كارلي لويد، صانعة أمجاد المنتخب الأمريكي النسوي لكرة القدم

0 610

بعد سنوات من العمل الدؤوب، تمكنت كارلي لويد من تجسيد حلم الطفولة في شق طريق النجومية في عالم كرة القدم النسوية، لتصبح بحق صانعة أمجاد المنتخب الأمريكي.

بكل تأكيد فقد كان المسار طويلا ومحفوفا بالتحديات والعقبات، لكن النتيجة غمرت بالبهجة والسعادة قلب “صانعة” أمجاد المنتخب الأمريكي النسوي لكرة القدم بعد فوزها بجائزة الفيفا لسنة 2015 كأفضل لاعبة في العالم.

وتمكنت لويد، التي رأت النور في يوليوز 1982، من مداعبة الكرة لأول مرة في الملعب المحلي في حيها بمدينة ديلران في ولاية نيو جيرسي (شمال شرق)، مجسدة بذلك عشقها العميق للرياضة الأكثر شعبية في العالم.

ورغم أن كرة القدم لا تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة (المركز الرابع) مقارنة مع رياضات كرة القدم الأمريكية والبيسبول أو كرة السلة، فقد أبانت كارلي عن إرادة قوية لممارسة رياضتها المفضلة وامتهان كرة القدم مثل كبار اللاعبات الأمريكيات اللواتي تركن بصماتهن في تاريخ كرة القدم في بلد العم سام كميا هام (1988-2004) وآبي وامباك (1994-2015).

وكتبت لويد، عندما كانت في سن المراهقة، الفصول الأولى لÜ”قصة نجاح” رائعة، حيث ساعدت ميدفورد ستريكيرز، فريق مدرستها الثانوية، في الفوز ببطولة الولاية لمرتين متتاليتين.

وبعد انضمامها إلى صفوف فريق جامعة روتجرز، لم تتأخر لويد في إثبات مهارتها، حيث أصبحت أفضل هدافة في تاريخ هذه المؤسسة.

وأخذ المسار المهني لنجمة كرة القدم “العصامية” منعطفا حاسما سنة 2002 عندما انضمت إلى صفوف الفريق الأمريكي للناشئين. وفي العام ذاته التقت المدرب جيمس غالانيس الذي رأى أن لويد تحتاج لتطوير قدراتها البدنية وقوتها العقلية لتنمية موهبتها والرقي بها إلى الطراز العالمي.

وقد أعطت النصائح التي قدمها “مرشدها” ثمارها حيث لم تأخذ لويد الكثير من الوقت لتنضم إلى صفوف الفريق الوطني الأول سنة 2005، وهي السنة التي شهدت أول مشاركة رسمية لها على الساحة الدولية أمام أوكرانيا.

وفي سنة 2007 تم اختيارها كأفضل لاعبة خلال المنافسة المرموقة على كأس (ألكافري) التي تجمع أفضل المنتخبات، كما شاركت في أولى بطولاتها لكأس العالم التي جرت في الصين.

وكانت لويد، في دورة الألعاب الأولمبية في بكين سنة 2008، على موعد مع المجد حيث أرخت اسمها في سجل النجمات الأمريكيات المتوجات بالميدالية الذهبية، حيث كانت خلال مرحلة المجموعات حاسمة في منح الفوز لزميلاتها أمام اليابان قبل الانتصار على البرازيليات في المباراة النهائية.

وبفضل أدائها الجيد ودورها الحاسم في الإنجاز الأولمبي للأمريكيين، حصلت كارلي في السنة ذاتها على جائزة أفضل رياضية في الولايات المتحدة.

ومرت لاعبة خط الوسط المتقدمة سنة 2011 بمرحلة فراغ بعد الهزيمة “المخيبة للآمال” أمام اليابان بركلات الترجيح (3-1) في المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم التي جرت في ألمانيا.

واضطرت لويد، خلال دورة الألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012، لمتابعة، بكل مرارة، تألق زميلاتها من على مقاعد البدلاء. لكن في المباراة النهائية، ابتسم الحظ للاعبة (أطلانطا بيت) عندما حلت محل شنان بوكس، التي اضطرت لمغادرة الملعب جراء الإصابة، وتمكنت خلال الدقائق التي لعبتها في هذه المباراة الحاسمة أمام المنتخب الياباني، من تسجيل هدفين مكن منتخب العم سام من الفوز بالميدالية الذهبية.

وفي سنة 2015، تألقت لويد بشكل ملفت خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في كندا، حيث كانت النجمة المبدعة بتسجيلها الهدف الوحيد في مباراة ربع النهائي ضد الصين، قبل أن تدفن أحلام الألمانيات في الدور قبل النهائي.

وفي المباراة النهائية، توهجت كارلي بشكل لافت حيث أحرزت على هاتريك رائع منح انتصارا كبيرا (5-2) لأمريكا على حساب اليابان.

وبفضل هذا الأداء المقنع، أصبحت لويد عميدة للمنتخب الوطني الأمريكي بعد اعتزال الأسطورة آبي وامباك. كما جذبت انتباه وسائل الإعلام وعالم كرة القدم إلى جانب ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو خلال حفل منح الكرة الذهبية الذي أقيم بزيوريخ في يناير الماضي.

وتأمل أفضل لاعبة سنة 2015، ونجمة كرة القدم الأمريكية للسيدات، في عمر 33 عاما، في البقاء في قمة موهبتها، خاصة خلال الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية من 5 إلى غاية 21 غشت المقبل.

قد يعجبك ايضا

اترك رد