلب ما يزيد عن ثلاث سنوات، تراوحت ما بين البحث والاستقصاء، واستجواب الشخصيات، في مناطق توزعت بين أكادير وكلميم والعيون. وتم عقب ذلك تحديد أماكن تنفيذ المشاهد التمثيلية في كل من أسا وعوينة الهنا ولبيرات.

قد يعجبك ايضا

اترك رد