قصائد لشاعر الحب والحرية بول إيلوار

0 1٬049

الحرية ..

—————–

فوق دفاتري المدرسية

فوق قمطر طاولتي والأشجار

فوق الرمل فوق الثلج

أكتب اسمك

فوق كل الصفحات المقروءة

فوق كل الصفحات البيضاء

الحجر، الدم، الورق أو الرماد

أكتب اسمك

فوق الصور الذهبية

فوق أسلحة المحاربين

فوق تيجان الملوك

أكتب اسمك

فوق الدغل والصحراء

فوق الأعشاش وفوق الوزال

فوق صدى طفولتي

أكتب اسمك

فوق عجائب الليالي

فوق الخبز الأبيض للنهاريات

فوق الفصول المخطوبة

أكتب اسمك

فوق كل قصاصاتي الآزوردية

فوق بركة الشمس العفنة

فوق بحيرة القمر الحي

أكتب اسمك

فوق الحقول وفوق المدى

فوق أجنحة العصافير

وفوق طاحونة الظلال

اكتب اسمك

فوق كل نسمة فجر

فوق البحر فوق السفن

فوق الجبل المختل

أكتب اسمك

فوق رغوة السحاب

فوق عرق الرعد

فوق المطر الكثيف والبارد

أكتب اسمك

فوق الأشكال المتلألئة

فوق أجراس الألوان

فوق الحقيقية الفيزيائية

أكتب اسمك

فوق الممرات الساهرة

فوق الطرقات المبسوطة

فوق الساحات الهائجة

أكتب اسمك

فوق المصباح الذي يضيء

فوق المصباح الذي ينطفئ

فوق بيوتي المجتمعة

أكتب اسمك

فوق الفاكهة المشطورة إلى شطرين

من مرآة، ومن غرفتي

فوق سريري القوقعة الفارغة

أكتب اسمك

فوق كلبي النهم والحنون

فوق أذنيه المنتصبين

فوق رجله الأخرق

أكتب اسمك

فوق عتبة بابي

فوق الأشياء الأليفة

فوق موجة النار المباركة

أكتب اسمك

فوق كل لحم مستباح

فوق جبين أصدقائي

فوق كل يد ممدودة

أكتب اسمك.

فوق واجهة المفاجآت

فوق الشفاه اليقظة

فوق الصمت تماما

أكتب اسمك

فوق مخابئي المحطمة

فوق مصابيحي

فوق جدران أعدائي

أكتب اسمك

فوق الغياب القسري

فوق العزلة العارية

فوق عتبات الموت

أكتب اسمك

فوق العافية المستعادة

فوق الخطر الذي ولى

فوق الأمنية التي بلا ذكرى

أكتب اسمك

وبقدرة كلمة واحدة

أبدأ ثانية حياتي

فأنا ولدت كي أتعرف عليك

كي أسميك

ترجمة : محمد حجي محمد

العاشقة

———————-

واقفة على أهدابي

شعرها يتخلل شعري،

لها شكل يديّ،

ولون عينيّ،

في ظلي تتلاشى

كما يتلاشى حجرٌ في السماء

بعيونها التي لا تغمض

تمنع عينيّ النوم.

بأحلامها الرافلة في فيضٍ من الضياء

تجعل الشموس تتلاشى،

تجعلني أضحك، أبكي، ثم أضحك،

أتكلم دون أن يكون هناك شيءٌ يُقال .

ترجمة : جمانة حداد

قصيدتي الأخيرة

—————————

رسمت أرضا قاحلة..

وأناس متعبون

رسمت الفرح بعيدا دوما…

رسمت أرضا موحشة

حيث يقبع الناس في بيوتهم

رسمت سماوات متشابهة

وبحرا يمتلك كل السفن

غيم ورياح…ومطر…

رسمت سماوات متشابهة…دوما

حيث يقبع الناس في بيوتهم…

انفقت أياما…وأياماً…لأتم عملي

لم أزعج أحدا…لحسن الحظ…

لم أطلب شيئا…وسأذهب…

لأطرق باب الجحيم

من مجموعة ” قصائد اولى “

ترجمة : عدوية الهلالي

*** تعريف لابد منه :

-ولد بول إيلوار الشاعر الفرنسي في سانت دونيس في فرنسا في 14 كانون الأول/ ديسمبر عام 1895 لأسرةٍ تنتمي إلى الطبقه المتوسطه.

التحق بالجيش خلال الحرب العالميه الأولى، لكنّه تعرض للغاز السام فدخل إلى المستشفى إثر ذلك الحادث، وقضى فترة وجوده داخل المستشفى يقرأ الشعر بما في ذلك أعمال آرثر ريمبود. وبالرغم من أنّ معاناته كانت واضحةً من خلال كتاباته، فقد تميّز بول بنظرته المتفائلة الواضحة ورغبته القوية في تغيير العالم وتخفيف المعاناة حوله.

قام إيلوار بنشرأول أعماله في عام ..1917واختفى بعدها في مارس/آذار 1924 حيث اعتقد الناس بأنّه توفي، إلّا أنّه هرب حينها بسبب انتشار الشائعات حول وجود علاقه حب بين زوجته غالا وماكس إرنست، وسافر حول العالم لمدة سبعة أشهر. انطلق من مرسيليا إلى تاهيتي وأندونيسيا ثم إلى سيلان وبعدها عاد إلى فرنسا.

خلال فتره تواجده في باريس، التقى بالعديد من الكتّاب الشباب ومنهم أندريه بريتون ولويس آراغون وفيليب سوبولت، الذين كانو ناشطين ضمن الحركة الدادائيه، ثم اتجهو فيما بعد نحو السريالية، فانضم إيلوار إليهم ووقع على بيان السريالية الأصلي.

بدأت تظهر التأثيرات الجديدة جليّةً من خلال كتاباته، وأصبح أحد الشخصيات الرائدة في الحركه السريالية . كما كان من ضمن أصدقائه الفنانين بيكاسو ودالي وغيرهم

تميّز النصف الأخير من حياة إيلوار بالالتزامات السياسية، فقد تأثر بالحرب الأهلية الإسبانية وجدّد التزامه بالشيوعية، كما تخلّى عن السريالية نهائيًا في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي. وخلال الح رب العالمية الثانية، كتب أول مجموعةٍ شعريةٍ نُشِرَت في فرنسا المحتلة كجزء من

أسقط سلاح الجو الملكي البريطاني نسخًا من قصيدته الحريةفي

حملته الدعائية المناهضة للنازية، كما قامت المحطات الإذاعية الموالية للحلفاء ببثّ بعض قصائده. وبعد انتهاء الحرب أصبح إيلوار سفيرًا ثقافيًا يسافر على نطاقٍ واسع في أوروبا، لكنّه لم يحصل على تأشيرة دخولٍ للولايات المتحده لأنّه كان شيوعيًا..توفي سنة 1952

قد يعجبك ايضا

اترك رد