كأننا ……. إلى الخيال الأمار بالشعر هذه التداعيات الهاربة … ………………………………………………………. عبد العاطي جميل

0 554

وكأنها تدعوني حين تغض الطرف ، فتعض أطرافي مسيلة دموع الرغبة في عيني العسليتين والخجولتين ..
شاهقة قبالتي في سكينة بوذا ترسم علي . بطفولة أصابعها تحفرطقوس غدي الضبابي . ولست أفقه في قراءة غنج أصابع تنتشل مني ما بقي من وقار قار وبائر .
كأن ثغرها الشاعري قلعة محصنة ، جنودها الكلمات المخاتلة .. كل في موقعه يحرس الفلتات . يتبادلون المواقع كي يوقعوا بي في شرك الشهوة .. صمت جارح لا يرحم .. وأبواب موصدة تصد عبير التردد على شفتي .. هي تعلم أن حصان طروادة في أسطورة أمس ،ملطخ بالاحتيال .. لكنها تخفي رغبة جامحة في الفتح لا الغزو .. وأنا أطارد مفاتيح القصائد عن مخيلتي كي لا أرتكب مسودة تدمي ، ولا أفكر في غزو شمس بحرية … وأنا أدير مقود رغباتي صوب مجاز لم يطمثه قبلي عارف ..فأستعير ضمائر منفصلة ربما أقولني خارجيا .. وضمائر متصلة ربما أقولني اشتراكيا .. وضمائر مستترة ربما أقولني صوفيا ..
وكأني ألبس لبوس الدراويش والصعاليك والعشاق عند كل لقاء بي في خلوتي الجامحة …
فكيف لي أن أرمم بالسهو أعطاب البسطاء .. ؟ . كأني لا أعي ما تقول الجوارح حين تجنح .. أتغابى كي لا تمسني رغوة إغراء .. فأشرنق فضولي وأنا أحاكي دود قز بعيدا أطير فراشا في دواخلي .. أبحث لي عن وطن يسميني وأسميه بأسمائها المعطرة عنوة بالإغراء ..
وأنا على شط انتظار مرة ، قلت لي : ” لم لا أتفوضى فريح الخريف تهدهد أوراق عنادي .. ؟ ” … وأنا على شط انتظار مرة قلت لي : ” لم أجيء قبل الموعد إليها ؟ ” .. وكأن قدمي تحملني إليها دون أن أحدد وقتا للاعتذار أو للخروج إليها .. وكأن بي رغبة في الشهادة .. فدمي مدجج بالأبيض والأسود .. صبري أسمر وبياضات أفقي سمراء ..
كأنها تدعوني إليها حين تغض طرفها .. وتكشف شعرها الأسود للروح كي تتطاير في غير اتجاه .. ما بالها تغوي دواتي المعتقة هذه المدينة الأسطورية .. ؟ .. أ كلما وعدتها بالمجيء أفر إليها .. وأعتذر عما لم أقله لها وفيها من نسيج غزل .. أ لأني أفر من مديح البلاطات ، أم لأن يدي تنفر من أصفاد الدلال .. ؟ ” ..
كأني أمسك لغز الختم ، وأكسر شهوة السطو ، أسل شعري من نسيب يشل وقوفي ، ويهد انتصاب النخل في عروقي الظمآى لنبيذ القصيد .. وكأني تمثال في صلاته لا ينحني … كيف لا تقولني متاريس العبارات وأنا كلما هممت أتصفح كتاب ظني ، أستريح فيه .. ؟ ..
..وكأن بسمتها خافتة ضوء حانة تغري بالشرب والصمت وأشياء أخر لا تنتهي …
وأنا بين قوسين أجري ، جسدي فواصل وعلامات انفعال سكرى ، أرتق ما بقي من طفولة في كأس الرغبة الجامحة في خطوي الموشوم بالعناد …

23 ـ 24 فبراير 2009
…………………………………………………

قد يعجبك ايضا

اترك رد